قيل ان العقل السليم في الجسم السليم، والسلامة تشمل الصحة النفسية والانسان المتمحور حول ذاته دائما ما تجيء أفكاره رغبوية بامتياز. فهو مثل الطفل المصاب بالكساح يزداد اقترابا من الارض كلما تقدمت به السنون، كما وصف د.رفعت سعيد المثقف المصري. وأي اقتراب من الارض اكثر من ان يغترف الانسان رذيلة الكذب، ثم يدعي انه مفكر. انا هنا لا أتحدث عن المؤسسات التي تمنح الدرجات العلمية ولكني أعني النفس التي تنتج الافكار. فذهن مثل الذي نحن بصدده لا يمكن ان ينتج في المحصلة النهائية سوى مغالطات لا يمكن فحصها، واذا اعيته الحيلة سوف ينجرف في سيل من الشتائم والتجريح الشخصي الذي يشبه ما رماني به د.الباقر العفيف، والذي يظهره غاية في السوقية والاسفاف. يعيب علينا الاخوة اننا تخلينا عن العمل العسكري حتى بعد ان اثبت الزمان خطأ ذلك الخط السياسي، ويصفون تخلينا بأنه عمل غير اخلاقي ولا ادري كيف يتسنى الحديث عن الاخلاق لمن يود ان يرسل طلاب «حق» الى تسني، وقروره في حين يذهب هو الى لندن، او بالنسبة لآخر يملأ الاثير ضجيجا حول الحرب وهو الذي قضى جل عمره في تنظيم شؤون الاماسي بالدوحة وانا هنا لا اقصد محمد سليمان ولكن اقصد تابعه. الباقر العفيفي حينما لم يسعفه الكذب راح يشتمني لأنه ببساطة لم يجد شبهة ينسج منها شبكة عار يلفني بها. لذا راح الرجل يتحدث عن عطالتي عن الموهبة والفكر وعن فشلي المهني علماً بانه ليس من رموز الصحافة السودانية حتى يحفل المدى بتقييمه للعاملين في مجال ليس مجاله أما بخصوص الموهبة فان يقصد موهبة تكوين ثروة من خلال الاتجار بالقضايا العامة فاظنه لم يجانب الحقيقة كثيراً فالفرق من هذه الناحية بيني وبين آخرين فعلاً يصل إلى عشرات السنين الضوئية كما تفضل الباقر. كما ان الحديث عن عطالتي الفكرية بلا معنى خصوصاً فيما نحن فيه من خلاف حيث انني لم اتحدث عن الاطروحة العلمية للرجل أو أتشكك حول الطريقة التي حصل بها عليها ولكنني اضعه بكل خيلائه واستبداده المقزز داخل علامة استفهام هو وحده يحدد ان يبقى داخلها أو يخرج عنها. حيث ذكر معهد السلام الامريكي على موقعه في شبكة الانترنت انه تبرع لمركز الخاتم عدلان بمبلغ من المال استلمته أنت يا دكتور. علماً بأن معهد السلام الامريكي هذا يعرف نفسه بأنه مؤسسة يدعمها الكونغرس الامريكي وحتى نقطع دابر كل سفسطة فان الكونغرس مستوى من مستويات الحكم في امريكا وبالتالي فان المنظمات التي يدعمها هي في الحقيقة مدعومة من الحكومة الامريكية ولا ينطبق عليها وصف منظمات المجتمع المدني. وهنالك فرق كبير بين من يتلقى دعماً من المجتمع المدني الامريكي وبين من يتلقى دعماً من الحكومة الامريكية لان العلاقة بين الشعوب مفهومة ومبررة وترعاها جهات مدنية لكن العلاقة مع الدول هي غير المفهومة وغير المبررة لأنها تجعل السياسي جزءا من السياسة الخارجية لدولة ما تجاه بلاده. وغض النظر عن البعد الاخلاقي لمثل هذه الوضعية فان السياسة الخارجية لأي دولة تجاه السودان في حالة تبدل وتغير مستمرين فيوم هي ضد الحكومة ويوم معها وبالتالي فان الاعتماد عليها لا يساعد على رسم تكتيك سليم من أجل التحول الديمقراطي وخدمة قضايا الجماهير فيمكن لامريكا ان ترضى عن الانقاذ وحتى وهي تمارس ابشع انواع الديكتاتورية طالما انها مستعدة على التعاون معها من خلف الكواليس. ثم يتساءل الرجل من هو قرشي عوض حتى يتهم محمد سليمان ويركز في الدفاع عن محمد سليمان أكثر من نفسه وليته فعل العكس ودافع عن نفسه فقد ابدى من الصفاقة ما يتواضع دونه الغرور والاعجاب بالنفس لأن له على الاقل اسهامات فكرية معروفة وواضحة غض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق معها لكن بربك أيها العفيفي من هو محمد سليمان غير انه مغترب سوداني مقيم بالدوحة. وإن كان الباقر يعرف للرجل مواهب مدفونة في أي شئ له علاقة بالسياسة أو الفكر فإنه يتحمل وزر جهلنا بالرجل والآن وهو يمتلك مركزاً للاستنارة يمكنه بالاشتراك مع أي دار نشر تقدم تخفيضات معقولة ان يرفد المكتبة السودانية بمؤلفات محمد سليمان حتى لا يحتكر مواهب الرجل ومعارفه هو وحاشيته التي تزين له الباطل كما تزين له شعر رأسه في حين يمكنني وأنا مرتاح البال ان اترك الخيار للقارئ أن يسأل عني في أسواق كادوقلي - الدمازين - الدلنج - كوستي وأسواق «أم دورور» في تجملا وخور الدليب والفيض أم عبد الله وأبوجبيهة وجبال الليري والجزيرة كجى وغيرها من الهوامش التي لا يمكن ان تطأها اقدام الباقر عفيفي بغير دعم اجنبي. وعليه اذا كان هناك عاطل فهو الباقر وليس انا «متعطل ومتبطل وعدادو رامي» ويشرفني انني من خلال تطوافي على بقاع السودان انني استطعت بقدراتي المتواضعة جداً ان اسلط الضوء على مشكلة الحمى النزفية في جنوب كردفان والعطش بالنيل الأزرق وغرب كردفان ومشاكل التلوث بالنيل الأبيض ومشكلة الحيازات الصغيرة بولاية نهر النيل وصراع الأبالة والمزارعين في جبال النوبة الغربية والشرقية وآثار السيول والأمطار شرق الروصيرص ومشكلة أبيي ولم أتلق مليماً واحداً غير راتبي الشهري من الصحيفة التي اعمل بها. في تلك الايام ما قبل 2005م وحينما كنت أطوف أرجاء السودان حتى اتعرف على مشاكل الناس بعيداً عن المركز حقاً لا استهبالاً وتكسباً وكنت اقضي ليالي الشتاء الباردة في المقاهي السفرية على طول الطرق العابرة للولايات كان الباقر وصديقه محمد سليمان يقيمان في لندن والدوحة هانئي البال ويملآن الأرض ضجيجاً حول العمل المسلح وهما لا يملكان غير عيدان الثقاب التي يشعلان بها سجائرهما كما ردت القيادة الوطنية عن حق على خطابيات مختومي العقول وقتها. لكن الباقر يبدل أدوات المواجهة الرخيصة التي يمتلكها كما يبدل استخدام هواتفه المدفوعة الفاتورة من علبة لبن يخص طفلاً في «هارلم» وها هو الرجل يدع البذاءة والفاحش القول عائداً ادراجه إلى الكذب الذي يتقنه كما قلنا بحرفية عالية. حيث قال انه إلتقاني في عام 2005 حينما جاء للخرطوم يبحث آفاق وحدة حق وقد اتضح لاحقاً انه جاء في مهمة أخرى. انه سألني لماذا لم اسأل الحاج كيف قبل العمل مع محمد سليمان طيلة هذه السنوات وهو يعلم خلفيته وقال أنا أجبته بأنني لم أسأل وراق ورد هو علي بأنه سوف يسأل الرجل أمامي وببساطة الباقر كالعهد به يكذب فالذي قاله لي هو ان شيئاً مما ذكره وراق لم يحدث وانه مستعد ان يحلف على المصحف. وحينما التقينا أنا وهو بالاستاذ وراق لم يسأله كما ذكر وانما أنا الذي طلبت من وراق ان يروى تفاصيل القصة المتعلقة بمحمد سليمان والتي ذكرها في المؤتمر الاخير وهو يهم بمغادرة حق فسردها بذات الدقة المعهودة فيه. وحينما جاء دور الباقر قال انه لم يكن موجوداً داخل الغرفة التي تحدث فيها وراق الى الخاتم عدلان بشأن الواقعة، ثم انصرف بقية الوقت للدخول في مشادة كلامية مع الاستاذ لسان الدين الخطيب عضو اللجنة التنفيذية بالخارج وقتها والذي ذكر للباقر في وجهه اسم عميلة الموساد التي التقاها محمد سليمان واسمها «ني?ين» وأضاف الخطيب في حضور العفيفي ان كل اعضاء اللجنة التنفيذية بالخارج كانوا على علم بنشاط محمد سليمان وان من يدعى منهم غير ذلك فهو كاذب. والباقر حينما يقول انني لا استطيع ان اطرح الاسئلة على وراق لأن علاقتي به علاقة تابع ومنفعل فهو يسبغ على سمات علاقته الشخصية مع محمد سليمان، فحين طلبنا منه في حضور وراق ولسان الدين ان يقوموا هم في التيار الآخر بمساءلة محمد سليمان عن صحة الواقعة التي ذكرها وراق وشهد بها لسان الدين الخطيب أجاب العفيفي قائلاً انكم تطالبوننا بالتحقيق مع أهم انسان في حركتنا. اذا لسنا نحن الذين تربطنا علاقة تابعية بوراق لأن الرجل ليس صاحب مال ولا نفوذ وان كانت له سلطة علينا فهي سلطة معرفية واخلاقية وليس فيها ما يعيب ولكن ما يعيب حقاً هو تلك العلاقة التي تمنعكم من مساءلة أهم انسان في حركتكم وهذه وضعية لن يرضاها وراق لنفسه ولن نقره عليها. حتى هذه اللحظة فشلت مجموعة محمد سليمان ان تجعلنا مجرد مجموعة خارجة عليها أو منقسمة عنها بسبب ان النشاط المدني السلمي هو الذي رسخ اسم حق داخل المجال السياسي. فقد اتفق ان كتائب الخاتم لم تطلق رصاصة واحدة. فحق يعرفها السودان من خلال الاضرابات عن الطعام والاعتصامات والمشاركة في الاعمال المدنية وهذه وجهة نظرنا في الداخل والتي قادت للخلاف معهم. والباقر يدافع عن ملكيتهم لحركة حق بطريقة توقعه في تناقضات مضحكة فهو تارة يقول انها تأسست في لندن عام 1995 بمبادرة ايجابية وفعل سياسي قام على أسس فكرية وتحليل سياسي اضطلعت به قامات فكرية ساهمت وقدمت اسهامات فكرية وسياسية كبيرة. وهذه المساهمة هي مساهمة جماعية ، ويضيف الباقر انه لا يقلل من الدور العظيم الذي لعبه الخاتم فكرياً وسياسياً ككاريزما. لكنه يشير في ذات الحوار إلى ان حق هي الارث السياسي للخاتم عدلان وهذا حديث مرتبك ومربك للقارئ الذي لا يخرج بعده بحقيقة حق وعما اذا كانت حصيلة جهد جماعي أم انها ارث سياسي للخاتم عدلان. لكن ذهن الباقر عفيفي يحتمل مثل هذه التناقضات لانه ذهن مشوش بحكم انه لا ينطلق من نسق فكري ونظام مفاهيمي بقدر ما ينطلق من رغباته الذاتية التي تصور له الامور بالطريقة التي تروق له أو حسب حالته المزاجية، ومن الطبيعي ان لا ينتبه للتناقضات التي يقع فيها وتلك مزالق لا يمكن ان يردها قرشي عوض على الرغم من عطالته الفكرية. المسألة ببساطة هي ان الباقر حينما كان يريد ان يصف الخلاف بين الخاتم ووراق بانه ليس خلافاً شخصياً مما دفع وراق للغياب الاختياري حينما غيب الموت الخاتم جعل حق جهدا جماعيا، الخاتم عدلان أحد المشاركين فيها. وحينما أراد ان يثبت ارثهم لها جعلها ارثاً سياسياً للخاتم عدلان لأن لا أحد يحفل بالباقر عفيفي ومحمد سليمان فأهل السودان يعرفون «حق» برمزية الخاتم عدلان والحاج وراق. أحدهم رحل عن الدنيا والآخر يعترض على سلوك القيادات التي تتكسب باسم الخاتم عدلان. وهذه وضعية لن تجعلني انقطع من الحقد جراء عملية وحدة «حق». والتي اعتبرها وحدة مائلة اذا كان وقوف رجل واحد ضدها كما يزعمون يستدعى كل هذا الهياج وتغلى مراجلها لمجرد تصريحات يطلقها انسان فاشل وعاطل عن الموهبة والفكر ، ولكنه رغم ذلك فان الرد عليه يدخل د. الباقر في تناقضات منطقية تجعله لا يصلح للحديث في أي شئ غير الشتائم.