Hussein Saad [[email protected]] يوم الجمعة الماضي الموافق الثالث من مايو الحالي والذي تزامن مع اليوم العالمي للصحافة،وفي السودان جاء(عيدنا) هذا العام والمجتمع الصحفي يعيش أوضاعًا قاسيًا بسبب الانتهاكات التي طالت حرية التعبير وحرية الصحافة واستمرار الرقابة الأمنية علي الصحف وحجب بعض المواقع الالكترونية ومنع بعض الصحفيين من الكتابة.(مرت) هذه الذكري ومازلنا نحن الصحفيين نعاني من التضييق الشديد على حرية التعبير. واغلاق الصحف ومصادرتها بجانب البلاغات الكيدية والملاحقات القضائية للصحفيين واستدعاء بعض الصحفيين الى مكاتب جهاز الامن، وطوال تاريخها الناصع والتليد،والذي تجاوز المائة عام حققت الصحافة السودانية نجاحات كبيرة وقدمت التنوير والثقافة لبلادنا وذلك من خلال نضالاتها المشرفة لكن الصحافة (عانت)من الانظمة الشمولية التي كبلتها وغيبتها تماماً وفي ظل الحكومة الحالية واجهت الصحافة (مشقة) كبيرة تجسدها الانتهاكات العديدة التي طالت حرية التعبير وحرية الصحافة.وهو ذات الحديث الذي قاله رئيس الهيئة الدكتور فاروق محمد ابراهيم في تصريح خاص له بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا اليوم للاحتفال بالحريات التي حققتها واكتسبتها الصحافة بنضالتها الراسخة التي قدمت فيها تضحيات مشرفة لكن هذا الاحتفال في السودان يأتي والمجتمع الصحفي يواجه انتهاكات فظيعة من قبل السلطات وقال رئيس الهيئة ان الرقابة القبلية على الصحف، تمثل ضربة( قاصمة) للحق الحر في التعبير وإبداء الرأي، كما أنها أضعفت وكثيراً من محتوى المادة الصحفية المقدمة، بما إنعكس سلباً في أضرار إقتصادية على الصحف نتاجاً لإنحسار معدلات التوزيع.واشار الدكتور فاروق الي تعرض عدد من الصحفيين للاعتداء ، والضرب والاعتقال والاستجواب والتعذيب ومصادرة ممتلكاتهم كالكاميرات وأجهزة الحاسوب والموبايلات خلال الفترة الماضية.ونبه فاروق الي ان الانتهاكات التي تطال حرية التعبير شملت المواقع الالكترونية والمدونات مشيرا الي ايقاف بعض الناشطين من المدونين والمدونات في المواقع الالكترونية وحجب المواقع الالكترونية وتشكيل السلطات لقوة (جهادية إلكترونية) تراقب كل ما ينشر على المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية.واقع الحريات الصحفية بالسودان يمكن النظر اليه في التقرير السنوي حول رصد وتوثيق حالة وأوضاع حرية الصحافة والتعبير في السودان لصحفيين لحقوق الانسان (جهر)من (الرقابة، والإعتقال، والتعذيب، والإيقاف عن الكتابة)... الى (المنع من العمل)حيث قال التقرير بعد ان (قدم) التهاني والتبريكات باليوم العالمي للصحافة الذي (يحل)علي بلادنا هذا العام وصحافتنا تُعانى من قيود كثيرة، تُعطّل نموّها ونهضتها، بعضها مصاعب إقتصاديّة تتعلّق بصناعة وإقتصاديّات الصحافة، وبعضها تحدّيات سياسيّة، ولكن أخطرها القيود والإنتهاكات الأمنيّة، إذ تتزايد بصورة مفضوحة إنتهاكات حريّة الصحافة والتعبير، حيث مدّد جهاز الأمن مساحة الإنتهاكات، وأدخل على أساليبه القديمة المعروفة فى الرقابة (القبليّة والبعديّة )ونبه تقرير (جهر)الي مُمارسات أُخرى جديدة، قال انها تُعبِّر عن سلوك يتّسم بالصلف والتجبُّر، حيث وصل الأمر لمرحلة التدخُّل الأمنى لعزل القيادات الصحفيّة عن مواقعها فى الصحُف، ومواصلة إبتزاز مُلّاك الصحُف، بالتهديد المُباشر بإلغاء الترخيص مالم تمتثل وتُزعن لأوامر وتوجيهات الأمن.ووثق التقرير للإنتهاكات التى يُمارسها جهاز الأمن، إلى جانب إنتهاكات أُخرى تقوم بها جهات أُخرى من الشُرطة ومجلس المُصنّفات الأدبية والفنيّة وغيرها ومضي التقرير بالقول وبالرغم من كثافة القمع والتسلُّط الأمني، نلحظ فى الجانب الآخر جهوداً كبيرة فى مُقاومة الإعتداءات الأمنيّة وتحدّيها بالقانون والتقاضى، وهى جهود تستحق الدعم والمُناصرة والتأييد، لكونها رفضت الإستسلام للواقع المرير للإستبداد الأمنى، وقالت (جهر)انه منذ فبراير من العام 2008، ظل جهاز الأمن يتّبع نهج الرقابة المباشرة على أداء الصُحف والمواد الإعلامية، وعلى الرغم من تعارض مبدأ الرقابة مع دستور السودان الإنتقالى للعام 2005، وقانون الصحافة والطبوعات، إلّا أنها تحولت إلى عملية متوقّعه، سيّما مع بروز أحداث بعينها (التظاهرات، الإحتجاجات،...إلخ) ولفت التقري الانتباه الي ان جهاز الأمن ومنسوبية (يتبع) عُدّة “تاكتيكات “في مراقبة أداء الصحف مثل لها في تحديد الأخبار والمواضيع غير المسموح بتناولها إعلاميا والحضور لمقار الصُحف وحذف/ إجازة المواد المعّدة للنشر والتحدث المباشر الي المسئولين عن الصحف (استفسارهم ،تهديدهم،توجيه الاوامر) ومصادرة الاعداد المطبوعة من منافذ التوزيع ومن المطبعة.وكشف التقرير عن صعوبات وانتهاكات لممارسة العمل الصحفي في الولايات.وبحسب الكاتب الصحفي الاستاذ فيصل محمد صالح فأن الاحتفال باليوم العالمي للصحافة جاء عقب اجتماع لعدد من رؤساء التحرير والصحفيين الأفارقة في العاصمة الناميبية ويندهوك، في مايو 1991، ليتدارسوا أوضاع حرية التعبير والإعلام في القارة، وكيفية تطويرها للتماشى مع المعايير العالمية لحرية التعبير والإعلام حيث صدر عن ذلك الاجتماع (إعلان ويندهوك) في الثالث من مايو 1991، واوضح فيصل ان هذا الإعلان (خلد) اسم العاصمة الناميبية حديثة الاستقلال، حينما تبنت الأممالمتحدة هذا الإعلان، وجعلته من بين المواثيق والمعاهدات الدولية المعتمدة لحرية التعبير والإعلام، ثم تبنت منظمة اليونسكو يوم الثالث من مايو لتجعله اليوم العالمي لحرية الصحافة.وقال الكاتب الصحفي ان دولة ناميبيا الصغيرة، والفقيرة بمقاييس الاقتصاد العالمي، لم تكتفي بهذه الهدية للقارة الإفريقية والعالم، لكنها تحتل في التصنيف العالمي لحرية الصحافة هذا العام موقعا متقدما، إذ جاءت ضمن أفضل عشرين دولة في العالم في مجال الحريات الصحفية (19) متقدمة على كندا التي حلت بعدها(20) وعلى بريطانيا (29) والولاياتالمتحدةالامريكية(32) وعلى فرنسا (37) واليابان (53).وبالنظر الي التقارير العالمية والتصنيفات الخاصة بحرية التعبير وحرية الصحافة نجد السودان يجلس وبراحة شديدة علي حسب تعبير فيصل محمد صالح وللعام الثاني على التوالي، في مؤخرة القائمة، حيث يحتل السودان الرقم (170) من بين (179) دولة، أي أننا في العشر الأواخر.وعربيا يأتي السودان في الموقع (20) ولا تأتي بعدنا إلا الصومال وسوريا، وفي أفريقيا أيضا نحتل مؤخرة التقييم ولا تأتي بعدنا إلا الصومال، ثم إريتريا التي تحتل مؤخرة الترتيب العالمي.وربما لولا أن هناك صحفيين قتلوا في معارك في الصومال وسوريا ، لتقدمت علينا هاتان الدولتان وتركتا لنا لقب (طيش الفصل) وفي تقرير(بيت الحرية) عن حرية الصحافة للعام الحالي والذي صدر مطلع مايو الجاري تصدرت دول النرويج ، السويد ، بلجيكا ، فنلندا ، هولندا ، الدنمارك ، لوكسمبرج قائمة أفضل الدول من حيث حرية الصحافة ، فيما تذيلت القائمة دول كوبا ، ايران ، بيلاروسيا ، اريتريا ، أوزبكستان ، كوريا الشمالية وتركمانستان بينما جاء ترتيب السودان رقم (174) من مجموع القائمة (197) وفي اقليم السودان الافريقي جاء ترتيب السودان رقم (42) من (49) دولة ، فيما جاء ترتيب دولة جنوب السودان الوليدة رقم (26) ! ومقارنة بالعالم العربي فان السودان خامس أسوأ دولة تليه فقط السعودية والصومال والبحرين وسوريا.وأكد التقرير انخفاض نسبة سكان العالم الذين يعيشون في ظل صحافة حرة تماما إلى أدنى مستوى لها على مدى عشرة سنوات. وقد لوحظ التدهور العام الذى لحق بحرية الصحافة العالمية وزيادة القيود المفروضة على الصحافة. وتفاوتت القيود المفروضة على حرية الصحافة فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا.(يتبع)