مداولات جرت بقاعة الصداقة مطلع الاسبوع الحالي من قبل انصار السنة "جناح شيخ ابوزيد" بشأن مخاطر المد الشيعي في السودان، وحشدت الجماعة جمع من العلماء في مؤتمر حمل شعار (الشيعة بالسودان.. المهددات والمخاطر وسبل المكافحة) وبحسب إحصائيات غير رسمية فأن نسبة الشيعة في السودان وصلت (5%) قابلة للزيادة خلال الأعوام المقبلة أذا استمرت وتيرة الحركة الشيعية بشكلها وإيقاعها المتسارع في إفريقيا وربما تقفز النسبة لأكثر مما هي عليه الآن. الى فترة وجيزة كان الوجود الشيعي يكاد شبه معدوم في السودان، وأول ظهور له كان في مطلع التسعينيان، الا انه لم يرى النور الا قبل اربع سنوات من الان حيث كان ظهورهم العلني الاول في احتفال تم بجنوب الخرطوم بذكرى مولد المهدي المنتظر بحسب عقيدة الطائفة الشيعية في اغسطس عام2009، واشارت الاحصائيات حينها ان عدد المشاركين بلغ حوالي (700) شخص ينتمون جغرافيا إلى ولايات السودان المختلفة، ووجود الشيعة في السودان لم يكون امرا مخفيا بالنسبة لولاة الامر، خاصة وان انشطتهم كانت تتم في الخفاء، لكن المؤكد ان الشيعة في تزايد مستمر في السودان خاصة بعد اعلان ظهورهم. فالشيعة يحسبون تشيعهم ل (آل البيت)، ويعتبرونه تصحيحاً لمسار التاريخ الإسلامي برمته ورجعة للحق الذي افتئت عليه لقرون، في حين ينعتهم المناوئون بأنهم الفتنة التي تمشي بين البلدان. وقد سعي السودان لمحاربة المد الشيعي في البلاد فتمت محاربته ثقافيا حيث تم إغلاق ستة معارض لكتب إيرانية ولبنانية شيعية في معرض الخرطوم الدولي للكتاب الذي أقيم في ديسمبر من العام (2006)، وقيل أنها تقدح في صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، ما أثار حملة انتقادات عارمة انتهت بإغلاق هذه الأجنحة، وسحب الكتب الشيعية من المعرض، واتهم حينها مناويون للوجود الشيعي إن لهؤلاء أنشطة ثقافية ودينية عديدة يتم دعمها من قبل الملحقية الإيرانية، أما الشيعة أنفسهم فلا يولون أهمية كبيرة لمثل هذه الانتقادات والتخوفات . هجوم شرس قوبل به الوجود الشيعي في السودان بغض النظر عن حجمه، ففي فبراير الماضي اقام المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة بالسودان بالتعاون مع جمعية تبليغ الإسلام بمصر "المعرض الإسلامي الدعوي" بالخرطوم، وشاركه فية عدد من أطياف الجماعات والتيارات الإسلامية في السودان، واقيمت خلاله محاضرة هدفت لتجميع واتفاق كافة التيارات داخل السودان على نبذ التشيع والبراءة منه باعتباره دخيل على السودان وأهله، واتهموا خلال المحاضرة الحكومة بانها ساعدت في تنامي الوجود الشيعي بالسودان بسبب علاقتها مع إيران، ولملاحقتها لكل من يكتب عن ذلك في الصحف. ورغم تضارب اعداد الشيعة في السودان لكن الواضح للعيان انه ليس لهم تاثير على الشارع السوداني بالشكل الذي يمكن ان يكون مهددا كما هو واضح في عدد من الدول العربية، ويرجع ذلك للبعد الجغرافي من أماكن ارتكاز الشيعة في ايران والعراق، ويعتقد بعضهم حتى ان الوجود الشيعي القليل في البلاد كانت أغلب حالاتة لحاجات مادية وليس عن قناعة بالفكر الشيعي. العمل علي مكافحة التمدد الشيعي بالسودان لم ينحصر في أنصار السنة التي تبتدر عقد أول مؤتمر علمي عالمي عن الشيعة في الخرطوم، ولكن يتوقع أن تكون له ردود أفعال داخلية وخارجية قوية، بل حتي واجهات الحكومة ركبت الموجة فقد حذر مجمع الفقه الإسلامي علي لسان رئيسه د.عصام البشير من خطورة تنامي وانتشار النشاط الشيعي بالسودان وطالب الدولة بتحصين المجتمع من خطورة الشيعة، وحتى وزارة التربية والتعليم كان لديها تخوف من هذا المد، حيث اقرت خلال الملتقي التنسيقي لوزراء ومديري التربية والتعليم بالولاية بكنانة الاسبوع الماضي بان هنالك مفاصلة بين التعليم الاكاديمي والقرآني مما حدا الوزارة بالتقاط القفاز ودعم المدارس القرانية من خلال توسيعها وتضمينها لوزارة التربية بادخلها في النظام التعليمي منعا " للتشيع"، وتسرب الافكار الشيعة اليها. والشيعة هو اسم يطلق على ثاني أكبر طائفة من المسلمين، ويرى الشيعة أن علي بن أبي طالب هو ونسله من زوجته فاطمة بنت النبي محمد صلي الله عليه وسلم هم أئمة مفترضوا الطاعة بالنص السماوي وهم المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي. ويؤمن الشيعة أن التشيع هو الإسلام ذاته، ويتبناه الشيعة أنفسهم حيث يرون أن المذهب الشيعي أصلا لم يظهر بعد الإسلام ويعتقدون أنه الإسلام ذاته. العديد من المعتقدات عرف بها الشيعة وأثارت حفيظة السنيين منها السب للخلفاء الراشدين المقترن بالاضطهاد الطائفي، تنظيم الاحتفال بذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه سنوياً، وإظهار التطبير (ضرب الرؤوس حتى التدمية بآلة حادة وسكين كبير تسمى الطبر)، وضروب الظهور بالزناجيل (وهو الجنزير) حتى الاحمرار، واللطم على الوجوه والصدور، ولبس الأسود منذ بداية شهر محرم، وتبدأ هذه الفعاليات منذ الأول من محرم إلى اليوم العاشر منه يوم (عاشوراء)، وهو يوم مقتل الحسين، ويمنع الزواج شهر المحرم، وهذا الأمر كان قد استحدث بشكل خفيف في الفترة البويهية، ولكن الشاه إسماعيل طوره بهذا الشكل مع الأشعار البكائية التي تؤثر في النفوس كدعاية للتشيّع. وضع الشهادة الثالثة في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله)، السجود على التربة الحسينية وهي قطعة من الطين يسجد عليها الشيعة بدل الأرض تسمى "التربة الحسينية"، وأصبحت حتى اصبحت جزءاً من دين الشيعة وتميزهم عن غيرهم،ومن المعتقدات دفن الجثث في "النجف" وتغيير اتجاه القبلة بانحراف قليل عن القبلة الأصلية لأهل السنة . asmahan faroog [[email protected]]