السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    إبراهيم عثمان يكتب: عن الفراق الحميم أو كيف تخون بتحضر!    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق المهدي يخاطب السودان والعالم من روضة المختار ؟! .. بقلم: الطيب كباشي الفزاري
نشر في سودانيل يوم 26 - 05 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أين هي روضة المختار ؟
روضة المختار قرية تقع في ولاية النيل الابيض ، تبعد عن مدينة كوستى شمالاً بأربعين كيلومتر تقريباً وحوالي مائتي كيلومتر جنوب الخرطوم تقريباً ، على الضفة الغربية للنيل الأبيض ،تم تداول اسم هذه القرية الأسبوع الماضي كثيراً في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، فقط لأن السيد الصادق المهدي ، رئيس الوزراء المنتخب وإمام الأنصار ألقى فيها خطبة جمعة وأم المصلين عند تدشينه افتتاح مسجد (الانصار) بها حيث جاءت في وسائل الإعلام باسم طيبة المختار والاسم الصحيح لها هو (روضة المختار)، لا مشاحة في الاسم ، فالرابط بين الطيبة والروضة هي الجمال.
ولكن ماذا قال الإمام الصادق في خطبته تلك ؟
لسير أغوار مقالة السيد الإمام علينا أن نفكك نصه (Context Deconstruction) كما يلي :
خطابه لأهل القرية والمنطقة وغيرهم :
بعد أن حمد الله و أنثى عليه تحدث السيد الإمام في البدء عن أهمية المسجد ودوره في الحياة وكيف أن عمارة المساجد هي من جلائل الأعمال في البر والخير، ثم تطرق فضيلته إلى أهمية الخيل في حياة الأمة حيث ذكر لها أربع محامد ، فسميت الخيل من الخيلاء والجواد من الجود والحصان من الحصن وفرس من الفروسية وهي الحيوان الوحيد الذي اقسم الله به (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا* فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا* فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا) وقال النبي عليه الصلاة و السلام (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة). ثم عرج على الانصارية حيث ذكر أنها جاءت تحقيقاً لقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ) على عكس المذاهب والطرق فالأنصارية لم تسم باسم صاحبها ، وهذا تمييز لها عن غيرها من المذاهب والطرق لأنها مقصود بها جميع المؤمنين وبالتالي هم أنصار الله وأصحاب المهدي وقال أنها دعوة مستمرة لإحياء الدين وكيف أن الإمام محمد أحمد المهدي دل على استمراريتها وتجديدها حيث قال (لكل وقت ومقام حال ولكل زما وأوان رجال.) ولم ينس أن يقرظ بناة المسجد ويبارك لهم صنيعهم هذا الذي عده من الأمر بالمعروف.
خطابه لأهل القبلة :
في مقاله لأهل القبلة أوضح لهم أن الأمة لا بد أن تستوعب المستجدات حيث ذكر بالنص :
أولاً: التوفيق بين الوافد من الماضي أو التراث، والوافد من الخارج؛ وهذه مهمة نحن نقوم بها الآن، التوفيق بين الأصل والعصر، وهذا جزء مهم مما نقوم به الآن ومن رسالتنا الآن، وهذا مهم جداً ولازم نضعه في أذهاننا.
ثانياً: توحيد أهل القبلة: القبلة الآن أهلها مختلفون أهل سنة، وشيعة، وصوفية. نحن نقول يجب أن نخاطبهم جميعا لأن هناك قطعيات لا خلاف عليها: الإيمان بالله وملائكته وأنبيائه، وتوحيد لله سبحانه وتعالى، وبرسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن، والأركان الخمسة، هذه ملزمة للناس كلهم، بعد ذلك هناك خلافات مذهبية. نحن الآن نعمل على أن نوحد أهل القبلة كلهم على أن نتفق على القطعيات التي لا خلاف عليها ويعذر بعضنا الآخر في المسائل الخلافية ونعتبرها مسائل مذهبية.
إذن مهمة أنصار الله الآن تقوم على ركيزتي التوفيق بين الأصل والعصر وتوحيد أهل القبلة، لأن أعداء الأمة الآن صاروا يعملون على تفريق كلمة المسلمين بناءاً على أن أهل السنة وأهل الشيعة يكفرون بعضهم الآخر، وهذا كله خطأ. ولا بد أن نخرج منه بما ندعو له من توحيد أهل القبلة فيما هم متفقين عليه ويعذر بعضهم بعضاً فيما هم يختلفون عليه.
دعوتنا الآن إذن هي دعوة لإحياء الإسلام بصورة تحدد الملزم من الماضي وكيفية التعامل مع الوافد من الخارج، وأسس توحيد أهل القبلة، وذلك استجابة لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)] ،
والجدير بالذكر أن السيد الإمام قد اصدر منذ منتصف التسعينات ، نداؤه الموسوم (نداء المهتدين) والذي خاطب فيه أهل القبلة جميعاً وأن تعالوا إلى كلمة سواء نتعاون في المشتركات ويعذر بعضنا فيما اختلفنا عليه ، وهذا الكدح المعرفي في الاسلاميات والبحث الحثيث لوجود مقاربة ما بين الأصل والعصر وهو بلا شك من همومه اليومية ، وهذا ما حدا بمعهد الدراسات الموضوعية في الهند بأن اختاره في ديسمبر 2006م ضمن أعظم مائة شخصية اسلامية في القرن العشرين !!
خطابه لأهل الانقاذ حيث قال :
نحن أصحاب دعوة صادقة ونقول إنها صادقة. النظام الحاكم اليوم نفاوضه لكي نحاول أن يستجيب لدعوة الحق، ولكن لا نشترك فيه أبداً، نحن نتبع الحق وندعو إليه ونتحدث معهم فقط في إطار إمكانية أن يستجيبوا للحق أما أن نشترك معهم فلا. لماذا؟ هناك أربعة أسباب تجعلنا لا نشترك معهم لأنهم هم:
1. يمارسون الاستبداد على الناس.
2. والفساد في إدارة الحكم.
3. وتشويه الدين.
4. وتخريب الوطن.
لهذه الأسباب لا يمكن أن نضع يدنا في يد النظام إلا إذا غير كل هذه السياسات كما ذكرنا، وكذلك نرفض أن نشترك مع الذين يقولون تعالوا نسقط النظام بالقوة لأننا رأينا ما يحدث في سوريا. هذا العمل على إسقاط النظام بالقوة سيقاوم وسيؤدي إلى تخريب الوطن، ثم من ينتصر دائماً بالقوة سوف يستبد على الآخرين لذلك نحن نفاوض جماعة الجبهة الثورية ليتفقوا معنا أيضا على مشروع الإصلاح بوسائل ذكرناها، ليست الاطاحة بالنظام بالقوة، لأن القوة ستؤدي إلى المقاومة، والمقاومة يمكن أن تدمر الوطن كما شهدنا الآن في سوريا.
إذن السيد الصادق يرفض تماماً المشاركة التي ظل يؤكد رفضه لها دوماً ، وهذا مبدأ لم يحد عنه رغم انشقاق بعضاً من حزبه ودخولهم حكومة المؤتمر الوطني وبعضاً من أهل بيته الذين استشوروا في القصر الجمهوري فهو هنا يقاوم ضغطاً خارجياً من المؤتمر الوطني وضغطاً داخلياً من أسوار بيته وحزبه ولكنه لا يرضخ وهذه ميزة تفرد بها السيد المهدي دون غيره من السياسيين.
خطابه للحركات المسلحة وحملة السلاح من أهل الهامش :
في خطابه للحركات حاملة السلاح يؤكد السيد الصادق أنهم مع المطالب التي ينادي بها المهمشون ، ويضيف أنهم في حزب الأمة وكيان الانصار من المهمشين الذين يتطلعون للإنصاف حيث ذكر أن الأرض التي يقف عليها تعاني الأمرين من التهميش ونقص الخدمات وهو هنا كما يقول لا يختلف فيها مع الحركات المسلحة ومطالب أهل الهامش ، وكذلك كرر ما ظل يقوله بأنه ضد اسقاط النظام بالقوة ، لأنها – حسب تعبيره- تؤسس لاستبداد جديد ، حيث إن الاستبداد دائماً يأتي معه الفساد لأن الله يقول (إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) . لذا دعا لوسائل مأمونة وهو ميثاق توقع عليه الملايين لمخاطبة الكل ، المؤتمر الوطني ، الجبهة الثورية ، القوى السياسية لتأييده وإلا فالاعتصام هو السلاح التالي حسب ما ذكر. إنه يذكر الاسلوب الناعم لحل مشاكل السودان ، إذن السيد الصادق قد اختار طريقاً ثالثاً لا هو طريق المؤتمر الوطني الداعي إلى الذوبان فيه رغم مغرياته وعصاته ولا هو طريق الجبهة الثورية الكاسح والماسح لكل ما خطته يد زبانية المؤتمر الوطني ويبدو أن هذا الاسلوب لا يرضي كثيراً من الناس وظل يتعرض لكثير من الحيف من بني وطنه وهناك من يحاول شيطنته ((Demonization ، ومناوئيه لا يتورعون عن إطلاق حتى الكوميديا السوداء ضده (Wild Thing) ولكنه لا يأبه بهم ويستمر في الجدية والإحاطة حسب ما قال مرة ، حيث يجد تقديراً عالمياً متزايداً وهذا ما جعله يفوز بجائزة قوسي للسلام بالفلبين واللجان الدولية للعام 2013م حيث جاء في خطاب رئيسها للسيد الصادق ما يلي :
قررت جائزة قوسي للسلام بالفلبين واللجان الدولية منحك جائزة قوسي للسلام للعام 2013م أيها الإمام الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي نسبة:
لجهودك التي لا تكل للعمل من أجل خير شعبك ولإيجاد حلول سلمية ولرفاهية الشعب (عبر الحنكة السياسية وبناء السلام)، كرئيس حالي لحزب الأمة وكإمام لجماعة الأنصار الدينية وكرئيس لمجلس الحكماء العربي لحل النزاعات وكعضو للمجلس الاستشاري لمجموعة العمل الدولية للدبلوماسية الوقائية وكعضو في شبكة الناشطين الديمقراطيين العرب وكعضو في مجموعة سي واحد (C1) للحوار العالمي (وهي المبادرة المعنية بالحوار بين العالم الإسلامي والغربي) وكرئيس سابق للجبهة الوطنية المتحدة وحزب الأمة والجبهة الوطنية، وكرئيس سابق لوزراء السودان.
اهتمامك وعملك بحماسة لاسعاف الديمقراطية والتنمية والاصالة في السودان.
ورفع شعار الإحياء الإسلامي في العالم الإسلامي وفق وصفة للإحياء الإسلامي تطبق حقوق الإنسان والديمقراطية والتسامح الديني والسلام والتعاون العالمي. وباختصار تحقق الحداثة والعالمية في العالم الإسلامي بصورة تبنى على أسس دينية وثقافية.
إصداراتكم وكتاباتكم العديدة ومحاولاتكم حتى هذه اللحظة لبناء سلام مستدام ومجهودات اتصالاتكم وتعبئتكم المستمرة التي لا تنتهي لاستعادة السلام والديمقراطية الحقيقية في السودان، وحل جدلية الحياة المعاصرة والإحياء الديني في العالم الإسلامي.
كل هذه الانجازات والمجهودات جعلت منك مثالاً حياً للآخرين للاقتداء ليس فقط في السودان وإنما عبر العالم العربي وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا والمجتمع الدولي.
وعليه ننتظر بشغف كبير حضوركم في يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2013م الساعة الخامسة مساء بمركز الفلبين الدولي للمؤتمرات بمانيلا بالفلبين، لاستلام التكريم المتميز المخصص والمكافئ لمساهماتكم الهامة في مجال فن إدارة الدولة والحنكة السياسية (statesmanship) ومجال بناء السلام.
حضوركم في أمسية مناسبة الاحتفال سيجد عظيم التقدير من لجنة جائزة قوسي الفلبينية للسلام ومن شعب الفلبين وآسيا وكل العالم. انتهى محتوى خطابهم للسيد الإمام.
ولمزيد من العلم فإن هذه الجائزة تمنح للمشاهير من الناس وما قدموه في شتى المجالات الانسانية والثقافية والاجتماعية وبالتالي هي جائزة معتبرة جداً ، كما اعتقد أن منحه هذه الجائزة لم يكن إلا لأن السيد المهدي قد حاز قصب السبق في دعوته للسلام وذلك لطريقته (الغاندية) في معالجة الأمور والصبر على المكاره في معالجة أمور أمته وبلده ، ليت قصيري النظر يستمعون إليه ربما وجدوا عنده الحل الذي ينشدون!
خطابه للعالم :
أن السودان بلد يعاني أزمات كثيرة ولا سبيل للحل إلا بالتوفيق بين العدالة والاستقرار ، وقد ضرب مثلاً بما حدث في شيلي وجنوب أفريقيا ويذكر هذه الامثلة ليحتذوا بها في حل معضلة الاستبداد والانتقال الآمن إلى الديمقراطية .
وفي ختام الخطبة (الرسالة) يوجه السيد الإمام حديثاً للسودانيين عامة (محاربين ومغاضبين ومؤتمر وطني وغيرهم ) :
نحن لا نريد أن نغسل الدم بالدم بل أن نفعل شيئاً يكون فيه الخير، نغسل الدم بالماء، نحن اصحاب غسيل الدم بالماء ولكنا لسنا أصحاب غسيل الدم بالدم، ونهجنا هذا هو الصراط المستقيم الذي فيه التوفيق المطلوب، وهذا هو طريق الصادقين ولأننا صادقون في دعوانا ونعتقد أن الله سبحانه وتعالى نفسه أيد هذا التوجه الصادق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [13]. ويضيف أن السودانيين جميعاً عنده سواء (زرقه وعرب) ، فعبارة أنهم أصحاب غسيل الدم بالماء يجب أن تكتب بالذهب ، لأنها توضح دين الرجل ومنهجه السلمي ولعلها إشارة إلى أهل القرية حيث حدثت فيها بعض المشاكل والنزاعات أدت إلى فقدان ثلاثة أفراد في أيام عيد الأضحى الماضي وتهجير نفر عزيز من أهلها من منازلهم و ما زالت قضيتهم منظورة أمام القضاء؟؟!!
وأخير ذكّر الناس بأنه لم يتخذ هذا الموقف بمفرده وإنما كان نتيجة دراسات قام بها حزب الأمة وكيان الأنصار وأن الناس دائماً ما ينكرون ما يقوله ولكنهم بعد فترة يكتشفون أنه الصحيح ، ونوه إلى ما ذكره عن اتفاقية نيفاشا ، وبالفعل فقد ذكر السيد الصادق بأن اتفاقية نيفاشا بها عشرون عيباً وسماها ب (الجبنة السويسرية) فإن لم يتم تداركها ستسبب مستقبلاً مشاكل كثيرة للبلاد والحقيقة الآن الكل يعرف ما هي العيوب التي أشار إليها ولم يستمعوا إليه ؟؟!! ولا ينسى أن يؤكد أن هذا فتح رباني لأن المؤمن يرى بنور الله ..
نداء روضة المختار للسلام والحوار والديمقراطية :
عليه نيابة أهل قرية روضة المختار ، نثمن الخطبة الوثيقة ونتمنى أن يؤخذ ما جاء فيها لتجنب بلادنا المشاكل والأزمات ولحل أزمة السلطة والثروة لا سيما والمبادرة جاءت من رجل دين و دولة فهو حامل للحسنيين ونقترح الآتي :
الحكومة (المؤتمر الوطني ) كفى ، فقد حكمتم ما فيه الكفاية وانفردتم بالسلطة ما شاء الله لكم، فالواجب عليكم التواضع والتنازل قليلاً وقبول مقترحات السيد الإمام ففي حديثه حياة لكم وربما فرصة أخرى اغتنامها يجنب الوطن التمزق والتدويل وذلك بالموافقة الفورية على انعقاد المؤتمر الدستوري وجلوس جميع الأطراف أصحاب المصلحة الحقيقية لحل مشاكل البلاد المتلاحقة ومنع التدويل للقضية السودانية.
الحركات المسلحة ، أنتم أهل مطالب مشروعة ومهمشين ما في ذلك شك ، ولكن خطاب السيد الإمام فيه المخرج ، لا نعتقد أنكم تقاتلون من أجل الدماء فحقن الدماء هي قيمكم أيضاً ، فمهما كان فالوطن لا يحتمل ، فالأسلوب السلمي أجدى وأنفع وسيأتي أكله طال الزمن أم قصر ورأيتم كيف أن الجنوب نال بالمفاوضات ما لم يستطع نيله خلال خمسين عاماً من الحرب ، وبالمفاوضات نالت مصر كل سيناء وعجزت عن استردادها عام 1973م. فكما يقول أهلنا (ألمي بارد بيقد الدلو) .
أهل القبلة ، أتركوا الاصطفاف الأحمق ، وافرجوا مساحة للخلاف في الرأي وهو سنة الله في خلقه ، فيجب أن نتعاون في المشترك بيننا ونعذر بعضنا في المختلف فيه .
المجتمع الدولي ، آن الأوان للضغط على جميع الأطراف السودانية للاتفاق على كلمة سواء والقبول باللعبة الديمقراطية ، فإذا انزلق هذا الوطن القارة ، فالكل سيناله الضرر ليس فقط أهله ، وسينهتك الأمن والسلام الدوليين وعندها لا ساعة مندم.
ختاماً لا أدرى هل خاطب السيد الإمام السودان والعالم من روضة المختار أم روضة المختار هي من خاطبت السودان والعالم باسم السيد الإمام الصادق المهدي.
الطيب كباشي الفزاري
الرياض/ المملكة العربية السعودية
مواطن من روضة المختار
altayb kabashi [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.