"حكامات السودان".. شاعرات يطفئن نار الحرب بقصيدة    منى مجدي: السلام رسالة وأنا معه حتى آخر العمر    الهلال يتأهل ويواجه الجيش الرواندى في نصف نهائي سيكافا    سفارة السودان القاهرة وصول جوازات السفر الجديدة    تبدد حلم المونديال وأصبح بعيد المنال…    ميسي يحقق إنجازا غير مسبوق في مسيرته    ترامب: الهجوم على قطر قرار نتنياهو ولن يتكرر مجددا    جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الغارات الإسرائيلية على الدوحة    في الجزيرة نزرع أسفنا    الدعوة إلى حل الجيش السوداني: استنارة سلمية من جنا النديهة أم دعوة للانتحار الوطني؟    السودان..تصريحات قويّة ل"العطا"    اعتقال إعلامي في السودان    نوتنغهام يقيل المدرب الذي أعاده للواجهة    الصقور خلصت الحكاية… والهلال اليوم تبدأ الرواية    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني تستعرض جمالها بإرتداء الثوب أمام الجميع وترد على المعلقين: (شكرا لكل من مروا من هنا كالنسمة في عز الصيف اما ناس الغيرة و الروح الشريرة اتخارجوا من هنا)    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    شاهد بالصور.. مودل وعارضة أزياء سودانية حسناء تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة من "العين السخنة"    شاهد بالصور.. القوات المسلحة تتمدد والمليشيا تتقهقر.. خريطة تظهر سيطرة الجيش والقوات المساندة له على ربوع أرض الوطن والدعم السريع يتمركز في رقعة صغيرة بدارفور    شاهد بالصور والفيديو.. شاب سوداني يشعل مواقع التواصل الاجتماعي ببلاده بزواجه من حسناء تونسية وساخرون: (لقد فعلها وخان بنات وطنه)    شاهد بالصور.. القوات المسلحة تتمدد والمليشيا تتقهقر.. خريطة تظهر سيطرة الجيش والقوات المساندة له على ربوع أرض الوطن والدعم السريع يتمركز في رقعة صغيرة بدارفور    شاهد بالفيديو.. أطربت جمهور الزعيم.. السلطانة هدى عربي تغني للمريخ وتتغزل في موسيقار خط وسطه (يا يمة شوفوا حالي مريخابي سر بالي)    شاهد بالصورة.. محترف الهلال يعود لمعسكر فريقه ويعتذر لجماهير النادي: (لم يكن لدي أي نية لإيذاء المشجعين وأدرك أيضا أن بعض سلوكي لم يكن الأنسب)    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    بث مباشر لمباراة السودان وتوغو في تصفيات كأس العالم    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    والي الخرطوم يدين الاستهداف المتكرر للمليشيا على المرافق الخدمية مما يفاقم من معآناة المواطن    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    هذا الهجوم خرق كل قواعد الإلتزامات السياسية لقطر مع دولة الكيان الصهيوني    إيران: هجوم إسرائيل على قيادات حماس في قطر "خطير" وانتهاك للقانون الدولي    نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية    ديب ميتالز .. الجارحى ليس شريكا    "فيلم ثقافي".. هل تعمد صلاح استفزاز بوركينا فاسو؟    «لا يُجيدون الفصحى».. ممثل سوري شهير يسخر من الفنانين المصريين: «عندهم مشكلة حقيقية» (فيديو)    التدابير الحتمية لاستعادة التعافي الاقتصادي    ضبط (91) كيلو ذهب وعملات أجنبية في عملية نوعية بولاية نهر النيل    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    تمويل مرتقب من صندوق الإيفاد لصغار المنتجين    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    مواعيد خسوف القمر المرتقب بالدول العربية    وزارة المعادن تنفي توقيع أي اتفاقية استثمارية مع شركة ديب ميتالز    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تفاصيل جديدة حول جريمة الحتانة.. رصاص الكلاشنكوف ينهي حياة مسافر إلى بورتسودان    قوات الطوف المشترك محلية الخرطوم تداهم بور الجريمة بدوائر الاختصاص وتزيل المساكن العشوائية    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    من صدمات يوم القيامة    "وجيدة".. حين يتحول الغناء إلى لوحة تشكيلية    فعاليات «مسرح البنات» في كمبالا حنين إلى الوطن ودعوة إلى السلام    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    أخطاء شائعة عند شرب الشاي قد تضر بصحتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عروس دليفري .. بقلم: المثني ابراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 29 - 05 - 2013

اثارتني جزئية لمقال في عمود صحفي عن زواج المسيار اتت به احدي الصحفيات ووضعته في خانه الزواج العرفي وتحدثت عنه وكأنه بهتان عظيم ومن المؤسف انها لا تعرف كيف تفرق بين العرفي والمسيار ولكن في زمن الغفلة هذا اصبح كل شيئا ممكنا علي شاكلة اولئك الصحفيين الذين دخلوا الاعلام من باب الغفلة الذي انفتح واسعا في عهد الانقاذيين ..
علي ما اذكر قبل عامان أو ثلاثة كان مجمع الفقه الاسلامي قد افتي بصحة زواج المسيار الذي يعني لمن لا يدركونه جيدا هو ان تتنازل المرأة عن احدي حقوقها المشروطة للرجل وهي النفقة والمسكن والمبيت وتكون مشروطة كتابة في عقد الزواج وبما اننا نعاني من ازمة مفاهيم فقد خلفت الفتوى ردود افعال واسعة ما بين مؤيد ومعارض خاصة ونحن نعيش في اتون مجتمعي يقف خلفه فكر ذكوري ويعتبر الزواج حزمة من العادات والتقاليد المرهقة للغاية فمن سد المال وفتح الخشم والشيلة والشبكة والمهر والكوافير وفطور العريس وشهر العسل فمن يدفع كل هذه التكاليف في ظل نسيان الجميع (اقلهن مهرا اكثرهن بركة) فباتت الحياة في اتون مجتمعنا اضيق بكثير من احلام الشباب الحالمين بالزواج ورغبتهم في الحياة لمواصلة المشوار فبلادنا قد نسيت(نجمة الضيف)و(نكهة النيران الموقدة) ولم تعد تزدهر بالفضيلة في ظل المطالبة بمهور ذات ارقام لا تتناسب مع الحال الماثل بالاضافة للمتطلبات الاخري للزوجة التي ظلت في انتظار فارس الاحلام فلن ترضي بعد كل هذا الانتظار بأن تصوم وتفطر علي بصلة....
ان الزواج صار مشروع يحتاج الي دراسة جدوي متكاملة برأس مال كافي فأذا تجاوزنا مستلزمات الزواج التي يدفعها العريس وحده لتواجهه بعد ذلك مشكلة السكن التي في رأيي تمثل اكبر العقبات في هذا الزمان المعاصر التي تواجه من يفكر في احصان نفسه فمن يدفع كل تلك التكاليف التي تجعل الشباب يتهيبون خوض التجربة ومع تنامي التردي الاقتصادي خاصة في اتون العقدين الاخيرين ساهمت في بروز نتوءات مجتمعية في اطار الزواج واتساع رقعته من العرفي الي المسيار مما يعتبر انحرافا ملحوظا وثورة مهددة بزوال الزواج التقليدي......
ان المسيار او الايثار لأن المرأة تؤثر علي نفسها وتتنازل من اجل المصلحة موجود فينا وسيظل ما بقيت الحياة ودام التعامل بين الناس فلا بأس من اعانة الزوج البسيط في معيشته لأن هذا امر بسيط وعادي تقوم به العديد من الاسر لأعانة بناتها كما ان هناك الكثير من الزوجات يتكفلن بتسديد بعض الالتزامات الاسرية مثل الايجار وخلافه لعجز مرتب الزوج عن مواجهة بعض الالتزامات الاسرية ثم ان هناك العديد من الاسر تنموا في غياب الاب الذي تغيبه ظروف الحياة القاسية..
فمنذ الزمان الغابر وحتي الحاضر المعاصر كانت ولا تزال البدايات للحياة الزوجية للكثير من الازواج في منزل اهل الزوج او الزوجة فكانت رمزا لاستمرار ظاهرة الاسرة الممتدة التي تلاشت علي ايامنا هذه ولكنها اضحت خيار استراتيجي لذوي الدخل المحدود مع ارتفاع تكاليف المعيشة التي تجعل من الصعب ان يقوم الزوج وحده بتغطية تكاليفها بجانب توفير قيمة الايجار الشهري نعم لا احد ينكر الاستقلالية في السكن عن الاهل في بداية الحياة الزوجية وهي ضرورية جدا ولكن هناك احيانا تكون ضرورات اخري للسكن مع الاهل غير العجز عن تسديد تكاليف الايجار الشهري فربما لحاجة الابوين لتواجد الابن في حالة السكن مع اهل الزوج او الابنه في حالة السكن مع اهل الزوجة وهذا ما يهمني في هذا المقال لكبر السن او المرض او لأي من الاسباب الاخري......
و في ظل تلك الاوضاع المأزومة احيانا قد لا يتبقي للشاب الا اخر العلاج وهو ان يسكن مع اسرته الكبيرة واحيانا قد تدفعه زوجته لذلك قبل زواجهما مدفوعه بذكاء الانثي حتي لا تفقد فرصتها بالزواج من حبيب القلب فتسمع زوجها قبل ان يتورط في الزواج منها كلمات ليست كالكلمات علي شاكلة (ما مشكلة انا بسكن مع امك وبعتبرا زي امي) .. (بسكن معاك انشاء الله تحت ضل شجرة المهم نكون سوا ونكون مع بعض) ولكن قبل ان تمر الاشهر الاولي من عمر الزواج تبدأ الزوجة في تنفيذ مخططتها التخريبي( بالطنطنه) مطالبة بفرز عيشتها وتكمن الازمة في ان الزوج غالبا ما قد يكون عائلا اسرته الكبيرة ليصبح القرار الاخير في يد الزوجة التي تطالب بفرز (معيشتها )لان عملية فرز المعيشة بين الزوجين لا تقل عنتا ومشقة عن قضية ترسيم الحدود بين شمال السودان وجنوبه وقد تتمادي الزوجة اكثر من ذلك بأن تهرب الي بين ابيها وتطلب منه ان يأتي ليأخذها بعد ان يصبح رجلا ويفرز عيشتو وقد (يطبزها) الاجاويد بعد ذلك بنصائح من ماركة (وكت ابت اهلك داير بيها شنو) وقد يتهور ويفعلها ويخرب بيته وينقل تجربته لغيره محذرا اياه من الزواج بكل انواعه....
ان تجربة السكن مع اهل الزوج اضحت مأزومة ومحفوفة بالمخاطر علي الزوجة فبات خيارا ترفضه العديد من الزوجات بأعتبار ان المعيشة المشتركة كانت ناجحة في الماضي بحسب الثقافة السائدة وقتها لهدوء البال وصفاء النفوس في الزمان الغابر فتبدلت النفوس علي ايامنا هذه فصار من المهم وجود الخصوصية لعلاقة اسرية صحية قد لا تجدها الزوجة في الحياة المشتركة لأن حينها ستصبح حياتهم جايطة وكتابا مفتوحا لكل من اراد التدخل من افراد الاسرة الكبيرة في حياتهم الخاصة في كل كبيرة وصغيرة في شؤون حياتهما الزوجية بالأضافة الي انها لن تجد فرصة لادارة مملكتها الخاصة فأضحت الزوجة تفضل السكن في بيت اسرتها اذا توفرت لها الفرصة لذلك باعتبار ان هذا الخيار قد يغنيها عن الكثير من المشاكل وافضل من خيار السكن مع اهل الزوج وقد لاحظت ان معظم الزوجات اللائي يسكن مع اهل ازواجهن يعانين كثيرا من المشاكل وعلي رأسها الصراع الازلي بين الزوجة ووالدة زوجها (النسيبة) وفوران العلاقة بينهما بنيران حب التملك والتنازع علي السلطة وثم لا حظت ان نسبة السكن مع اسرة الزوجة تقل فيها الازمات والمشاكل عن سكن الزوجة مع اسرة زوجها بنسبة كبيرة ولكن تكمن الازمة في ان الرجال دائما ما يرفضون خيار السكن مع اهل زوجاتهم حتي و ان توفر لهم بشكل افضل واحيانا حتي وان كان لحوجة الابوين في ان تكون ابنتهما بالقرب منهما تدفعهم في ذلك مفاهيم ذكورية من باب العيب بأعتبار انها قد تسبب ازعاجا واحراجا كبيرا امام المجتمع بدعوي انه يسكن مع اهل زوجته ويكمن الخوف من كلام الناس وسهام المجتمع فلماذا يرفضه الرجال اذا توفر لهم ذلك الخيار بعيدا عن المفاهيم المجتمعية والذكورية التي تطوق اعناقنا وبأعتبار انه حل لأزمة ....
ولكن بعيدا عن التلغيم بالاجندة المجتمعية دعونا نناقشما هي الاسباب التي ادت الي انحراف الزواج عن مساره المألوف وبروز العرفي والمسيار علي الخط وما هي الاسباب التي جعلت الشباب يبتعدون عن الزواج و لماذا تأخر سن الزواج عما كان في الماضي....؟ ولكن في رأيي اننا نعاني ازمة مفاهيم فالشباب لم يعزف عن الزواج بأرادته فذاك مفهوم خاطئ لان الزواج فطرة انسانية فطرها المولي عز وجل في عباده فالزواج هو من عزف عن الشباب وابتعد عنهم بمسافات ضوئية طويلة.....لقد اصبح الشباب محاطا بسياج من الازمات مجتمعية اقتصادية فنراه اما عاطلا او من ذوي الدخل المحدود الذي لا يسمن ولا يغني من جوع دعك من ان يحقق امانيه بالزواج ومع ذلك تناوشه سهام المجتمع الصدئه التي لا ترحم وفي ظل الظروف الاقتصادية الماثلة التي لا تنذر بالخير في الغريب العاجل....
وبعيدا عن المجادلات نجد ان الزواج هو من بات ينأي عن الشباب وليس العكس ومن اراد ان يتأكد فما عليه سوي ان يختار مجموعة عشوائية من الشباب ويوفر لهم وظائف كريمة ذات عائد مجزي تكفل لهم سبل العيش الكريم ويستطيعوا ان يوفروا منها ما يمكنهم علي بناء المستقبل بشكل كريم فأن اول ما يفكر فيه الشاب هو الزواج حتي وان اعاقته بعض الظروف الا انه في النهاية سيصل برحله اهدافه الي شاطئ الزواج......
ان الشباب اصبح محبطا ونلاحظ في الجامعات يدخل الشباب في علاقات عاطفية من باب التسلية لانهم يعرفون ان نهايتها الفشل لان المصير معروف بعد التخرج لان البنت اذا وجدت عريس بعد التخرج او في اثناء الدراسة الجامعية ستقبل به فورا ولن تنتظر زميلها الولهان الذي ما زال يقف في صف انتظار الوظيفة فهي علاقات من باب التسلية والاستهلاك ومن هنا دخل الفساد الجمعي من اوسع الابواب وكلنا نعلم ان تزايد اعداد اللقطاء انما هو نتاج طبيعي لتحول الزواج في عيون الشباب الي قائمة الممنوعات لان الوضع كان سيختلف تماما اذا كان المستقبل واضحا....
ان تلك الاوضاع المأزومة ساهمت في ابتعاد الشباب عن الزواج تضاف اليها دخول عادات جديدة ادت لاتساع الهوة بين الزواج والامكانيات مثل تأجير الاندية والصالات والكثير من المنصرفات التي تنحصر في اليوم الاول فقط من المناسبة وبعدها تصبح ذكري منسية مريرة افتراضا ان تساعد الزوجين في حل الكثير من الازمات التي ستواجههم بعد انقضاء مرحلة شهر العسل بأعتبار ان الجميع يركزون علي( ليلة العرس) متجاهلين ما بعدها حيث يبدأ الرهق الحقيقي في مواجهة المتغيرات الجديدة والواقع الصعب فالزواج السعيد ليس هبة بقدر ما هو شيئ نتعب فيه لانجاحه والمحافظه عليه فالوضوح والواقعية هي اولي خطوات الزواج السعيد.....
فالكثيرون يعودون من شهر العسل وما معهم لا يكفيهم لاسبوع اخر وفي رأيي تكمن اس المشكلة في مرحلة ما بعد الزواج لأن مرحلة مناسبة الزواج امرها هين وسهل فحياتنا ازدهرت في ارض تجل الترابط الاجتماعي فنحن شعب يتجلي في هذه المواقف ومرحلة ما بعد الزواج هي الامتحان الحقيقي تضاف لها اشكالية الالتزام ببرنامج الغذاء المحلي للاسرة الصغيرة ثم ان هناك بعض الزوجات لا يحلو لهن المرض الا بعد الزواج فتجعل زوجها زبونا دائما للعيادات والصيدليات لا اريد الاحباط فهذا من باب ارجاع الازمة الي جذورها الاساسية ليس الا....
ولكن في كل الاحوال يظل المجتمع يشهر سيفه في وجه الشباب العاطلين عن العمل بلا ارادتهم وذوي الدخل المحدود بنظرة من يعزف عن الزواج ولا يريد تحمل المسؤلية في حين ان الحقيقة عكس ذلك ولسان حال اولئك الشباب يقول من يريد الزواج في ظل الظروف الماثلة كرجل اعمي في غرفة مظلمة يبحث عن قطة سوداء لا وجود لها نعم هناك شباب فقدوا الثقة بانفسهم بأعتبار انهم لم يتعودوا علي حمل المسؤلية يرون انها مخاطرة بحجة ان الزواج صار مغامرة ومسؤلية وارتباط وواجبات وحقوق تنأي الجبال عن حملها في ظل الظروف الحالية ووجع دماغ لا داعي للدخول في معمعته....! ولكن ذلك لعمري فقه الكديسة التي عجزت عن بلوغ اناء اللبن فقالت (عفن) وهكذا دواليك...
وفوق كل تلك التداعيات قفز خيار المرأة العاملة كخيار استراتيجي للشباب الحالمين بالزواج لخوض غمار المرحلة القادمة كحل جذري لحل الازمة الراهنة وقد لاحظت اقبال الشباب المقبلين علي الزواج يركزون علي المرأة العاملة او الغنية وكما لاحظت خلال خدمات راغبي الزواج التي باتت تقدمها الوسائل الاعلامية فلاحظت ان شروط الذكور تنحصر معظمها في ان لا وبد ان تمتلك المرشحة للزواج بيتا ثم عربة اما مسألة الحالة الشكلية او النفسية فباتت لا تهم ناهيك عن مسألة العمر التي اصبحت غير مهمة علي الاطلاق حتي ولو من كانت قد خرجت الي الدنيا قبله بعدة عقود وكل ذلك هروبا من نفق المستقبل المظلم الذي اصبح من سابع المستحيلات الفكاك منه الا بعد ان يشتعل الرأس شيبا....
ولأن الزواج قد اصبح فعلا يحتاج الي( شيلني واشيلك) من الطرفين كما يفعل المصريين فعندهم تساهم اسرة الزوجة في تأسيس شقة الزوجية بالكامل والمرأة العاملة تضع مرتبها مع مرتب الزوج لتسيير دفة سفينه الاسرة بعد ان اصبحت ايدي الزوج وحدها لا تستطيع التصفيق في ظل الاوضاع الراهنة التي باتت مأزومة جدا ولكن في رأيي اصبح ليس هناك ما يمنع خاصة بعد ان بدأت المرأة في نيل جزء من حقوقها المسلوبة وتساوت مع الرجل في اغلب الحقوق والالتزامات بداية من حقها في مواصلة التعليم وحصلت علي خبرة كافية في الدردحة اعانتها علي تدبير شؤون الحياة ومصارعة مشاكل الدنيا لتشارك الرجل في الاعمال وتسابقه علي طرق ابواب الرزق وصار في امكانها المساهمة في التزامات الزواج والبيت والاسرة وبالرغم من اثارة الجدال حول شرعيته رفضه الكثيرون متهمين مؤيديه بأنهم يبحثون عن ملاذ شرعي يحلل العلاقة الزوجية بدلا من الوقوع في براثن المنكرات....
ان الظروف قد تحكم الزوجين وبالاخص في بداية حياتهم الزوجية بالاقامة مع اسرة الزوجة لاسباب ذكرناها فما الذي يمنع ذلك اذا توفر لأن زواج الايثار اكثر صحة ويدل علي يسر الدين ومرونته وهو موجود في مجتمعنا بطريقة غير مباشرة دون الحاجة لاي اشتراطات مسبقة في عقود الزواج فلا بأس من اعانة الزوج البسيط في معيشته فهذا امر بسيط تقوم به معظم العديد من الاسر مثل فصل جزء من المنزل لاقامة الابنه مع زوجها وهناك الكثير من الاسر تعول بناتها المتزوجات وفي مناطق مثل الجزيرة وكردفان ينطلق الرجال بحثا عن الارزاق ولا يعودون الي زوجاتهم الا في فترة او فترات محددة خلال العام وكذلك هناك المغترب الذي تقتضي ظروفه ان تظل الاسرة بالسودان بينما هو يناضل بالخارج من اجل توفير حياة كريمة لاسرته وباعتبار ان الزواج هنا قد فقد شرط المبيت الذي قد يمتد لفترات طويلة افلا يعني ذلك المسيار بعينه
ان زواج المسيار قد لا يكون تنازلا كاملا كما فهمه البعض عن جميع الشروط فقد يكون غالبا بالتنازل عن شرط او شرطين مثل النفقة او المسكن فلماذا نحرم المرأة اذا كانت لا تريد زواجا مرهقا اذا التزمت هي مع زوجها في مسكنه والتزمت هي بالنفقة كلها او بعضها او التزم معها في مسكنها مع التزامه بالنفقه عليها ان هناك الكثيرات ممن تسمح ظروفهن المادية بتأسيس حياة زوجية ولكن سهام المجتمع الصدئة تكون وبالا عليهن فأذا تزوجت المرأة بمن هو اقل منها شأنا او ساهمت ماديا بشكل كبير مع زوجها في تأسيس حياة زوجية فكلام الناس لا يرحم وكما ان هناك الكثير من الفئات مثل الارامل والمطلقات اللائي لهن ابناء ولا يردن زواجا مرهقا وهناك العديد من الاباء المقتدرين الذين يريدون ان يزوجوا بناتهم لمن يرون فيهم صلاحا من الابناء ولكن تقاليدنا الصارمة هي ما تمنع ذلك واذا افترضنا ان هناك اب مثلا يريد ان يزوج ابنته مع التزامه بكافة النفقات وهي عزيرة او مطلقة مثلا فهي لن تجد من يقبل بها في ظل هذا المجتمع السلبي فماذا سيضير اليس كل ذلك جانبا ايجابيا وليس فيه فرضا لمصلحة الرجل لان المرأة تختار بطواعية واستقلالية وتؤثر علي نفسها لذلك سمي ايثارا وترسم وضعا شرعيا يناسبها ويحقق لها غايات محددة ومعينة وهي ان تنازلت عن بعض حقوقها التي لا تري نفسها في حوجة اليها بوعي وادراك منها..
ولماذا لا يكون نصيرا للمرأة ونحن نحيا في محيط ذكوري يطوق المرأة بأنها هي المحتاجة للزواج والرجل من اجل ان يتكفل بأكلها ومشربها وملبسها ومأواها في مقابل الطاعة والولاء وان تعمل علي اراحته وغسل ملابسه لأن وضعية المرأة لا بد ان ترتقي من حصر ثقافتنا حول جسدها وانوثتها المثيرة للغرائز وقولبة تلك المفاهيم الي خانة المرأة الانسانة ذات العقل وابراز احقيتها بحسب الواقع المعاش....
ان زواج المسيار بداية لثورة علي التعقيدات الحياتية بجانب التردي الاقتصادي وتصاعد رأسي في خط البطالة واوضاع مزرية تفصح عن نفسها فهل يقضي الشباب جل عمرهم بلا زواج وان كانت الفتاة هي الاكثر ضررا فكلما تأخر عمرها في الزواج يقل حظها بالتالي في الظفر بعريس مناسب حسب الطلب.....
ان اباحة زواج المسيار لا تعني ان كل المجتمع سيتعاطاه ولا تعني انهيار المجتمع بل لان الدين يسر ويستوعب المجتمع بكافة تقلباته ومرونة الدين هي من اجازت ان تكون العصمة بيد المرأة فليس هناك ما يمنع ان تنفق المرأة علي مؤسسة الزوجية حتي نعبر الي بر الامان في ظل الظروف الماثلة بل ستسهم في حل العديد من الازمات لفئات بعينها تناولها الموضوع
Elmuthana ibrahim baher [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.