اعتذر رئيس حزب الدستور المعارض فى مصر، محمد البرادعي لدولتي السودان و اثيوبيا شعبا و حكومة، عن ما وقع من اساءات بحقهما يوم الاثنين في جلسة الحوار الوطني التى دعا لها الرئيس المصرى محمد مرسى رموز القوى السياسية بالقصر الرئاسى من اجل مناقشة قضية سد النهضة الاثيوبى . وطالب البرادعي من خلال تغريدة له على «تويتر» الرئيس محمد مرسي بتقديم اعتذار مماثل الى الدولتين باسم الشعب المصري. وصدرت اثناء الجلسة اساءات من بعض السياسيين المصريين بحق كل من السودان و اثيوبيا حيث وصف رئيس حزب غد الثورة، ايمن نور الموقف السوداني من الأزمة بأنه "يقرف وفي منتهى السلبية". و قال أغلب الحاضرين للقاء أنهم كانوا لا يعلمون أنه مذاع على الهواء مباشرة، و ظنوه لقاءا سريا، وقد أدي هذا إلي صدور بعض الاقتراحات المثيرة للجدل من قبل بعض الحاضرين. الى ذلك قالت صحيفة "الاهرام" المصرية الصادرة اليوم الاربعاء ان الرئيس، محمد مرسى اتصل هاتفياً امس الثلاثاء بنظيره عمر البشير، وتحدث معه حول تقرير اللجنة الثلاثية الفنية المُتعلقة بالسد الإثيوبي وما ورد فيه من ملاحظات. وأكد الرئيسان أهمية التنسيق والتعاون بين البلدين فى هذه القضية بما يُحقق مصلحة الشعبين الشقيقين الى جانب التعاون الفعال في كل مجالات الاهتمام التي سبق إقرارها. واثار تحويل اثيوبيا لمجرى النيل الازرق يوم الثلاثاء الماضى فى سياق العمليات الانشائية لقيام اكبر مشروع مائى فى افريقيا وهو سد النهضة موجة من الجدل و التوتر بين البلدان الثلاثة و اكد وزير الرى المصرى محمد بهاء الدين، يوم الجمعة أن "الآراء المصرية والسودانية متطابقة حيال انشاء السد الاثيوبى ولا أعتقد أن السودان من الممكن أن تتخذ موقفا مخالفاً لمصر"، موضحا أن "نهر النيل يحدث له تطهير ذاتي نتيجة تعرض الماء للشمس والهواء" . لكن وزارة الموارد المائية و الكهرباء فى السودان اعتبرت بعد تلقيها تقرير الخبراء فى الدول الثلاث حول السد تحويل مجرى النيل الازرق عملية روتينية لن تؤثر على جريان النهر . وقالت الوزارة يوم الاحد ان عملية التحويل شبيهة بعمليات تحويل مجرى النهر التي تمت في سد "مروي" السوداني أثناء فترة الإنشاءات وشبيهة أيضا بما تم في سد "ستيت وأعالي عطبرة" الشهر الماضي، ولا تأثير لها على سريان النهر . وقالت مجلة (ديلى اثيوبيا) الاسبوع الماضى أن «الغضب المصرى السودانى ورغبتهما فى تدمير السد راجع إلى الخسارة المائية والكهربائية الكبيرة التى ستصيب دولتى المصب، والتى قد تصل إلى ما بين 8 إلى 18 مليون متر مكعب، حسب التقدير المصرى، مشيرة إلى أن مصر تقدمت بشكوى ضمنية للولايات المتحدة تحذر فيها من خطورة بناء السد على المستوى أمن المنطقة . ونفت اثيوبيا ان يكون انشائها لسد النهضة يهدف الى الاضرار بمصالح السودان ومصر ، وقال وزير المياه الإثيوبى، المينو تيجنو فى وقت سابق ، إن «قول البعض بأننا نضر بالدول المجاورة زعم غير صحيح»، مؤكدا أن ما تبنيه إثيوبيا هو فخر للجميع لأنه يعود بالمصلحة على الجيران وسيفتح بابا جديدا للتعاون الإقليمى دون تدمير لثروات أحد .