طفق احد الكتاب يستجلب مالذ له وطاب من تاريخ التحرش الجنسي في السودان ، وتعريف خلفيته التاريخية ، ونشأته وطرق إنتشاره ، بل ذهب أكثر، ليصنفه طبقياً ، ولكن جدلاً فقد كان كاتبنا يدافع عن وجهة نظر مغايرة ، ربما دون وعي ، لدرجة ان يهدي ماكتب لبعضهن ..!! والأشد إيلاماً أن ينصب بعضهن أنفسهن كمدافعات عن حقوق النساء ، ولاضير في هذا التنصيب ، لأن التطوع هنا سيد الموقف ، ولكن أن يصبح هذا التنصيب فقط حكراً عليهن ، كنساء لدرجة إقصاء الرجال ، بل وإتهام بعض النشطاء بالإنحراف وتشبيههم ، يجماعات الهوس الديني الجنسي ، هو ما يؤلمنا حقيقة ، فمسألة التحرش الجنسي هي مسألة مشتركة إخراجاً وإعدادا وتمثيلاً بين النساء والرجال مناصفة ..!! فكما هناك متحرشين هناك أيضاً متحرشات ، وطرق التحرش لا تحصى ولا تعد ، وتبدأ بالإستدراج وطرقه ، من ملبس ودلال ليكتمل بالإستغلال المالي ، ولا تذكير هنا ولا تأنيث فالنتيجة واحدة ..!! وتحت غطاء ذكورية المجتمع السوداني ، تظل هناك ممارسات أنثوية ، أكثر قسوة ، المتضرر الوحيد منها الرجل ، وقد تصل درجة هذه الممارسات إلى ، إفتعال قضية التحرش ، وكذبت وهو من الصادقين ، وهنا لا يرى المجتمع سوى تحرش الرجل بالمرأة ، لدرجة أن تصبح المراة مصدر خوف لكل رجل من أن يصبح متحرشاً بإلصاق التهمة له من أقربهن ..!! وسيظل كل رجل عرضة للتحرش الأنثوي دون ان يجد من يدافع عنه ، ولكن علينا جميعاً ان نعترف ، أن التحرش جريمة مشتركة بين الرجل والمراة ، لها أسبابها الموضوعية في المجتمع ، ومحاربتها تبدأ بالعمل سوياً للقضاء على هذه الأسباب ، وليس بجعل هذا العمل حكراً عليهن ..!! أما ذلك الهمس الذي يدور هنا وهناك ، بوجود علاقات بين بعضهن وبعضهم ، ويحاول بعض الكتاب تصوير هذه الحالة بعدم الاخلاقية وإلصاق تهمة التحرش بها ، فقط لأن احدهم أنهى علاقته بحبيبته لأسباب تخصهما ، في تقديرنا هو تناول سطحي للمواضيع ولا يخدم سوى بعض القضايا الذاتية جداً مع سبق الإصرار ..!! ولكم ودي .. الجريدة نورالدين عثمان [[email protected]] ////////////