كتابة عبارات ذات دلالة على خلفيات السيارات أصبحت ظاهرة اجتماعية تتخلق كما يتخلق أي كائن حي، وأصبحت مواكبة للتطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والدينية، والعالمية، وهي تعكس واقع الحياة لهذه الشريحة من المجتمع وان منعتها السلطات في البلاد، فهي لم تعد ظاهرة سودانية بل موجودة في كل بلاد العالم، فعندما بحثت عنها بمحرك (قوقل) وجدت كتابات عنها من كل صنف ولون، وهناك إجماع إنها (أي الكتابة) تعبير صادق عما يجيش في صدر صاحب العربة أو سائقها، وغالباً ما تعبر عن الظروف الاقتصادية التي يعيشها هؤلاء، خاصة في هذه الايام، واختفاء الموجة القبلية، التي انتشرت في فترة من الفترات. لفت نظري وانا في طريقي الى العمل تعليق ملفت على خلفية دفار كتب (موضوع ما خطير) الأمر الذي حفزني قراءة ما تمكنت قراءته من كتابات فكانت هذه الحصيلة من طرائف التعليقات على خلفيات القلابات، والدفارات، والرقشات، والامجادات، والحافلات (الله يكفينا شر خلقو، خلِّ الأمر لله، يا كريم هوّن، حقو تعرف، جواب للبلد، ومن شر حاسد إذا حسد، البحر واسع والسمك أنواع، الهبرو ملو، تشاهد غداً، شن بتقولو) وغيرها من التعليقات من ما شاء الله، وتبارك الله، والحمد لله، والشكر لله، وهي عبارات تدل على ان السيارة جديدة، أو صاحبها في نعيم، ويخاف الحسد. فالذي يقرأ تلك التعليقات مرتين أو ثلاث يتبين له وبجلاء ان دلالاتها تعبر عن ضائقة خانقة يمر بها اصحاب هذه المركبات أو السيارات، من مضايقات المرور، وغلاء في الاسبيرات، الى عدم توفر العمل الذي يسد الحاجة، مما جعلهم يرفعون أمرهم كله لله، وهي محاولة منهم لتجاوز المعاناة ببعث كوامنهم الابداعية، وإحالة النكد الى طرفة و الضنك الى تفاؤل... روى لي الزميل صلاح الدين مصطفى عن صاحب ركشة كتب على خلفيتها (حسي بلف) على غرار أمامك سائق تحت التدريب أو وقوف متكرر الذي يكتب على خلفيات المركبات العامة بولاية الخرطوم، فقد كان صريحاً مع نفسه من أجل أكل عيشه لا يهمه أي تبعات، ويلف على كيفه متى شاء وكيف شاء. anwar shambal [[email protected]]