[email protected] الخبر أدناه طالعته بأحد مواقعنا الإلكترونية ولا أعرف ما إذا كان منقولاً عن صحيفة ورقية أم لا. "فى الوقت الذى اعلن فيه الامين البرير رئيس نادى الهلال ومساعده الدكتور حسن على عيسى ان نادى الهلال لم يدفع مليما واحدة للملعب المالى مقابل انهاء ازمة سيدى بيه فان مصدرا قريبا من النادى اكد ان الهلال قد ارسل 25 الف دولار الى ادارة الملعب تكفل بها محمد المأمون امين المال لاخلاء سبيل اللاعب مع الوعد بارسال متبقى المبلغ المتفق عليه بعد ارسال شهادة النقل ورغم رفض البرير التام لفكرة التسوية الا ان تدخل الفيفا وانهاء الازمة وفر على الهلال ماله وحرمه الملعب المالى من 25 الف دولار." أرجو أن يطالع القراء الكرام الخبر أعلاه مرات ومرات كما فعل شخصي الضعيف ومن يفهم أرجو ألا يبخل على بالشرح. هل دفع الهلال مبلغ ال 25 ألف دولار المذكور فعلاً لنادي الملعب المالي؟ أم أنه كان بصدد الدفع إلا أن قرار الفيفا أنقذه من ذلك كما يشير جزء من الخبر. وإن كان الوضع كذلك فما قصة ال 25 ألفاً التي أرسلها محمد المأمون! وأرسل كما نعلم فعل ماضي معناه أن عملية الدفع قد تمت فعلاً وبذلك يصبح ما ذُكر لاحقاً في الخبر غير ذي معنى. باختصار هذه ليست صحافة ومن يكتبون مثل الأخبار بهكذا لغة ركيكة يتعبون القارئ الكريم معهم كثيراً. في هذه الحالة أعرف أن الدافع هو خلق نوع من البلبلة وسط الأهلة ومثل هذه الدوافع غير النبيلة غالباً ما تنسي أصحابها أن للخبر قواعد وأن الخبر الذي يقرأه الناس ليطرحون بعد مطالعته أسئلة حول المقصود منه يعتبر في غاية الركاكة. لكن وبعيداً عن مثل هذه الدوافع هناك الكثير من الصحف والمواقع السودانية التي تنشر أخباراً ناقصة. والعملية عند الكثيرين ( سلق بيض ) للحاق بالسوق بالتركيز فقط على عامل الإثارة في الخبر وبعد ذلك لا يهمهم ما إذا خرج القارئ بشيء أم لم يخرج وهذا عيب كبير أتمنى أن تتداركه الصحف على الوجه الخصوص باعتبار أن لديها جيوشاً من المحررين والمصححين وسكرتيري ورؤساء التحرير. فإن عذرنا المواقع الإلكترونية لكونها تنشر ما يصلها بدون تمحيص لعدم وجود الكوادر الكافية، لا يمكن أن نعذر الصحف الورقية التي تدفع الملايين لكتاب الأعمدة من أجل الإثارة الرخيصة في معظم الأحيان، مع إغفال مهمتها الأساسية المتمثلة في تقديم خدمة صحفية احترافية ومحترمة. نقاط أخيرة: لقاء البرير مع الشروق كان ساخناً ومليئاً بما يعيب القناة ومقدم البرنامج، قبل أن يعيب رئيس الهلال أكثر ما يعجبني في البرير وضوحه الشديد وشجاعته. صحيح أنه كان بإمكان البرير أن يجيب على بعض الأسئلة المفخخة بصورة دبلوماسية، لكنه لا يعرف اللف والدوران مثل آخرين يعتقدون واهمين أن الغموض يضفي عليهم هالة. انصب جل اهتمام مقدم الحلقة على استفزاز البرير ودفعه للوقوع في المحظور وكان آخر أسئلته المفخخة ذلك الذي تعلق بعودة شداد لرئاسة اتحاد الكرة. ما علاقة البرير بأمر كهذا إن لم يكن معتصم مدفوعاً للإيقاع بالبرير. بعد أن هاجم البرير ذاك المهرج (محمد سيد أحمد) أراد معتصم أن يدفعه للهجوم على بقية أعضاء اتحاد الكرة، حتى يقال أن رئيس الهلال أساء للجميع مع إنه لم يقل أكثر من الحقيقة. حديث البرير عن شلة الأصدقاء في اتحاد الكرة وأن القرارات تصدر حسب الأهواء وبعيداً عن النظم والقوانين واللوائح هو عين الحقيقة. وما يردده محمد سيد أحمد بين الفينة والأخرى أبلغ دليل على أن إدارة الكرة في البلد آلت لأيدي غير أمينة وغير مسئولة ولا تتمتع بالكفاءة ولا الحنكة. شخص زي أسامة عطا المنان يقول أن شداد غير متابع للتغييرات التي طرأت على القوانين.. تخيل معي عزيزي القارئ! نختلف أو نتفق مع شداد إلا أن الرجل يظل علامة فارقة في هذا المجال ولا يمكن أن يتهمه أحد أكبر الفاشلين في اتحاد الكرة بعدم المتابعة. ولنسلم يا أسامة أن شداد غير متابع، فماذا عنك أنت وبقية الأصدقاء في الاتحاد؟ أليس أنت من أصر على إشراك اللاعب سيف مساوي أمام زامبيا رغم البطاقة الحمراء؟! من يقع في مثل هذا الخطأ الفادح يفترض أن ( ينقط الناس بي سكاتو) هذا على أقل تقدير يا سيد أسامة. محمد سيد أحمد الذي أعلن عبر (الموصل الجيد للحرارة ) المذيع معتصم أن البرير محول للجنة الانضباط، عليه أن ينضبط هو أولاً كمسئول في اتحاد الكرة حتى يلوم له الناس مسئولي الأندية إن أخطأوا في حقه أو حق غيره. لكن المؤسف أن محمد سيد أحمد شخص غير منضبط فعلاً كما قال البرير ومعظم كلامه فارغ المضمون. ولو كان الوضع غير ذلك فليفسر لنا ذلك الحديث الذي قاله عبر قناة الشروق نفسها حول اختيار المريخ كممثل للسودان في البطولة العربية. قال الرجل غير المنضبط أن ما يتناقله الإعلام غير صحيح وأن الاختيار لم يقع على المريخ بوصفه بطل الدورة الأولى من نسخة الدوري الممتاز الحالية. وأضاف أن القانون يمنحهم الحق في اختيار أي واحد من خمسة أندية. وأنهم لم يقصدوا سوى دفع الأندية للمنافسة في الدوري الحالي. أما الاختيار فقد تم هكذا لأنهم يملكون الحق في اختيار أي واحد من الخمسة!!.. هذا ما فهمناه ضمنياً من حديثه! وقد فات على مسئول اتحاد الفشل أن الهلال كان بطلاً لآخر نسخة من الدوري الممتاز، فلماذا لم يتم اختياره إذاً؟! لا يهمني كثيرا إن يشارك الهلال أم المريخ في البطولة العربية لأن البطولة نفسها ليست ذات أهمية. وقبل ذلك لا نتعشم في نتائج جيدة لا من الهلال ولا من المريخ. لكن عندما يتشدق مسئولو اتحاد الكرة في البلد بالانضباط والنظام يفترض أن يؤمنوا به حقيقة ويطبقونه على أرض الواقع، لا أن يشاركوا في المؤامرات التي يتزعمها بعض رجال المال الفاشلين في الإدارة والساعين دوماً لتلميع ذواتهم على حساب مؤسساتنا. ليس محمد سيد أحمد وحده من يستحق أن يعلق في ميدان عام، بل كثر جداً من يستحقون نفس المصير لو كنا في بلد تحترم فيه الأشياء. شعرت بقرف شديد عندما عاد المذيع معتصم بعد الفاصل الإعلاني ليقول لنا أن محمد سيد قال أن البرير محول للجنة الانضباط. ولو كانت القناة تحترم نفسها ومشاهديها لأتوا بمحمد سيد عبر الهاتف ليقول ما يريد قوله. أما أن يتصل الرجل أثناء الفاصل ويبلغ المذيع بما يريد قوله لينقل الأخير ذلك للمتابعين، فهو تصرف مخزي وكارثي لو كانوا يفهمون. لم يعجبني حديث البرير عن أهمية الاحتفال باللاعب سيد بيه باعتباره نجماً سيحدث الفارق. الضجيج الزائد عن الحد والهالة التي تحيط باللاعبين الجدد في أنديتنا تؤدي دائماً لفشل هؤلاء اللاعبين. وخوفي أن يكون مصير سيدي بيه نفس مصير وارغو الحريف الذي ضاعت موهبته بين إعلام أحمر أفرط في التطبيل وآخر أزرق بالغ في النيل منه. نيمار لا أظنه سيجد في برشلونة ما تخططون له يا برير تجاه سيد بيه. تآمر البعض عليكم في صفقة اللاعب لا تبرر لكم الرد يا البرير باحتفالات ومهرجانات لمجرد نجاحكم في إكمال الصفقة. تذكروا أنكم ساهمتم أيضاً بالقدر الأكبر في تأخير مشاركة اللاعب مع الهلال لستة أشهر كاملة. ولو كنتم أكثر حرصاً لتمكنتم من تدارك الموقف منذ شهر ديسمبر الماضي. لذلك لا يفترض أن تتعاملوا مع الأمر كانتصار باهر يستحق الاحتفال. وأرجو أن تمنحوا أنتم وإعلام الهلال وجماهيره اللاعب سيد بيه الفرصة لكي يظهر موهبته، بدلاً من هذا التضخيم والصخب الذي ستندمون عليه كثيراً بدون أدنى شك.