رمضان كريم ، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات ، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ، وشهر رمضان يأتي هذا العام في ظروف في غاية الصعوبة ، وغاية التعقيد ، وغاية التوترات ، وغاية التخبط الإداري ، رمضان ياتي هذا العام ، في ظل فشل الموسم الزراعي ، وفي ظل نية الحكومة بيع مصانع السكر التي يمتلكها الشعب ، رمضان يأتي ، والغلاء يتزايد بمتوالية هندسية كل يوم ، والمواد الغذائية الفاسدة تدخل بآلآف الأطنان للأسواق الداخلية عبر الحدود الغير مراقبة ، وهذا بعد أن يتم ضبط بعضها وإبادتها ، رمضان يأتي وفي نية الحكومة رفع الدعم عن المحروقات لتزيد من معاناة هذا الشعب على معناته ، رمضان يأتي وبعض التجار يمارسون الجشاعة بصورة قبيحة من إحتكار لبعض المواد ليقوموا بزيادة سعرها وجني أرباح مضاعفة ، فقط لكونهم أصحاب الإمتياز لإحتكار هذه السلع ، في ظل سياسة السوق الحر التي تنتهجها الحكومة ..!! نتمنى أن ينصلح الحال وينقشع الغلاء وينتهي الفساد ، ولكن هاهو رمضان الرابع والعشرون تحت حكم الإنقاذ يأتي ولا جديد ، ولا إنصلاح ، ولا إنقشاع ولا إنفراج ، بل تتحرك الأوضاع من سيئ إلى اسوأ ، والحكومة تصر كل مرة على بيع المزيد من المؤسسات ، وتصر على إنتهاج سياسات فاشلة كل مرة ، وتصر على تعيين وزراء ومدراء منتهية صلاحيتهم ، لا يستطعون إدارة الشأن العام ، فجميعهم أثبت فشله ولكن ماتزال الحكومة تصر على نقلهم من خانة إلى أخرى ، وهم يحملون ذات الفشل من ولاية إلى وزارة ، ومن وزارة إلى أخرى ، ومن معتمدية إلى أخرى ، ولاجديد في هؤلاء الأشخاص ولا جديد في سياسة الحكومة ، فكل الأشياء هي ذاتها منذ أربعة وعشرون عاماً عدا الفساد الذي كبر وأصبح غول ، والغلاء الذي إستشرى ، والتجاوزات التي تجاوزت الامعقول والمعقول ، ولكن رغم كل هذا سيظل رمضان كريم ، ونتمنى أن يأتي رمضان الخامس والعشرون تحت ظل الديمقراطية والبلاد شافية تماماً من أمراض الجشاعة والغلاء والفساد ..!! ولكم ودي .. نورالدين عثمان [[email protected]]