منصات حرة أرفعوا الدعم وقنبوا طولا .. نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] موافقة البرلمان أخيراً كما كنت أتوقع وكما قلت على رفع الدعم عن المحروقات بعد تلك التمثيلية المكشوفة التى كان يؤديها تحت قبة المجلس الوطنى هو أمر عادي جداً وإصرار حزب المؤتمر الوطني على رفع الدعم هوأيضاً أمر أكثر من العادي ومن المعروف أيضاً أنه ليس هناك دعم فى الأساس فكل الأمر هو زيادة للأسعار الزائدة أساساً ولكن مايحير و يجعلك تتحسس فراغ رأسك تصريحات رئيس المؤتمر الوطنى بالإنابة نافع على نافع وقوله أن المعارضة ستحاول إستغلال هذا الأمر لتحرك الشارع وقال أن عليها عدم الإصطياد فى الماء العكر محاولاً بهذا التصريح سحب البساط من البسطاء من أبناء الشعب السوداني ومن الذين ستدمر حياتهم من جراء هذه الزيادة فى الأسعار وإظهار الأمر وكأنه بفعل المعارضة الطامعة فى السلطة ومن هنا لنفترض أن المعارضة لامانع لديها فى الأساس من زيادة اسعار المحروقات فزيادة الأسعار أصبح شيئاً عادياً فالبرلمان هو الذي كان يحذر المؤتمر الوطني من ردة الفعل الشعبية من جراء زيادة أسعار المحروقات التى من شأنها ستزيد من سعر المواصلات والترحيل والنقل وبهذا ستزيد كل السلع الإستهلاكية ولم يحذر ذات البرلمان الحزب الحاكم من الإخوة فى المعارضة فالمعارضة كما يقول المؤتمر الوطنى وبرلمانه لا تفرق بين الألف والواو الضكر ولاقواعد لها ولا جمهور إذن لاخوف منها ولا يحزنون فعن أي معارضة يتحدث رئيس الحزب الحاكم بالإنابة نافع على نافع وماذا يقصد من الماء العكر وهل زيادة الأسعار ماء عكر جاء بعد صفو .. فاليفعل المؤتمر الوطني مايشاء وليزيد الأسعار كما يشاء وليصرح كما يشاء فالمعارضة لا مانع لديها مما يفعل والشعب سيصبر أكثر مما صبر وسينتظر إنصلاح الحال فالحال أصبح من بعضه والإحتجاج والمظاهرات لن تخفض الأسعار فالوضع الإقتصادى وصل مرحلة حرجة جداً لاعلاج له والسودان فقد كل ثروته والقطاع العام تم بيعه والإنتاج توقف والمصانع إصيبت بالصدأ وزيادة أسعار المحروقات لن تخرج الحكومة من محنتها والدولار متوقع له زيادات فلكية ستفوق سنين حكم الإنقاذ فلا داعي من الخوف من المعارضة ولاداعي من التصريحات الإستباقية فالإحتجاج سيأتى من داخل الحزب الحاكم بعد أن يحسوا بالضائقة بعد رغد وبعد أن يفقدوا الثروة التى يتمرغون فيها .. وهنا ملحوظة صغيرة أريد أن أذكر بها الدكتور نافع على نافع وهى أن ثورات الربيع العربي فى شمال أفريقيا وبلاد الشام لم تقم بها الأحزاب المعارضة وإنما أشعلتها الشعوب ومحمد البوعزيزي لم يكن يعرف عن الأحزاب والمعارضة شئ فكل همه كان رزق يومه وعربته التى كان يبيع عليها الخضار ليطعم أسرته وعندما صادرتها البلدية أحرق نفسه إحتجاجاً فإشتعلت الأرض وأيضاً من قبل ثورة اكتوبر وإنتفاضة مارس أبريل السودانيتين لم تشعلها الأحزاب وإنما كان إضراب شامل وإندفعت الجموع للشارع عندما وصلت الحالة إلى مرحلة اللارجعة وكان خروج عفوي لم تحركه الأحزاب المعارضة وإنما هو تراكم كمي وصل إلي مرحلة التغيير الكيفي بعد أن إكتملت الظروف الموضوعية وإكتملت حلقات الثورة ..فلا تتعجلوا الأشياء ولا تستبقوا الأحداث فالثورة كالقدر تأتى دون إشعار مسبق ولاتحركها أيادي المعارضة فزيدوا الأسعار على قدر ما تستطيعوا يرحمكم الله فالزيادة فى صالح الشعب .. مع ودي .. الجريدة