الأمين عبدالرحمن عيسى / صلالة /سلطنة عمان Alamin Ahmed Ahmed [[email protected]] خلال الأيام الماضية كنت أشاهد بعض البرامج في بعض الفضائيات السودانية ولقد استرعى انتباهي إعلانان لعبوات جديدة من زيت الطعام، والإعلانان رغم الغرض الطيب المقصود منهما إلا أنهما دون دراية ودون قصد قد يعملان على ترقية مكانة هذا المنتج الجديد على حساب الماركات والعبوات الأخرى بصورة غير كريمة. فأحد الإعلانين يصور لك مختبرا تجرى فيه مقارنة بين الزيت المروج له وزيت آخر ، الإعلان يقول لك أنهم في المركز الدولي للأغذية قد قاموا بوضع فلتر على قارورة بها الزيت المعلن عنه وفلتر على قارورة أخرى بها زيت آخر ، وأول ملاحظة يمكنك الإنتباه إليها أن زيت الإعلان يتميز بلون ذهبي جاذب بينما لون الزيت الآخر يميل للإخضرار، وقبل أن نعرف نتيجة المختبر، تظهر أحدى المشتركات في الإعلان لتقول باستنكار واضح أن الزيت الآخر فيهو ريحه ، ثم تضيف أنه بيفور ، وأنه لا ينزل من خلال الفلتر، بعد ذلك نعود إلى المختبر لنشاهد مقدم الإعلان والذي يظهر في الزي الأبيض لاختصاصي المختبرات ليفيدنا بخلاصة المقارنة فيظهر لنا فلتر الزيت المقصود نظيفا كأن لم يمر به زيت بينما يظهر لنا فلتر الزيت الآخر متسخا ثم يقول لنا ذاك المتخصص " إذا كان الزيت ده عمل في الفلتر كدة طيب حيعمل شنو في صحتك ؟؟" أما الإعلان الثاني عن هذ الزيت ففيه سيدتان إحداهما تقول للأخرى والتي إشترت لتوها زيتا من دكان الحي " أنتو لسع بتشتروا الزيت الفلت ؟؟..." خلاصة الأمر أن الإعلانين اللذين يروجان لهذ الزيت يخبرانا أن الزيوت الأخرى التي تصل إلى تاجر التجزئة والتي يبيعها بدوره للمواطنين لكل حسب طلبه ربع رطل أو نصف رطل أو أكثر هي زيوت مضرة بالصحة لأنها ليست مثل هذا الزيت الجديد !! لكن معلوم أن هذا النمط من توزيع وبيع الزيوت تعارف عليه أهل السودان في البدو والحضر منذ عهد بعيد قد يربو على المائة عام ومنذ أن عرف السودانيون تجارة السلع الإستهلاكية ومعاصر الزيوت الحديثة. بالطبع لم نسمع يوما أن هذه الزيوت التي نشأنا عليها وأمدتنا بالعافية والطاقة هي مضرة بالصحة كما يقول هذا الإعلان ولم نسمع من قبل بمسمى الزيت الفلت، وكنا نقول أمش يا ولد جيب زيت من الدكان ، هكذا دون تعريف ، بل ربما نحدد زيت فول ، زيت بذرة ، زيت سمسم إلى أن ظهرت عبوات الباقات الصغيرة ، إذن مسمى الزيت الفلت المقصود منه في الإعلان إعطاء الزيوت الأخرى وصفا واسما يقلل من قدرها و يظهر ذلك في الطريقة التي تخاطب بها أحدى السيدتين الأخرى. نلخص إلى أنه ليس من حق الإعلان الذي يبث كل يوم وأكثر من مرة خلال اليوم أن يوصم الزيوت الأخرى التي نشتريها من دكان الحي بأنها أقل درجة أو ذات رائحة غير مقبولة وأنها مضرة بالصحة، ولا يجوز له إطلاقا أن يصورها في غير لونها الحقيقي إمعانا في تشويه قدرها ونذكر أن مثل الإعلانات تعرض مصمميها للمسائلة القانونية فهي تسئ كثيرا للمنتجات الأخرى. أرجو أن يوقف هذا الإعلان وأن يعتذر مصمموه لكافة المستهلكين ويفيدوه أن المعلومة التي وردت بالإعلان عن إضرار الزيوت ( الفلت ) بالصحة هي معلومة غير صحيحة . ختاما نقول أن بمقدور الجهات التي صممت هذين الإعلانين أن تنفذ ما هو أفضل منهما ويمكنهم أن يقدموا إعلانات جاذبة لهذا الزيت الجديد تجد القبول والإستحسان وننبه أخيرا أن من واجب الجهات المسؤولة في المصنفات الأدبية والفنية متابعة جميع الإعلانات التي تبث في التلفزيون ومراجعتها حتى لا تتكرر مثل هذه الحالات.