بسم الله الرحمن الرحيم أود فى البدء ان اتقدم لأستاذ الاجيال استاذنا محجوب محمد صالح بخالص الشكر وأجزله لتفضله بنشر والتعليق على مقالي السابع عن الطبابة فى السودان فى صحيفة الايام الغراء. والشكر موصول للصحافة الغراء فقد نشرت المقالات السابقة.وقد كنت اتوقع ان تستنهض دعوة الاستاذ محجوب لحوار مجتمعي زمر الاطباء والمعنيون بالشأن العام للإدلاء بما يجوس فى خواطرهم فيما نحن بصدده. إن استنكاف الخوض فى ما آلت اليه الطبابة فى السودان وما يعتورها من مشكلات بنيوية بسبب عدم انفاذ سياسات ناجعة للوقاية والعلاج فضلا عن عدم إنفاذ القواعد والقوانين وجشع واهمال قلة من الاطباء امر يستدعى الوقوف عنده ليس لبرهة وانما لساعات طوال. كنت اتوقع أن تحرك مقالاتي البرك الراكدة ، وليعلمن من اخذته الظنون بمقاصدي أنه لم يكن من أغراضي ان الج فى مضمار لا املك حق ولوجه. ولا ينكرن أي من كان حقي فى الكتابة عن شان عام يمثل اللحظة الفارقة بين الحياة والموت. وكنت وما زلت اعتقد اعتقاد الجازم ان الطبابة فى بلدنا تمر بفترة دقيقة وحرجة ولا سبيل لانتشالها من وهدتها الا بتضافر الجهود المهنية و الحكومية والمجتمعية والتوصل الى كلمة سواء تتيح للعامة والخاصة التمتع بعناية طبية مبرأة من عيوب الممارسة ومثالب الافراد. لقد ذكرت وافضت فى مقالاتي السابقة فضل العمالقة الرواد واثق انهم كانوا سينبرون ويشمرون السواعد للدفاع عن المهنة التي افنوا زهرة عمرهم فى تعلمها وتعليمها. ولكن ما بال الاجيال اللاحقة من الاطباء لا يحركون ساكنا وهم يرون بأم اعينهم مهنتهم الانسانية تثلم كل صباح ليس من عامة وخاصة الناس وانما من يعض زملاء لهم عقد لهم النبوغ والحذق ولكن ومن اسف بالغ اصابتهم جرثومة الجشع والاهمال ومن بعض زمرهم كان كسبهم الاكاديمي والمهني والأخلاقي جد ضئيل لا يكاد يؤهلهم لتعلم الطبابة وممارستها. ألا يحق لي ولغيرى السؤال عما اذا كان اطباء بلادي بكافة زمرهم يستشعرون الخطر الداهم الذى يحف بمهنتهم وممارستها، الا يخشون من تآكل ثقة الناس فيهم. الم يستشعروا نمو ظاهرة اتجاه غمار وسراة الناس الى الاعشاب والعشابين والدجالينعسى ان يجدوا بديلا عن علاج جائر بالغ الكلفة ولا شفاء بعده. طالعتنا الصحف السيارة بمقالات جيدة السبك رصينة اللغة تناولت كتابها الاماجد فيما بين منافح ومهاجم ما افضت اليه قرارات المجلس الطبي الاخيرة. ولا تثريب عليهم فحق ابداء الراي مكفول للكافة. أما إن كانت الاقلام الجياد تستخدم لإلباس الباطل ثوب الحق فهذا لعمرى امر لا يستقيم ويجانب امانة القلم خصوصا ممن كان القلم مهنتهم وسبيل عيشهم. لقد اغرق البعض القراء فى فنيات القرار و هوموا فى ماض لم تكن جمهرة القراء الكرام شهودا عليه. الأمر فى غاية الوضوح. لقد افضى علاج جائر واهمال بين الى الموت وقد ثبت بالوقائع ان الطبيب قد صدرت بحقه عقوبة تمنعه من الممارسة وقد تم تعميم العقوبة ولأسباب تتعلق بالشأن السوداني لم يتم ابلاغ ولايتنا والتي كانت بدورها ستعمم قرار المنع على كافة المشافي العامة والخاصة. الأمر إذن جلى ولا يحتاج الى قلم رشيق ضاعت فى حنايا سطوره الحق الامر الذى البس قرار المجلس الطبي التباسا لا سند له. لست ادافع عن أعضاء المجلس الطبي الموقر ومن بينهم اطباء نوابغ رغم قناعتي أن قرار المجلس الموقر قد جاء مخففا وآمل أن يفتح الباب الى الملاحقةالجنائية والمدنية. وفيما يبدو فان المجلس الطبي بقراره الاخير قد عقد العزم على المضي قدما لإنفاذ مناط ولايته وندعو المجلس الموقر لعقد جلسات استماع علنية لمناقشة ادواء الطبابة فى السودان بشفافية ومهنية عالية. وفى هذا الصدد لا ندعو الى النيل من احد فلسنا من أولئك النفر الذين يجنحون الى الباس الباطل ثوب الحق. ولسنا من اصحاب الآراء المجروحة. وعلى سبيل الاستطراد، لسنا اصحاب مأرب نفترى به على اهل كسب. كل مرامنا أن تكون ممارساتنا المهنية والطبابة من اهمها مبرأة من الاهمال والجشع والجور وغياب المهنية والانسانية.لقد توخينا فى مقالاتنا السابقة عن الطبابة فى السودان غاية الموضوعية ولم نجنح الى الاساءة والغمز من قناة أحد وقد كتبنا عن الاطباء العمالقة الرواد ووشحنا تلك المقالات بأسماء اطباء اجلاء نوابغ عرفوا بالمهنية والانسانية. لا زلت ارى ان المهن الطبية فى السودان قد رزئت بزمر غاية همها الاغتناء من مهنتها الانسانية لا يبالون بحقوق المرضى ولا رفاهم ولا سبيل لاستعادة ماضي الممارسة الطبية الجيدة الا بكشف وعقاب تلك الزمر واخضاعها لسلطة الاجهزة الرقابية الحكومية والمهنية فضلا عن الجماعات المجتمعية صاحبة الحق الاصيل فقد ولت ايام الاستعلاء المهنيالأبوي وقد عرف الناس ما للأطباء وما عليهم. والله من وراء القصد. (نشر بصحيفة الايام الغراء فى 30 يوليو 2013) Kamal Abdel-Rahman [[email protected]]