محمد فضل علي..محرر شبكة الصحافة السودانية ادمنتون كندا بعد فترة طويلة من الصمت الذي يبدو انه كان متعمدا خشية جلب المتاعب للاخرين عادت منظمة القاعدة للتعاطي مع التطورات الجارية في الساحة المصرية وذلك في خطاب مسجل لزعيم المنظمة الحالي الدكتور ايمن الظواهري المصري الجنسية والرجل الثاني بعد الزعيم التاريخي والمثير للجدل اسامة بن لادن الذي اغتالته الولاياتالمتحدة في عملية مسلحة عابرة للحدود والاجواء الدولية وذلك بعد سنين طويلة من الفشل في اصطياد الرجل الذي احيط اختفائه بقصص وحكايات اسطورية ثم اتضح بعد مقتله انه كان يعيش حياة اكثر من عادية في منزل علي الحدود الباكستانية الافغانية تحيط به الي جانب زوجاته واطفاله مجموعة صغيرة جدا من الحراس لقوا مصرعهم اثناء العملية ثم انتقلت زعامة المنظمة بعد ذلك التاريخ الي الطبيب المصري ايمن الظوهري, ويبدو ان فوز جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات المتعجلة التي جرت في مصر في اعقاب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك الي جانب فوز نفس الجماعة في تونس وتمددها وانتشارها في ليبيا بعد سقوط القذافي قد اعطي المنظمة المحاصرة والتي تتعرض الي اكبر عملية مطاردة وملاحقة دولية في التاريخ المعاصر بعض الامل في كسر حدة هذا الحصار الاممي, وقد ظلت المنظمة بعيدة الي حد كبير عن التعليق علي مجريات الامور في مصر في انتظار ما ستسفر عنه مجهودات الجماعة الاخوانية الحاكمة في مصر من اسلمة للاوضاع الداخلية وخلق تحالفات خارجية تعجل ببناء محور اسلامي اقليمي ودولي بصورة ترفع عنهم الحصار وتعطيهم متنفس وفرصة للمناورة والحركة وهي الامال العريضة التي بددتها عملية التغيير التي قادها الجيش المصري باطاحة الرئيس المصري السابق محمد مرسي في اعقاب تحركات جماهيرية واسعة في الشارع المصري وبعد خروج الملايين في شورع وطرقات المدن المصرية وميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية مطالبة باقالة الرئيس المعزول وهو التغيير الذي لم تعترف به حركة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي في ظل اصرار نفس الحركة بان الجماهير التي خرجت تطالب اطاحة الرئيس المصري السابق لم تكن كبيرة بهذا الحجم متهمة خصومها في قيادة الجيش و الاحزاب والقوي السياسية المناهضة لهم بالمبالغة في حجم تلك التظاهرات الاحتجاجية وهو امر تنفيه ولسوء حظهم تقارير وتقديرات اعلامية محايدة من داخل مصر وخارجها اذ فاق عدد الحشود التي خرجت تطالب اقالة الرئيس الاخواني عدد الذين خرجوا في ثورة يناير ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك بكثير. استهلت منظمة القاعدة بيانها المناهض للسلطة المصرية الجديدة والذي يدعم نظام الرئيس السابق محمد مرسي علي شبكة الانترنت بمناشدة للعامة وللذين تتوقع قيامهم باعادة نشر الشريط بعدم اصطحاب الموسيقي بطريقة تنجسم مع معتقدات هذه المنظمة السلفية المسلحة التي تحرم الموسيقي وتعتبرها رجس من عمل الشيطان, ويتلاحظ ايضا ان منظمة القاعدة قد تخلت عن اسلوب المخاطبة الجماهيرية المباشرة والخطابات المصورة بسبب المحاذير الامنية بعد مصرع زعيم القاعدة ويتلاحظ ان كلمة الدكتور الظواهري التي خصصها للتعليق علي الاوضاع الراهنة في مصر عبارة عن كلمة مسجلة تم دمجها في الشريط الذي يحمل صورة الظواهري, وفي كلمته اتهم الرجل خصمه التقليدي الاول الولاياتالمتحدةالامريكية واخرين بتدبير اطاحة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وهو اتهام يجافي الحقيقة اذ انه ومن المعروف ان الولاياتالمتحدة ظلت مترددة في تقييم الوضع في مصر بعد اطاحة الحكومة الاخوانية والرئيس محمد مرسي وصدرت عنها اشارات متناقضة ترتب عليها حدوث حالة من السخط غير مسبوقة ضد الولاياتالمتحدةالامريكية وسط مختلف اتجاهات الراي العام المصرية ولم تحسم الولاياتالمتحدة موقفها من مايجري في مصر الا امس الاول في تصريحات لوزير الخارجية الامريكية جون كيري انهت حالة التردد واقرت اخيرا بان قرارات قيادة الجيش المصري ضد الرئيس المعزول اتت استجابة لارادة شعبية وليس في اطار انقلاب عسكري, وكان الدكتور الظواهري قد استهل كلمته الغاضبة باتهام من اسماهم, بالصليبيين والعلمانيون والجيش المتامرك وجماعة الرئيس السابق حسني مبارك والامريكان والمال الخليجي بتدبير اطاحة محمد مرسي الي جانب اتهام الاقباط بالسعي لتقسيم مصر واقامة دولة قبطية في جنوب مصر وهو امر غير قابل للحدوث عمليا ولاتوجد دعوة علنية في هذا الصدد او سابقة له في الاوساط القبطية الدينية او النخب السياسية والفكرية المنتمية لطائفة الاقباط باستثناء حالات فردية ظلت تصدر من اشخاص غير منتمين وبلاهوية من بعض المغامرين المتسولين بقضية الاقباط في الاوساط الدولية. السلطة المصرية الجديدة تواجه تحديا كبيرا في انهاء الوجود الاخواني المتعدد الاشكال في بعض ميادين القاهرة التي تقع في مناطق حيوية املا من جماعة الاخوان المسلمين وانصارها في فرض ارادة تعيد الرئيس السابق محمد مرسي الي السطة وهو امر مستبعد الي حد كبير حتي لو امتد امد حرب الاستنزاف الراهنة التي تخوضها الجماعة ضد الحكومة المصرية في ظل استحالة التوصل الي حل سياسي بين السلطة المصرية وجماعة الاخوان المسلمين التي لن تتواضع وترضي من الغنيمة بالاياب وهي التي تبدو غير مصدقه انها قد قد خسرت كل السلطة وانها قد اطيح بها وبمشروعها العقائدي الطموح الذي ظلت تعمل له بكل السبل والوسائل لعقود طويلة من الزمان ولن ترضي بقبول الاوضاع الجديدة والتصالح معها وانتظار عملية انتخابية جديدة يعرف القاص والداني واكثر المتفائلين في اوساطهم انها لن تكون في صالحهم.