zoheir [[email protected]] * لم يكن صرف المرتبات الشهرية قبل نهاية الشهور التى تصادف الأعياد فى حاجة الى مناشدات وخطابات والتماسات الى وزارة المالية من أحد، ولم تكن استجابة وزارة المالية لصرف هذه المرتبات فى حاجة الى إشادات وتشكرات وعبارات غزل ومدح و(مدايح) بمثل ما جاء على لسان اتحاد العمال وهو يزجى عبارات الشكر لوزارة المالية فى الصحف على استجابتها الكريمة لمناشدته بصرف مرتبات شهر سبتمبر قبل العيد !! * كانت الاجراءت المالية تحدث بتلقائية شديدة إذا جاء العيد قبل نهاية الشهر الميلادى .. مجرد منشور معروف الصيغة سلفا يصدر من ديوان الحسابات الى المصالح الحكومية بصرف مرتبات الشهر قبل يوم (كذا) من الشهر، وذلك قبل فترة كافية من العيد أو رمضان، بالاضافة الى جواز صرف سلفية مرتب نصف شهر للراغبين تخصم من مرتب الشهر الذى يليه وهكذا، ولم تكن المسألة محتاجة الى كل هذه (الهلولة ) والمناشدات والتوجيهات وعبارات الشكر!! * ومن عجب أن الاجراء الذى يلهج بسببه لسان اتحاد العمال بعبارات الشكر والمدح التى اكتظت بها كل صحف الأمس لوزارة المالية لم يحدث بعد .. أى أن صرف المرتبات لم يبدأ بعد، وكل ما هناك خبر صحفى أعلنت فيه وزارة المالية عن البدء فى تحويل راتب شهر سبتمبر الى المصالح والوحدات الحكومية اعتبارا من يوم أمس الأول (الأحد)، ولم يذكر الخبر صدور منشور من ديوان الحسابات أو من أية جهة أخرى بوزارة المالية بالبدء فى صرف هذه المرتبات بينما تبقى للعيد خمسة أيام فقط !! * ولكن فيم العجلة، فالعيد مثل كل شئ فى بلادنا يأتى فجأة حتى لو كان رمضان سنة كاملة وليس شهرا واحدا فقط، بل هو مفاجأة المفاجآت فى بلادنا منذ أن عرفنا الأعياد، إذ لا يحس به أحد إلا( يوم الوقفة)، وحتى بعد ثبوت الشهر وانتشار الخبرعلى كل الألسنة تجد البعض فى حالة ذهول ( وغير مصدقين ان العيد بكرة) وعندما تقول لأحدهم .. (كل عام وانت بخير)، يقول ليك ( فى شنو؟!) !! * وبينما يلهج لسان (السادة الأماجد) اتحاد العمال بالشكر لوزارة المالية على تفضلها بالاعلان عن البدء فى تحويل مرتبات شهر سبتمبر للمصالح الحكومية، فإن المعلمين والعاملين بمدارس ولاية الخرطوم الذين يبلغ عددهم حوالى (اربعين ألف) قد جأروا بالشكوى من عدم صرف مرتبات شهر أغسطس، دعك من العشم فى مرتبات سبتمبر، فأين طبول وهتافات ومدائح اتحاد العمال من هؤلاء العاملين، ام أنهم لا يتشرفون بالإنتماء لاتحاد عام عمال السودان الموقر؟! (طيب ناس الخرطوم كده، ناس الولايات كيف؟!) * أرجو أن تجد صرخات المعلمين والعاملين بمدارس ولاية الخرطوم وكل ربوع السودان ( بصرف مرتب أغسطس، وليس سبتمبر) أذنا صاغية من السادة إتحاد العمال الموقر قبل أن يفاجئهم العيد ويفجعهم بمقدمه السعيد، وبلاش تهويل وتطبيل !! [email protected] جريدة السودانى، 15 أغسطس، 2009