ماذا يستفيد السودان من استضافته المؤتمرات الإقليمية الأفريقية، بعد مواقفه مع الاتحاد الافريقي الذي سحب منه رئاسة أحدى دوراته، بعد استضافة الخرطوم لاجتماعاته التي كلفته مبالغ كبيرة؟ هو السؤال الطاغي عندما يتداول الناس خبر استضافة اجتماعات كتلة وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الافارقة والمحافظين بالبنك وصندوق النقد الدوليين (افريكان كوكس) اليوم الاربعاء والتي تستمر ليومين، وهو أكبر تكتل لمسؤولي الاقتصاد والمال في المنطقة.. وهو سؤال له منطقه ووجاهته مع الظروف التي يمر بها السودان، رغم رئاسة السودان لهذه الكتلة، وتمويل الكتلة لاجتماعاتها. الحكومة أولت اهتماماً بالاجتماع الذي يخاطبه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، لاعتبار أن هؤلاء هم المسؤولون عن المال في 54 دولة افريقية وبمراقبة المؤسسات المالية العالمية بإمكانها صناعة أحداث وأخبار سارة متفائلة، كأن توصي الاجتماعات بإعفاء الديون الخارجية للسودان، وتوجيه الاستثمارات الافريقية الى السودان خاصة الاستثمارات الزراعية، والاسهام في معالجة العلاقات الاقتصادية المتذبذبة مع الجارة الوليدة جنوب السودان، خاصة فيما يلي النفط،وغير ذلك من الطموحات التي تضعها الحكومة في هذه الكتلة التي لم يسمع عنها أنها أحدثت اختراقاً يذكر في صالح أي دولة أفريقية، لأن دول القارة الافريقية تملك الموارد، ولا تملك المال، ويطلق البعض على هذا التجمع (تجمع الفقراء). قد تخلق هذه الاجتماعات جواً من الحراك الإقليمي الذي يوحي بأن السودان لم يكن دولة معزولة، وأنه بلد آمن رغم ما يتناقل عنه من أخبار حروب، وكوارث،خاصة وأنه يعيش ظروف الأمطار والسيول التي خلفت بعض الأضرار الجسيمة، وأحداث الاقتتال بين المعاليا والرزيقات في غرب البلاد، إلا أنها لا تسهم بصورة مباشرة في إحداث تحول اقتصادي أو استثماري أو تمويلي في البلاد والعباد. نشير هنا إلى أن هذه الكتلة ظلت تشتكي من البنك وصندوق النقد الدوليين ضعف تمويله لهذه الكتلة ، ولربما ناقشت الاجتماعات ذات الموضوع للخروج برؤية مرضية للأطراف،بجانب موضوعات أخرى من شأنها استغلال الموارد الكامنة في المنطقة...ولكن هذا يعني عدم استفادة السودان إن رتب القطاع الاقتصادي نفسه لانتزاع مواقف داعمة،خاصة بشأن الديون الخارجية. anwar shambal [[email protected]]