Ibrahim, Abdullahi A. [[email protected]] من أرشيف (ومع ذلك) نعي السيد كمال عبدالله البدوي الفنان الشيخ القاريء يوسف فتاكي علي باب زميلتنا آمال عباس (2 إبريل 2004). ويوسف فنان يذكر له الناس "ياي بليدنا وكلنا إخوان". وأنا قاريء متيم قديم بالأستاذ كمال لكتاباته في جريدة الأيام منذ الستينات عن الجنوب عن خبرة غراء فيه وولع شقي به. وكنت ذكرت قبل أيام زيارتي لياي في يوليو 1980 ضمن مشروع المسح اللغوي الذي رتبه معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم واشرف عليه الصديق الدكتور عشاري أحمد محمود. وقد أسعدني الزمان بلقاء المرحوم يوسف فتاكي. وصحبني في الزبارة إسماعيل واني وزميله ساترينو. وكنت أقمت خلال الإسبوع الذي قضيته في ياي ضيفاً علي واني وأسرته. ولعشرتي مع واني قصة إستعدتها في مناسبة المناقشة التي علي صفحات "سوانيزأونلاين" علي الإنترنت لتاريخ وخبرة تجمع الكتاب والفنانين التقدميين (أبادماك) (1996-1971) الذي توليت سكرتاريته بين 1969 و1971. وبالطبع كان من بين المحاروين بعض مثقفي الفتاشة. والفتاشة لمن لا يعرف آلة إسطوانية من المعدن يطعن بها التاجر شوال العيش فيتجاري شيء منه من الشوال عبر الفتاشة الي يده ليفحصه ويتأكد من نظافته قبل أن يشتريه. ومثقفو الفتاشة (وهي آلة حدباء مغرضة جداً لا زينة لها ولا رونق) كلما جاءت سيرة منظمة من السودان القديم ساءلوك : "وأين منزلة الجنوبيين فيها؟" ولم يكن السؤال في هذه المناسبة موفقاً. فقد كان بأبادماك فرقة موسيقية كاملة من شباب الجنوبيين إسمها "الرجاف" بقيادة واني. ولم يكن السؤال موفقاً من جهة اخري. فقد كنا في أبادماك أمميين. شيوعيين قبل. وكنا سعداء بالرجاف بسبب أن اعضاءها من شباب العمال في الشركات والمصانع في الخرطوم. وكانت حقيقة انهم جنوبيون مجرد هوادة أو تمر هبوب أو هبباي يسارية. وبعد تضعضع أبادماك وإتفاقية الجنوب 1972 هاجرت الرجاف الي جوبا ثم الي ياي التي هي بلدة كل ابناء الفرقة الذين اذكر منهم ساترينو الذي كان ينقل الفرقة بعربة الشركة التي عمل بها في سوق الخرطوم. وأفتتح واني نادياً ليلاً في ياي. كانت ياي في غاية التوتر الثقافي. فقد إنتشرت فيها حركة مسيحية طالبانية قادمة من يوغندا. ولو أذكر كان اسمها البروكل أو البراكيلا. وكانت بمثاية شرطة اخلاقية دينية لهجر الرجز. ويبدو أنها مما يسفر عنه الدين في ما يظنه إنحلالاً وسفهاً حل بين العباد. وقد كانت تبشيرية بالطبع. فقد قيل أنهم قصدوا حجر كايو الذي يقدسه الناس الذين علي العقيدة الدينية التقليدية. وقد طردهم المؤمنون بحجر كايو وعلق لي احد معتنقي البروكل أن كلمة الله لا تنتصر الإ بالتعب. وسمعت عن شباب انصار السنة يهاجمون قبة الفكي أب نيران في كرقس الرباطاب في منتصف الثمانيات حتي هشهم منه رجل ذو عزيمة. وقال لهم: "لقد تربى أبواتكم من صحن السنسنة الذي يأتي به الناس زوارة للفكي. شبعتوا ياأولاد . . . ونطيتوا من البحر". وكانت ياي من الجهة الأخري سادرة في طربها المعتاد حول نادي الرجاف الذي يستورد بيرته العظيمة الحجم من الكونغو. وقد رأيت هذا التوتر يأخذ بخناق عائلة واني نفسه. فقد إعتنقت زوجه وبناته البروكل بينما كان هو رأس هوس المدينة ومغنيها الماجن أو الواعظ. وكان لأسرته دينها وله دين. وكانت له اغنية جديدة إسمها "ليه إنت تبكي؟" أخذت بألباب الناس. وهي في أصلها العربي: ليه إنت تبكي؟ براك غيرت حبي وعملت قصة مع صديقي ليه تاني ترجع؟ ومنو عملت شنو؟ ما لقيتو كلو سوا سوا ما فيش أي فرق ما في أي فرق والله ما في فرق أبداً ما في فرق وليه إنت تبكي؟ معليش انا ما بلومك عشان دي مش منك دا من قلب الجدادة العندك كلو يوم بقنب سخن سخن إلا يكمل البيت دا كلو وليه إنت تبكي. أنا ما ديرك تاني أنا خليتك ليهو