لقي المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير مساء أمس الاول الذي تم نقله على الهواء مباشرة في القنوات الفضائية السودانية والاذاعات، نسبة مشاهدة عالية جدا، تسمّر الناس امام التلفاز أو استماعاً للراديو، الى درجة انني لم أستقبل سوى مكالمة واحدة يسأل صاحبها عن بداية المؤتمر الصحفي، فقلت بدأ الآن فسمعته وقبل ان يغلق السماعة (يا ولد جيب لينا السودان)، فالكل متلهف لما يقوله رئيس الجمهورية، الى درجة ان الغالبية حفظوا كلامه واقتنع به من اقتنع، وتحفظ عليه من تحفظ، ويرجع ارتفاع نسبة الاهتمام الى ان الامر كان متعلقا بمعاشهم، وحياتهم وهو اصلاح الوضع الاقتصادي الذي يعيشون مكابدته. فقد سرى قرار تطبيق الاجراءات الاقتصادية الاصلاحية خاصة الشق المتعلق برفع الدعم عن المحروقات، اثناء انعقاد المؤتمر الصحفي، ولم ينتظر اجازة مجلس الوزراء، وقد سبق ان طبقت بذات الكيفية في الرفع الجزئي الاول قبل ان يجيزها البرلمان، فارتفعت اسعار جالون البنزين من (12.5-21) جنيهاً، والجازولين من (8.5-14) جنيهاً، وكان المعلن ان يزاد جنيها واحدا فقط، وزيادة سعر انبوبة الغاز من (17-25) جنيها، مما يؤكد ان لكل مواطن رأيه فيما سمع من معلومات ومن رئيس الجمهورية، بعد مقارنتها مع الواقع الذي يعيشه قد يتفق معه أو يختلف عبر عنها حديثاً، أو فعلاً أو ايماءً، في محيطه الذي هو فيه، كما له رأيه في الصحفيين ورؤساء التحرير الذين اتيحت لهم فرص للاسئلة، ليست هذه المساحة مكاناً لمناقشتها، ولكن لرئيس الجمهورية مقدرة فائقة لفهم الطريقة التي يتعامل ويعمل بها الصحفيون الحاضرون للمؤتمر الصحفي، والتي تفهم من خلال الايماءات والايحاءات. قال رئيس الجمهورية إن حجم دعم الحكومة للمحروقات يبلغ (15.5) مليار جنيه بالجديد، حيث انها تشريه بالسعر العالمي وتبيعه بالكسر بسعر(49) دولار للبرميل...الشاهد هنا ان السيد الرئيس عندما ميز الرقم بعملتنا الوطنية (الجنيه) أضاف اليها بالجديد وهو تمييز يربك المتابعين من غير المعايشين للواقع، فيما لم يضف تعريفاً عندما احتاج للتمييز بالدولار، فلم يقل دولار امريكي، أو استرالي، وهي ملاحظة في حاجة للتحسب لها، وبميزان السيادة. anwar shambal [[email protected]]