الانقسامات والانشطارات التي تعتري الاحزاب والقوى السياسية أمر مزعج إن كان مؤاده اضعاف ديناميكية الاحزاب وتشتيت جهودها والأمر الأكثر ازعاجا إن كان الانقسام بسبب المطامح الخاصة وتصفية الحسابات الشخصية، أي ألا يقدم الحزب المقسم أي جديد أو إضافة للفكرة الأساسية التي يتبناه الحزب الأم.. لكن في نفس الوقت فإن تكوين الاحزاب وتشكيلها سواء عبر الانشقاق أو غير ذلك، مسألة لا تتعارض مع الدستور وحرية العمل السياسي. عندما أعلن الدكتور لام أكول عن حزبه الجديد (الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي) رأى الكثيرون أن أسبابا موضوعية تدعم طرحه الجديد، لكن لسنا هنا بصدد مناقشة ما طرحه لام أكول وتقييمه فهذا شأن قواعده وجماهيره لكننا نريد أن نتوقف قليلا عند ردود أفعال الحركة الشعبية خاصة بعض قادتها، فرغم أن ردود الأفعال الأولى كانت تشير إلى نوع من الاستخفاف واللامبالاة بالحزب الجديد حتى أن بعض القياديين بالحركة زعموا أن عضوية حزب لام أكول لا تتعدى أصابع اليد الواحدة!! ثم بعد ذلك جرت محاولات جادة لقتله أو في أحسن الاحوال طرحه في غيابة الجب. بعد توالي تصاعد شعبية الحزب الجديد إثر انسلاخات وتحولات كبيرة لصالح أكول طارت عصافير باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية حتى أن الرجل دشن نشاطا مكثفا وسط الطلاب الشلك بالخرطوم في محاولة لاستقطابهم عبر الأموال وتأجير منازل لهم في أحياء الخرطوم الراقية بغرض الحيلولة دون انضمامهم إلى حزب أكول.. وهناك قناعة لدى المكتب السياسي للحركة أن نشاط حزب أكول أضر كثيرا (بسمعة وجماهيرية) الحركة خاصة في الشمال ولذلك رأت الحركة أن تقدم جزرة إلى لام أكول عبر نائب رئيس الحركة مالك عقار ليقدم عرضا بأن يوقف أكول نشاط في الشمال مقابل السماح له بممارسة نشاط مماثل في الجنوب. خبرة أكول السياسية ودهائه ستجعلان مهمة عقار صعبة جدا أما باقان فإن مهمته أصعب لأنها من ناحية مرتبطة بالأموال التي غالبا ما تستقر في جيوب الكبار ومن ناحية أخرى لأنها غير أخلاقية تتعلق بشراء الذمم. Yasir Mahgoub [[email protected]]