"لبيك يا وطني،،، ولن أخذلك يا شعبي" هذه لحظة مفصلية في تاريخ شعبنا الأبي، وهذه أيامُ لها ما بعدها، وأياً كان مآل الثورة الشعبية فقد سقطت كُل دعاوى النظام الوالغ في دماء شعبه، من مفرق شعره حتى أخمص قدميه، سقطت أكاذيبه القائلة بأن من يُعارضه إنما يُعارض الله، سقطت تُرهاته وزعمه بأنه مُستهدف من القوى الخارجية، ولم تعُد أراجيفه بعدم وجود البديل تُقنع حتى المخبولين والمعتوهين. لقد هب الشعب ليحرق جلاده وليأخذ حقوقه بيده "فالحقوق تؤخذ ولا تُعطى"، ومن يزرع الشوك لا يحصد العنب، ومن قتل مئات الآلاف بدمٍ بارد في جنوبنا الذي راح، وفي دارفور التي كانت واحة سلام، وكُردفان الغرة والنيل الأزرق وبورتسودان وكجبار،، لا يجوز له التباكي على حرق مؤسسات السدنة وقصورهم المُنيفة المُشيدة من عرق الغلابة ودمائهم وقوت أبنائهم وبناتهم. لا يوجد مُعارض واحد يدعو أو يوافق على تدمير الممتلكات العامة أو الخاصة، ولتكُن الثورة سلمية تحميها الحشود المهولة والكثافة العددية والعصيان المدني. ولكن، ولئن حُرقت دور ومنشآت فينبغي أن يوضع اللوم على الجاني والمُتسبب وليس على الضحية الذي هُمِش وعُذِب وقُتِل وأُغتُصِبت حقوقه وحرائره، فلكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار مُضادٍ له في الإتجاه. ولنصُب اللعنة على من كان السبب إبتداءً في القتل والإغتيال وحرق الٌثرى وتعذيب المُعتقلين. فلا للتدليس وإلباس الباطل ثوب الحق، لا للمُخذلين والماسكين العصا من المُنتصف، لا وألف لا، للذين في قلوبهم مرضُ فزادهم الله مرضاً. يا أبناء وبنات شعبنا الأبي: نتحرق على جمر الشوق لنكون مُعكم في قلب المعركة، نجود بالعرق وبالدماء وبكُل ما نملك من أجل مُستقبل مُشرق لأبنائنا وأحفادنا "وقبرُ يضم رفاتنا في ثرى بلادنا الحبيبة"، ولكن التتار حرمونا من هذا الشرف والمجد والفُخار، وليكن نضالنا بجُهد المُقل، وعليه يدعو منبر السودان الديمقراطي في جنوب إفريقيا كافة أعضائه، وكافة القوى المُحبة للسلام والحُرية والديمقراطية، الإعراب عن موقفها بكافة السبُل المُتاحة في قلعة الحُرية "بلاد ماديبا"، وسنوافيكُم بخُططنا في هذا الصدد قريباً. عاش كفاح الشعب السوداني، والمجد والخلود للشُهداء منبر السودان الديمقراطي في جنوب إفريقيا