في زخم كل الأحداث والبلاوي والكفاوي اللتي تحدث في السودان وأثناء انشغالنا بهموم بلدنا وكيفية الخروج من مآزقنا، وأثناء قراءتي وتتبعي لبعض الأخبار الالكترونية، فإذا بي أجد خبرا صغيرا يقول "صحفي سعودي يسيء للسودان". قلت في نفسي نقرأ عسى ولعل الخبر يكون فيه نوعا من صيغ المبالغة وليس الإساءة. فتحت الموضوع ولم أجد صيغة للمبالغة، وجدت المبالغة بعينها، المبالغة في أبلغ حالاتها! صحفي "بايخ" تظهر سفاهته في عينيه ويتناسب امتلاء خديه مع تخمته المصاحبة في الأغلب للإفراط في أكل الرز وعدم الحركة (سبحان الله) يتحدث عن الكسل. تكمن المبالغة في أن هذا السمين تجرأت وتجرعت له مخيلته السطحية أن يكتب مقالا اسمه "الكتابة الحيادية في الشخصية السودانية" وأن يكون الموضوع عن "الكائنات السودانية" التي توصف بالكسل والخمول، وان اخواننا النوبة يصورون في الأفلام كخفراء وحراس للعمارات نظرا لكسلهم، ولدينا مدينة اسمها كسلا تصدر الكسل، والكسل يدخل في مأكلنا ومشربنا وفي عملنا وحتى في عبادتنا. وأخذ يرمي ببعض النكات العقيمة والأفكار عديمة القيمة و بطريقة ما حاول ربط بلد المليون شاعر (موريتانيا) الشقيقة بالسودان متطاولا بقوله أن موريتانيا لا تنتج إلا الكلام وهي في صدارة الدول في التخلف والخمول. ومن هذا المنطلق أنا أود أن أشكر الكاتب العزيز على إضحاكه لي وشر البلية ما يضحك. ألم يقرأ هذا السمين ما نشرته قناته (العربية) عن احصائيات مجلة ذا لانسيت البريطانية بأن شعبه هو ثالث أكسل شعب في العالم والأول عربيا؟ ألم يقرأ أيضا أنهم من أكثر الشعوب المعرضة لأمراض القلب والسكري وجميع الأمراض المتعلقة بالبدانة؟ ألم يعلم بأنهم من أكثر الشعوب استقداما للخادمات والعمالة الأجنبية؟ شكلك والله لم تعلم والله أعلم. كل هذا يا باشكاتب لا يقلل من مكانة الشعب السعودي الأصيل من شيء. ارتفاع دخل الفرد يؤدي إلى اختلاف اسلوب الحياة والرفاهية ليست عيبا ونسأل الله المعافاة لنا ولأشقاءنا السعوديين ونعوذ بالله من العجز والكسل. ولكن (يالتخين) إن كان بيتك من الزجاج لا ترمي الناس بالطوب. انت (يا كافي البلاء) شكلك (لا قريت ولا باريت). أقرأ التعليقات المكتوبة تحت مقالك لكي تتعلم القليل من العلم والكثير من الأدب، اسأل عن الرابط العجيب بين جيوب جلابية الأنصار وطرد الانجليز والأتراك من حكم السودان، اقرأ قاموس لسان العرب لإبن منظور وتعرف على معنى كلمة زول. أقرأ عن الشناقطة وطول باعهم في الدين والنحو والأدب قبل أن تفكر بالتفكير بفكرة الإساءة إليهم.. نظرا لمخيلتك الخصبة لم أتعجب كثيرا لتلفيقك زورا على لسان نزار قباني، ولكني تعجبت منك يا باشكاتب عندما سرقت مقالا بعنوان "9 نصائح تضمن لك الفشل" ووضعته على شكل "ومن أدلّة الكسل والخمول ما حدّثنا به أبو سفيان بن العاصي أنّ سودانيًّا أوصى ابنه".. من أدلة؟ سفيان بن العاصي؟ سودانيا؟؟ أولا اليدلدل رقبتك ياخي. ثانيا لا يوجد في التاريخ ولا الجغرافيا ولا في الرياضيات أو الفيزياء شخص اسمه سفيان بن العاصي. ثالثا، أول مرة يطلق على السودان "السودان" رسميا كان عن طريق الإدارة الاستعمارية البريطانية (السودان المصري الإنجليزي في اتفاقية الحكم الثنائي في عام 1899)، وباسمه الحالي سنة 1956. فيا سيدي العزيز المرة القدمة عندما تقول حدثنا فلان بن علان حاول أن توزن كلامك وتكتبه في مكان أقل جدية من جريدة أو صحيفة الكترونية. مثلا أكتبها (بوست) في الفيسبوك، أكتبها في كراسك أو في حائط غرفتك، ألم تدري بأن لكل مقال مقام و لكل فارغة مقام أيضا؟ لكن يا سيدي العزيز وفي الحقيقة والواقع والأمر المتواقع ليس من العيب أن يكون الشخص غبيا وليس كل من يولد كيا ولا يوجد انسان متكامل. كل شخص يتبلد في مجال ويتفوق في مجال اخر. أنا مثلا العبدلله مثلا لا أجيد لعب كرة الطائرة ولكن أتفوق في كرة السلة، إن ومن الطبيعي أن أترك الطائرة وأتجه للعب السلة.. وها ما حدث. انت يا عزيزي مثلا فشلت فشلا ريعا في الكتابة ولكن تفوقت وتفننت في لبس الثوب والغترة. في هه الحالة أليس من الأخرى لك أن تلبس غترتك وتأكل رزك وتدع خلق الله في شأنها؟ مالك انت ومال الكتابة ياخي؟ أليس لديك مواهب أخرى؟ هل جربت لعبة البلياردو؟ ولكن العتب ليس عليك، بل على الجريدة اللتي تنشر ترهاتك في كل مرة. مقالات لا تدل إلا على شخصية كاتبها. "التخرّص فِي تَحريم الفُصفص"، "الفَرق التَّكتيكي بين البَصَل العَرَبي وأخيه الأمريكي"، "أقرَب المَقولات لتَعلُّم ثَقافة الإسَاءَات"... إلخ! معقولة بس؟ لا أريد أن أحبط أحلامك الوردية ولكن دعك من الجرائد، مقالاتك دي في الفيسبوك لا تستحق أن تنشر! أعصرها واشرب مويتها وانشرها في حبل غسيل. عزيزي الكاتب، إن كان لديك الكثير من الفراغ فاذهب واملأه بألعاب البليستسشن واعفنا من بصلك وفصفصك. أنا أقترح على الشعب السعودي الشقيق أن يتبرأ من هذا المخجل ونفيه في مكان لا غذاء فيه ولاغداء لكي يتمكن من انقاص بعض من وزنه، وأقترح عليك يا باشكاتب أن تنظر إلى نفسك في المرآة قبل أن تقرر أن تنعت أحدهم بالكسل، وأود أن أعتذر إن كنت أسأت إليك أو خرحت عن مهنيتي ولكن كما حدثنا سفيان بن العاصي "إن ركت فيك ضبانة.. هشها"! د.ياسر عبدالرحمن حاج الخضر Yasir Elkhider [[email protected]]