بعد الترحم على شهداء الوطن والتضرع لله بأن يقبلهم القبول الحسن وينزلهم مع الصديقين والانبياء وحسن أولئك رفيقاً "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ " . يمكننا القول بإنه إن لم يكن لهذه الثورة فخر سوى شرف كسر عنجهية الدكتور نافع علي نافع لكفاها شرفاً، فنافع هو رئيس جهاز الأمن في الفترة من نوفمبر 1989م الى سبتمبر 1995م ومؤسس بيوت الأشباح وما أدراك ما بيوت الاشباح، التي كتب عنها الدكتور فاروق محمد إبراهيم " فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا-أخلاقي شديد البشاعة، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته" !!!، في حين يقول دكتور نافع عن فترة رئاسته " ما كان ينبغي لي ان اعمل غير ذلك ، أنا مقتنع بأنني عملت جهدي، والعبرة عند الله سبحانه وتعالي بالجهد، وأرجو أن أكون قد نلت الدرجة الكاملة في الأجر"، "أحسن ما في الجهاز، كان فيه مجموعة من البشر متجردة، كانت ترى أن مراعاة حق الله تعالى وحق عباده أهم لها" ! نعم كسرت عنجهية الدكتور نافع علي نافع وجعلته يعلم علم اليقين بأن عهد البطولات والعنتريات وإرهاب الشعب السوداني قد ولى، ويدرك إدراكاً تاماً بأنه ليس سوى نمر من ورق، طغى وتجبر على عباد الله المساكين وانتفخت أوداجه فصال وجال كالأسد الضرغام وهو يهدد ويتوعد الشعب السوداني خلال 25 عاماً !!! لا يهدد من تصفهم الإنقاذ بأعداء السودان من دول الصهيونية والامبريالية العالمية، قال نافع في شندي "معركتنا ليست مع ضل الفيلة بالداخل وإنما مع الفيلة بالخارج" !! لا ولا حتى تهديد دول الجوار الهشة التي اقتطعت عنوة واقتدارا "حمرة عين" جزء من تراب الوطن الغالي في حلايب والفشقة !!! بل يتوعد المسكين "الما لاقي حق الرغيف" !!! وقال "ان المعارضين عبارة عن لقطاء لا يوجد لهم أي تأييد او سند من قبل الشعب السوداني". إذن بدأ تحجيم الدكتور نافع علي نافع من أسود الشعب السوداني حين زيارته لمدينة "لندن" ومحاولة ضربه"بكرسي" من أحد المواطنين الشرفاء، "كسروا نافع في السفارة، ضوقوا الذل والحقارة" ولكنه "أكلها في حنانه" وهرب راجعاً من لندن إلى السودان . ولكن بعد أن ازداد حقداً على الشعب السوداني، إذن رجع وواصل إذاقة الشعب السوداني الأمرين : "الجوع والخوف" فأزداد بطشأ وتنكيلاً بكل من خالفه الرأي ، قال عنه عبدالغني أحمد إدريس "يرى الحسم والقطع أقصر الطرق بأي وسيلة كان الحسم باليد ) المال أو السلاح ( أو اللسان "، وذكر عبدالغني أن نافع هو القائل في 13 اغسطس 2012 م بولاية نهر النيل "إن من يحاول أن يخرج على وحدة الصف فمصيره الهلاك" !!! بل هدد معارضي الإنقاذ بالقبر حتى قال الصادق المهدي "نافع يهدد الجميع بالقبر بما فيهم مخالفيه الرأي في المؤتمر الوطني" ثم كُسر صلف الدكتور نافع بل وصل لدرجة الإهانة عندما واجهه الشاب الثائر محمد حسن عالم البوشي "تسلم البطن الجابتك" بكلمات جريئة صادقة ناصحة نزلت برداً وسلاماً على قلوب الغلابى من الشعب السوداني وكان لها وقع سياط من لهب على الدكتور نافع علي نافع وجوقة الإنقاذ، ولم يستطع الرد بالكلمات ودحض تلك الحقائق بل أرغي وأزبد، وتم إعتقال أو إختطاف الشاب الجريء البوشي وألقي به في بيوت الإشباح ولم يعرف له مكان !!! ولولا لطف الله وستره ووجود الاعلام الدولي والعالمي لربما كان لم ير الشمس بعدها أبداً، بعد أن يكون عذبه الدكتور نافع علي نافع بنفسه، وكيف لا يمكن أن يفعلها وله سابقة إعتقال وتعذيب وضرب إستاذه سابقاً ثم زميله بجامعة الخرطوم الدكتور فاروق محمد إبراهيم ! كتب دكتور فاروق في 13/11/2000م رسالة للبشير ومما جاء فيها " ولم يتجشم الدكتور نافع، تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم، عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم، وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة، ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص -كما ورد في مذكرتي- وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرودة والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة" !!! لكن هاهي الثورة المباركة انطلقت وهاهي جموع الشعب السوداني تثور في كل المدن بلا استثناء، في الجنينة وكسلا وبورتسودان والجزيرة والقضارف وسنار بل حتى في ضواحي الخرطوم كرري وفي قلب أمدرمان في ودنوباوي وأمبدة وفي قلب الخرطوم الصحافات وجبرة وبري، وفي بحري شمبات، فلم يخاف أولئك الشباب من مواجهة الرصاص الحي والرصاص المطاطي وواجهوا الموت برجولة عبدالقادر ود حبوبة وابتسامة محمود محمد طه ! حاول الدكتور نافع علي نافع أن يظهر شجاعة كاذبة وأنه الوحيد من رجالات الإنقاذ الذي لم يختبيء حين إشتدت المظاهرات في الايام الاخيرة من شهر سبتمبر 2013م، فذهب يتبختر ممثلاً لحكومة الإنقاذ ليقوم بواجب العزاء في الشهيد صلاح السنهوري، فإذا بأبناء الشعب السوداني يطردونه من بيت العزاء وهرب الدكتور نافع علي نافع كالفأر المذعور من مجرد تظاهرة في بيت عزاء تتابعه صيحات "ألحس كوعك وأطلع بره" ! نعم طرد وأهين ولولا أن جماهير الشعب ترفقت به تأدباً واحتراما لسماحة الخلق السوداني وهيبة ووقار "بيوت" العزاء لجعلته يندم على كل تحدى سبق وأعلنه في وجه ذلك الشعب الأبي. ويبقى السؤال هل أدرك الدكتور نافع علي نافع أخيراً بأنه يمكن أن يفتك به في قلب الخرطوم وفي بيت عزاء، فما بالك إذا ذهب لأهالي منطقة الطينة أو الحماداب، ناهيك عن جبال النوبة وجنوب كردفان !!! وفوقها هل علم بأنه إن حصل وعصمته بطانته لفترة من الزمان فمن يعصمه يوم (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم( . ونحن إذ نترحم على الشهداء، نتمنى أن يتبرأ الجميع من نافع علي نافع بمن فيهم أهله، لأنه ليس من أهلهم بل هو من عينة أبن نوح الذي قيل فيه" قال يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ " ، خاصة وأنه كان البادي "بالتبرؤ" من كل من لا ينتمي لحزب المؤتمر الوطني !!! . أو لم يقل الدكتور نافع في شندي "نقول لهم من شندي انو الصقر كان وقع كترة البتابت عيب.... ان أي شخص خارج الوطني (منسي) ولا يسوي شيئا ولا توجد له قيمة .." ، وأنطقه الله الذي أنطق كل شيء بأهم ما في الجملة فقال "ونافع ذاتو لو طلع بره الوطني ما عندو شيء" !!!. أنشد محجوب شريف " مساجينك مساجينك نغرد فى زنازينك عصافيرا مجرحه بى سكاكينك نغني ونحن في أسرك وترجف وأنت في قصرك سماواتك دخاخينك برغمك نحن ما زلنا بنعشق فى سلاسلنا بنسخر من زنازنا وبنسخر من زنازينك للسودان مواقفنا وللسودان عواطفنا ولما تهب عواصفنا فما حيلة قوانينك"