بسم الله الرحمن الرحيم سودانايل: الخرطوم: الحادي و العشرين من أكتوبر 2013 نراقب بقلق بالغ، نحن الموقعين أدناه، حالة الإحتقان السياسي التي تكتنف بلادنا منذ وقت ليس بالقصير. ونتابع، ضمن رأي عام وطني عريض، تفاقم هذه الحالة من الإحتقان في الأسابيع الأخيرة و المستمرّة إلى يومنا هذا. و نعبّر عن استنكارنا جُملة وقائع البطش بالمحتجين على سُوء الأحوال العامة في البلاد من أبناء و بنات شعبنا، إلى حد إزهاق الأرواح البريئة (نسأل الله لها الرحمة)، و نؤكّد رفضنا الكامل لتقييد الحريات العامة و السياسية و حرية التعبير و العمل الصحفي التي تجري على نحو غير مسبوق. و نشجب، في الوقت ذاته، الاتجاه إلى استخدام العنف و التخريب من أي مصدر جاء. و نحذر من مغبة اللجوء إلى هذا السبيل غير المتحضر. و ندعو القوى الوطنية كافة للإنتباه إلى المآلات غير الحميدة للعنف و التخريب، و أن يسعى الجميع إلى تجنيب الوطن تبعاتهما. و نعبر، كذلك، عن قلقنا العميق لمظاهر الاستقطاب التي تهدد بتقسيم الشعب السوداني. ونستنكر مساعي البعض لإذكاء روح العصبيات البغيضة والتفريق بين المواطنين على أساس الجهة و العرق و الوضع الإجتماعي. وندعو كل القوى السياسية وأجهزة الإعلام والمفكرين والمثقفين و عامة الشعب لإشاعة خطاب التسامح و القبول المتبادل بين كافة أطياف الشعب، والبعد عن خطاب الكراهية وروح الانتقام. إن من رأينا أن بلادنا تعيش أزمة سياسية مستفحلة لها ما لها من تجليات إقتصادية و أمنية و اجتماعية و أخلاقية، إضافة إلى أزمة مع محيطينا الإقليمي و الدولي. و تتحمل الحكومة مسؤولية الأزمة السياسية، بالدرجة الأولى، من واقع إنكارها لها و محاولاتها المتطاولة الالتفاف عليها، و سعيها لإلهاء الرأي العام بأعراضها دون أن تتحمل، بالجدية المطلوبة، مسؤولية التعامل مع جوهرها. و إذ يتأكد لنا أستحالة استدامة هذا الوضع السياسي على ما هو عليه فإنّ بيد الحكومة فرصة لتجنيب البلاد مأزق العُنف و العنف المقابل، و من ثم، بلوغ الأوضاع العامة مرحلة الانهيار الشامل، و لات ساعة مندم. و من هنا فإننا ننادي على قادة الحُكم لضرورة الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الوطن بالمبادرة باعتماد ترتيبات انتقالية، يتحمل النظام بصدقية و التزام كاملين، كُلفتها، بما يفتح الباب على تحول ديموقراطي حقيقي تتسع من أجله فرص المشاركة للجميع في الحوار حول أسس هذا التحول و مآلاته، بحرية تامة، و وفقا لنهج سلمي متحضر. و نؤكد، مجددا، لأبناء و بنات وطننا في داخل البلاد و خارجها و لكافة المتابعين للأزمة السودانية و المشفقين على البلاد، إلتزامنا، من واقع مسؤوليتنا أمام ضمائرنا و أمام الله و الوطن، المضي في متابعة الحالة الوطنية الجارية بحثا عن السُبُل السلمية و السليمة الكفيلة بإبلاغ سفينة الوطن بر الأمان بسلام. و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل،،،، الموقعون: بروفيسور الطيب زين العابدين: أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم بروفيسور عوض السيد الكرسني: أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم دكتور موسى آدم عبد الجليل: أستاذ علم الاجتماع بجامعة الخرطوم بروفيسور مصطفى إدريس البشير: الأستاذ بكلية الطب جامعة الخرطوم أستاذ فتح العليم عبد الحي: الباحث في الفكر الإسلامي دكتور خالد التيجاني النور: صحافي و ناشر بروفيسور حسن مكي: أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية دكتور محمد محجوب هارون: استاذ علم النفس بجامعة الخرطوم دكتورة هويدا العتباني: الأستاذة بمعهد دراسات السلام و التنمية بجامعة بحري أستاذة سامية نهار: الأستاذة بمعهد البحوث و الدراسات الإنمائية بجامعة الخرطوم أستاذ سليمان أونور: سياسي دكتور منزول عسل، أستاذ علم الاجتماع، جامعة الخرطوم، دكتور صديق تاور، أستاذ جامعي، فيزياء بروفسير عبد الوهاب الأفندي، أستاذ جامعي بروفسير التجاني عبد القادر، أستاذ جامعي