عندما قال شاعرنا الراحل المقيم بيننا محمد الحسن سالم حميد رحمه الله ( صوتنا هناك وهنا مكتوم وما في فرق في الوقت الراهن بين واشنطنوالخرطوم أنا مأزوم مأزوم مأزوم ) كان يعبر حينها عن حالة سياسية واقعية وإستغلال سياسي وإقتصادي من قبل الإمبريالية العالمية لشعوب العالم الثالث عبر تلك الحكومات التي تم فرضها رغم أنف هذه الشعوب ، فحتى اليوم لم يتم بناء ديمقراطية حقيقية لتصبح طريقاً للتنمية والتطور والتقدم في عالمنا المُستغل ، وفي تقديرنا لن يُسمح بذلك مهما غلا الثمن وهو أرواح هذه الشعوب .. فنحن اليوم بصدد إطلاق العنان لسهام الأدب التي تصيب في مقتل كل سياسي لا يعبر عن تطلعات شعبه ، فهؤلاء السياسيون يتحسسون مواضع أسلحتهم كلما سمعوا كلمة ( أدب ) أو كما قال قدوة بعضهم ( هتلر ) . فأمير الشعراء احمد شوقي له الرحمه رغم انه سبق شاعرنا حميد بأكثر من جيلين ولكن هو أيضاً عبر عن حالة سياسية إستغلالية بذات الإستغلال الذى كان يقصده حميد عندما شبه الخرطومبواشنطن ، ولكن اليوم كأن لسان حال حميد يقول ايضاً ( مافي فرق في الوقت الراهن بين دمشقوالخرطوم ) فجميعنا مأزوم مأزوم ، فأمير الشعراء حينما أطلق سهامه قائلاً في قصيدة دمشق ( وللمستعمرين وإن ألانو .. قلوب كالحجارة لا تَرق ، رماك بطيشة ورما فرنسا .. أخو حرب به صلف وحمق ، إذا ما جاءه طلاب حق .. يقول عصابة خرجوا وشقوا ، دم الثوار تعرفه فرنسا .. وتعلم أنه نور وحق ) ، ثم يأتي في ذات القصيدة ويقول ( بلاد مات فتيتها لتحيا .. وزالوا دون قومهم ليبقوا ، وحررت الشعوب على قناها ..فكيف على قناها تسترق ) وحقيقة أرى من المعيب أن أشرح كلمات بهذه البلاغة والوضوح ، فالشرح في هذه الحالة هو إجحاف في حق هذا الشاعر الذي يتحدث وكانه جالس بيننا اليوم ولكن دعوني أقول لكم كل عام وأنتم بألف خير أعاد الله علينا جميعاً عيد الأضحى ونحن جميعاً في حب هذا الوطن شرق ، وإليكم جزء مما قاله أمير الشعراء وأتمنى أن تتقبلوه منى كمعايدة متواضعة في زمن أصبح فيه التواضع ضعف .. ( فمن خدع السياسة أن تغروا .. بألقاب الإمارة وهي رِق ، وكم صيد بدا لك من ذليل .. كما مالت من المصلوب عنق ، فتوق الملك تحدث ثم تمضي .. ولا يمضي لمختلفين فتق ، نصحت ونحن مختلفون دارا .. ولكن كلنا في الهم شرق ، ويجمعنا إذا إختلفت بلاد .. بيان غير مختلف ونطق ، وقفتم بين موت أو حياة .. فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا ، وللأوطان في دم كل حر .. يد سلفت ودين مستحق ، ومن يَسقى ويشرب بالمنايا .. إذا الأحرار لم يُسقوا ويَسقوا ؟؟ ) ولكم ودي .. الجريدة نورالدين عثمان [[email protected]]