اعتبر حزب المؤتمر الوطني، ملتقي الأحزاب المنعقد بجوبا، تجسيداً للغموض الذي كان يكتنف الساحة السياسية قبل قيام الانقاذ في 1989م، ونعته ب»حوار الطرشان»، ورأي أنه يهدف لايقاف التحول الديمقراطي واجراء الانتخابات، وأكد أنه سيتعامل مع تهديدات متنفذي الحركة الشعبية بالنضال، حال عدم تنفيذ مخرجات الملتقي، بدرجة عالية من الجدية والحساسية. وجدد أمين الاعلام بالمؤتمر الوطني،وزير الدولة للاعلام كمال عبيد في مؤتمر صحفي أمس، انتقادات حزبه للملتقي ومنظميه، وأرجع التوتر الذي شهدته الساحة السياسية وفي العلاقة بين شريكي السلام، لما وصفها بالطريقة المشبوهة والانتقائية التي عقد بها الملتقي، وليس بسب مقاطعة حزبه له، وقال ان المؤتمر الوطني بعدم مشاركته في الملتقي يعمل علي اطفاء الحرائق التي يريد أن يشعلها مؤتمر جوبا، وتساءل كيف يمكن تحقيق التحول الديمقراطي بالحديث عن مقاطعة الانتخابات وإلغاء نيفاشا والبحث عن اتفاقية أخري؟.، وأضاف: أي توتر في الساحة السياسية أسوأ من هذا؟، وجدد الاتهام بتمويل جهات أجنبية ذات أجندة للمؤتمر قبل أن يطالب حكومة الجنوب بتقديم دليل علي أن المؤتمر مول من خزينتها، ورأي ان معالجة الأخطاء التي ارتكبت في ملتقي جوبا ضرورة. ووصف عبيد أداء قوى ملتقي جوبا بالسيئ السمعة خلال الفترة الماضية، وقال إنها فقدت المنصات التي يمكن أن تنطلق منها من دول الجوار وفقدت الشرعية وتبحث عن شرعية داخل السودان بمشاركة الوطني في مؤتمرها، مؤكدا أن حزبه لا يقدم شرعية لمؤسسات تريد أن تنقض علي الشرعية، لكنه مع ذلك أكد أن أبواب الحوار مع الحركة الشعبية وحزب الامة القومي والاحزاب الأخري مفتوحة ،مؤكدا أن حزبه لا يخشي التكتلات وأنه سيتعامل مع تصريحات متنفذي الحركة الشعبية باللجوء الي النضال حال عدم تنفيذ مقررات ملتقي جوبا بدرجة عالية من الجدية والحساسية، ومن حقه تفسير تلك التصريحات بنية العودة الي مربع الحرب. إلى ذلك، انسحبت ستة أحزاب جنوبية من مؤتمر جوبا ، بسبب ما أسمته أجندة الاحزاب الشمالية التي تسعي لفرض الوحدة مع الجنوب، وتخوفهم من ان يسهم المؤتمر في الغاء اتفاقية السلام الشامل وعقد تحالف انتخابي مع الحركة الشعبية. وقللت الحركة الشعبية من الانسحاب واعتبرته طبخة من المؤتمر الوطني وقال المنسحبون ويمثلون احزاب يوساب «2» برئاسة اليابا جيمس سرور وجبهة الانقاذ برئاسة بيتر سولي ،ومنبر جنوب السودان برئاسة جون مارتن آليا ،في مؤتمر صحفي بمقر الملتقى ، ان الحركة خدعتهم بتأكيدها على عدم وجوداجندة مسبقة للمؤتمر واشاروا الى ان المؤتمر يهدف لازالة اتفاق نيفاشا واتهمت الاحزاب المشاركة في مؤتمر جوبا باستثمار خلافات الشريكين لمصلحتها وطالبوا شعب الجنوب بعدم الاستماع لمقررات المؤتمر. لكن «الحركة الشعبية « اتهمت شريكها حزب المؤتمر الوطني بالسعي إلى إفشال ملتقى جوبا وقال ين ماثيو المتحدث باسم الحركة، إن المؤتمر الوطني اتصل بعدد من الأحزاب المشاركة لتحريضها علي الانسحاب.