• الاحتفال الذي اقامته المجموعة السودانية بنادي الغزال التابع لمؤسسة قطر للبترول بالدوحة ثاني ايام عيد الفطر المبارك غير انه تكريم وفرحة بشفاء الرجل القانوني عبدالمنعم مكي " أكمل الله عليه نعمة الصحة والعافية " فقد كان ترسيخ لتقليد ابتدره " المكي " قبل سنوات كيوم معايدة للاسر السودانية للتلاقي الحميم والترابط الفاعل وتحريض للقيم الاجتماعية الثقافية والدينية و" للمعايشة الحقيقية "وكان يحرص على حضوره كل من جاء لهذه الدوحة في بداية مشوار الاغتراب فيجد النصيحة والتآزر .. • " المكي " غير انه موسوعة قانونية فهو عميد للمغتربين السودانيين بالدوحة فقد سيل أحبار قلمه لتتدفق لمقاصد حلحلت المشكل السياسي السوداني وكان أكبر همه ان تستقر الاوضاع السياسية والاقتصادية وقام بدور فاعل للملمة الجسم الاجتماعي للمغتربين بالدوحة بكل اختلافاتهم السياسية ومستوياتهم الاجتماعية وبعيدا عن متون السياسة وحبائلها التي التفت حول رقاب البعض وجعلت منهم عذرا " لا ينهقون " إلا بها تشزما وتناطحنا . • ذاك الجمع الملون لاقاه " المكي " بدموع الامتنان للاسر التي يريدها متراصصة الدموع حالت دونه والقاء كلمته في ذلك الاحتفال الذي لم يكن بحجم المناسبة من ناحية التنظيم ولكنه أفرح الحاضرين وعبدالمنعم واسرته " ماريا " رفيقة دربه لم تستطع ان تحبس دموعها فاطلقت العنان لمشاعرها لتبلل اثواب كل من جاء للمناسبة ومن تجمع حولها طيلة فترة تشافي زوجها الرجل الهمام . • ان " عبدالمنعم " نموذج لنجاح الدبلوماسية الشعبية التي ترسخ لقيم السوداني الاصيل الملتزم الكفء علميا والقدير اجتماعيا والتي تنطلق من فلسفة لملمت الشتات انها في كثير من الاحيان تتفوق على اختها الكبرى " الدبلوماسية الرسمية " سفاراتنا بالخارج والتي تحولت في بعض دول العالم الى مقار لكبار موظفي الدولة المحسوبين على السلك الدبلوماسي البعيدين إلا ما ندر عن اوجاع جالياتهم وهمومهم من تعليم وصحة واسباب استقرار معيشي تحولت سفاراتنا وبالذات في دول الخليج لمكاتب لاستقبال اصحاب الحظوة " والمنتفعين " وعابري المطارات من قوت الشعب زائري المجمعات التجارية في رحلات مكومية أقرب للتسوق منها لحلحلة مشاكل المغتربين وإن جاؤا بمشروعات فهي حبرا على ورق لا تجد حظها من التنفيذ . • طموحات المغتربين كبيرة في وطن معافي مستقر وفي مياه غزيرة تتدفق في جسر التواصل بينهم وبين الوطن وبعضهم بعضا وبينهم وبين شعوب دول المقر وبقية الجاليات.. المغترب يطمح في مبادرات ثقافية واقتصادية اجتماعية تشابكه مع هموم الوطن واحلامه.. المغترب مشاكله تتمثل في صحة وتعليم نوعي لابنائه .. والمغترب الذي قاسم الوطن " شق التمرة " حينما كان مقتدرا قبل سياسات التوطين المعروفة كان " بقرة حلوب " دفع الضرائب والزكاة والاتوات والرسوم الادارية يريد ان يكون لسفارته القول المسموع لدى مؤسسات التعليم والضرائب والمنافذ الجمركية والخطط الاسكانية والمشروعات الاستثمارية سفارات ترفع تقارير واقعية تقول لمسؤولي السودان أن لا ياتوا " يد قدام ويد وراء " وألا يسوقوا مشروعات وهمية يبنى المغترب عليها امال وطموحات ان يتاوا بخطط واضحة ودراسات جدوى علمية . • المغترب يريد لسفارته ان لا تكون بوابة " للماشي والجاي " بل مؤسسة لها استراتيجيتها وهيبتها بيت لكل السودانيين تكون صوت حق تنقل لمؤسسات الدولة هموم المغترب وطموحاته وتطور افكاره .. بيننا كثير من الاسر دخلت لنفق الفقر والعوز ابناء شبوا عن الطوق وارهقت المسوؤليات اعناق الاباء والامهات في ظل التراجع الوظيفي والارتفاع الجنوني في سبل المعيشة والصحة والتعليم والايجارات والجامعات بالسودان ما زالت تقتطع نسبة من درجات الشهادة الثانوية العربية رغم تقدم التعليم بهذه الدول .. المغترب الذي أفنى عمرا بالاغتراب ما زالت خطواته للعودة الطوعية للاستقرار وسط الاهل ضبابية لان متاريس وجبال عاتية تحول دون رجوعه لانه لا يملك سكن عائلي ولا وظيفة ولا معاش يضمن له لقمة العيش الكريمة في اواخير عمره . • بعض ابناء المغتربين خارج مقاعد التعليم الجامعي ارتضوا بوظائف هامشية غير انهم يعيشون الاغتراب الثقافي والاجتماعي فالملحقيات الثقافية اسم على غير مسمى .. ان بعض سفاراتنا تحولت وظائفها بدلا للدبلوماسية السودانية الفذة " للاعاشة وللتراضي " والمضحك المبكي حضور طواقمها للفعاليات التي تقيمها الجاليات " لاثبات الوجود " تريد ان تقول انا موجودة برغم ان امكانياتها المالية وكوادرها تمكنها من لملمت المبادرات الانسانية والاجتماعية والسياسية وفلترتها وتغذيتها لتعيش وتكبر .. بعض سفاراتنا بدول الخليج عبْ علي ميزانية الوطن وبوابة لدفع " الاتوات والرسوم الادارية " المرهقة للمغترب الذي يحصد الفتات فتتناصفة معه السفارة مقابل اي معاملة ادارية والبعض تحول لمكاتب استقبال خمسة نجوم لمسؤولي الوطن عابري المطارات المتابطين لمصالحهم الشخصية وما ان تغادر طائراتهم إلا وتكون " حزم هموم المغتربين " بسلة المهملات في طائرات الجامبو القابلة لشحن سياراتهم واثاثات منازلهم وعطوراتهم وما حصدوه من هدايا في حفلات الوداع والاستقبال .. وللحديث بقية . عواطف عبداللطيف awatifderar [email protected] كاتبة مقيمة بقطر همسة : آه .. يا وطن وحدك الباقي وموظفوا سفاراتنا مغادرون بتخمة اقتطعت من اوردة الغبش.. وسلامات عبدالمنعم ..