بسم الله الرحمن الرحيم باقان أموم الأمين العام للحركه الشعبية وأمين التجمع الوطنى الديمقراطى ( القديم ) مع وقف التنفيذ كثيرا ما يتعرض لهجمات شرسة من المهاجمين لتحقيق اهداف فى مرمى الحركة الشعبية وعندما يحاول صد هذا الهجوم يرتكب مخالفات تجعل من الصعب على حكم المبارة أن يتهاون فى ابراز الكرت الأحمر. وطبيعى أن تشهد ملاعبنا السياسية من اللاعبين المشاغبين كما هو الحال فى الرياضة وأذكر اللاعب الشهير فى كرة القدم صلاح ( مشكلة ) فهل يعتبر الأخ باقان أموم مثلا للسياسى (المشكلة) ؟ قد يخالفنى الكثير بأن الأمر أخذ اكثر مما يستحقه اذا ما وضعنا فى الاعتبار عوامل عدة تجعل من التعامل فى مثل هذه الأمور أمرا يستحق المعالجة الموضوعية بدلا من دفعه لارتكاب المزيد من المخالفات لذا فمن الضرورى فى مثل هذه الحالات معالجة الأمور بدلا من خلق تعقيدات تعترض مسيرة السلام والاستقرار والوحدة الوطنية الجاذبة - وهي مسئولية الشريكين وكل القوي السياسية - لمعرفتى الشخصية بالأخ باقان وطبيعته وبمراجعة وقراءة لتلك المعرفه فان منهج الوضوح التام والحديث بشفافية لا تعنى انه من دعاة الانفصال وما شهدنا فى ذلك الا بما علمنا فالتنبيه لايعنى انه داعم لفكرة الانفصال بقدر مايعنيه بضرورة خلق مناخ ملائم وموقف الحركة من الوحدة منذ أن كنا فى المعارضة لم يخالجنا فيه شك اذا ما اخذنا فى الاعتبار أن الاخوة فى الجزء الشمالى فى الجنوب معنيون اكثر من غيرهم بالوحدة لاعتبارات التداخل الجغرافى والقبلى وقد شاركت مع الأخ أتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطنى فى ندوة عبر فيها بصدق عن برنامج الحركة فى ما يجرى فى بلادنا من أحداث . باقان أموم من قيادات الحركة الشعبية التى قادت المفاوضات فى حياة الراحل د.جون قرنق الذى كان ايمانه بالوحدة بقناعات شهدناها فى اجتماعات التجمع الوطنى الديمقراطى .وامتدت علاقات قادة الحركة مع القوى السياسية فى الشمال وتوطدت لنضع اساسا متينا ونواة لوحدة سودانية راسخة تراعى التعدد الاثنى والدينى والثقافى وكثيرا ما نقول ضرورة مساعدة الحركة الشعبية فى التحول من حركة مسلحة تعتمد على قوة البندقية الى تنظيم سياسى يعتمد على الحوار والمنطق وظللنا نردد ولانمل تكراره ان سنوات الحرب خلقت تلالا وصخورا ازالتها واجبة واذكر فى ندوة اقيمت فى مدنى بعد عامين من اتفاق السلام ونحن نحتفل باعياد السلام ان العلاقة بين الحركة والمؤتمر الوطنى تحتاج لمعاونة لازالة الرواسب القديمة وتمهد الارض لزراعة ثقافة السلام بدلا من ثقافة العنف. هكذا وضعنا علاقة متينة بين الحركة والقوى السياسية الشمالية بالحوار والنقاش الموضوعى. من المهم والضروري ان تتم قراءة المؤتمرات الصحفية بكل مافيها من حديث بتقييم موضوعى لمجمل الحديث دون انتقاء لما نريده أو تفسير للعبارات سيما او تحميلها اكثر من ماتحتمل .. ليس دفاعا عن باقان أموم ولكنه الحرص على الوطن وأمنه واستقراره وتطبيع العلاقات بين الشريكين حتى تعبر بلادنا المطبات الأرضية والهوائية فى ظروف لا يختلف اثنان فى أنها بالغة التعقيد (فالوقاية خير من العلاج ). مجمل القول أن الأخ باقان أموم مازال اسير لتجارب نقض العهود والمواثيق ويترقب مناقشة جذور الازمة والعمل على علاجها بمعاير العدالة والمساواة وهنا لابد لي من توجيه رسالة الى الأخ باقان باعتباره قيادياً في الحركة الشعبية واحد صناع سلام نيفاشا بأنه لابد له من دور ما في استكمال هذا السلام وتحقيق الوحدة الجاذبة وتمسك قيادات الحركة الشعبية بخيار الوحدة يمكن ان يؤثر بشكل كبير عند طرح هذا الامر على سكان الجنوب في الاستفتاء اذن هي مسئولية تاريخية تقع على عاتق الاخ باقان اموم وكل الاخوة في قيادة الحركة الشعبية ، لانه بقراءة لملف انجاز الاتفاق فان ماتم انجازه كبير والالتزام بالتنفيذ بصدق النوايا لما تبقى يجعل من السهل خلق علاقة طيبة ومستقرة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى وهو امر هام يساعد على مناخ طيب للوحدة الوطنية مع ملاحظة انتقال الشيطان من تفاصيل الاتفاق الى تنفيذه وبالتالى فأن صيحات باقان أموم بقوله (أن جنوب السودان بات أقرب للانفصال من الوحدة بسبب ما وصفه بالجو غير الملائم للوحدة الجاذبة في البلاد حتى الآن) اذا ما أخذناها بحسن النوايا فانها بلا شك تدرأ كثيرا من المخاطر التى تهدد الوحدة والاستقرار فهو لم يدعو الى الانفصال وانما اطلق اشارة تحذير علها تفيد في مراجعة الكثير من الامور لتصبح بعدها حسابات المراهنين على فشل مشروع الوحدة الوطنية خاسرة ومرتدة سهامها عليهم وبكل المقاييس فأن التجربة حققت كثيرا من أهدافها ومراميها ويمكن معالجة ماتبقى من قضايا عبر آلية تساعد على احتوائها قبل تفاقمها ولتجنب الشريكين الحديث على الهواء الطلق لاخراج الهواء الساخن بمحاصرة القضايا داخل مؤسسات الشريكين .