في عام 1859 أصدر عالم الأحياء البريطاني تشارلز داروين كتاب أصل الأنواع ثم أردفه بعد ذلك بكتاب سلالة الإنسان ومن ثم اشتهر بوصفه واضع نظرية التطور ومنذ ذلك الحين وحتى تاريخ اليوم أثارت نظرية داروين ، والتي تزعم أن أصل الانسان كان قرداً ، جدلاً واسعاً بين أنصار نظرية التطور وأنصار نظرية الخلق المستقل، ورغم أن دارون نفسه ظل حائراً فيما أسماه بالحلقة المفقودة التي لم يكتشفها أحد والتي يفترض أن توضح كيفية انتقال الإنسان الحديث من الطور القردي إلى الطور البشري ، ورغم الانتقادات العنيفة التي تلقتها نظرية التطور من قبل أنصار الأديان السماوية المؤمنين بنظرية الخلق المستقل، فقد انتشرت نظرية التطور إلى درجة أن معظم كليات العلوم والطب في معظم دول العالم ومن ضمنها كليات العلوم والطب في العالم العربي والإسلامي قد درجت على تدريس نظرية التطور لا باعتبارها مجرد نظرية قابلة لاثبات الخطأ والصواب وإنما باعتبارها مسلمات علمية غير قابلة للتشكيك! ومن المؤكد أن تصور البشر لأسلافهم على شكل قردة تلهو وتتشقلب في جبلاية هو أمر غير مريح نفسياً للإنسان الذي يعتبر نفسه سيد المخلوقات في العالم بحكم تفوقه العقلي وقدرته على استخدام الأدوات كما أن المنطق يطرح أسئلة موضوعية لا تستطيع نظرية التطور تقديم أي إجابة عليها ومنها على سبيل المثال لا الحصر لماذا لم يتطور الكلب ، الذي أكتشف أصله في بلاد الصين ، ويصبح مخلوقاً آخر؟! وكيف نفسر وجود مخلوقات مختلفة من فصيلة واحدة بأشكال متباينة وبجينات وخرائط وراثية مستقلة ؟! بالأمس ورد في آخر الأخبار العلمية أن علماء أمريكيين قد تمكنوا من إثبات خطأ النظرية الداروينية حول الأصل القردي للإنسان وأن أصل الإنسان هو إنسان قديم أطلقوا عليه إسم آرديبيسكس راميديس عاش منذ أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة وتم العثور على هيكله المتحجر في أحافير الهضبة الأثيوبية! وقد ورد في النظرية الأمريكية "إن البشر غالباً ما يظنون أن الناس تطوروا من القردة، لكن ذلك ليس صحيحاً، بل أن القردة هي التي تطورت من البشر" والسؤال الذي ينبغي توجيهه هو : إذا أدعى الانجليز ذات يوم أن أسلاف البشر كانوا قروداً وأثبت الأمريكان مؤخراً أن أسلاف البشر ليسوا من سلالة الشمبانزي فماذا سيكون مصير نظرية التطور الإنجليزية وهل سيستمر تدريسها في الكليات العلمية العربية والاسلامية أم سيتم استبدالها بنظرية أصل الإنسان الأمريكية رغم أنها لا تخلو بدورها من شبهات قردية إذ تقول "إن القردة هي التي تطورت من البشر"؟! أي كأننا يا قرد لا رحنا ولا جينا ! وهل سيأتي يوم تنتهي فيه البلبلة حول أصل الإنسان ، المعروف للجميع إلا للعلماء الغربيين، أم أن الجدل البيزنطي حول أصل الإنسان سيستمر في العالم إلى أجل غير مسمى ولن يتم فض الاشتباك بين القرود والبشر بأي حال من الأحوال؟! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر