كان وما زال "محتار" حائراً فيما يُسمى بنظرية التطور البريطانية ، فقد زعم دارون واضع نظرية التطور البريطانية أن أصل الانسان قرد ، ثم حير نفسه وحير العالم معه حينما أقر بوجود ما أسماه "الحلقة المفقودة" التي لم يعثر عليها أحد قطّ والتي يفترض أن تثبت بالدليل المادي كيفية انتقال الإنسان من الشكل القردي إلى الشكل البشري! غمغم محتار بامتعاض : من المؤكد أن نظرية التطور البريطانية أو نظرية الأصل القردي للإنسان قد ولدت ميتة لأن دليل ثبوتها وهو الحلقة المفقودة لم يعثر عليه مطلقاً فلم يتم العثور على أي مخلوق يجسد المخلوق الانتقالي الذي نشأ بين القرد والإنسان وعبرت على جسر ظهره الجينات المختلطة الطافرة التي شكلت الإنسان الحديث! ازدادت حيرة "محتار" حينما سمع بنظرية التطور الأمريكية أو نظرية الأصل البشري للقرد والتي قال عرابها سي أوين لوفغوي"إن البشر لم يتطورا من من القردة بل أن القردة هي التي تطورت من البشر" راحت عدة أسئلة حائرة تجول في رأس محتار : ألا يعتبر النصف الأول من نظرية التطور الأمريكية ، والذي يقول إن القرد ليس أصل الإنسان ، مقبولاً لملائمته لطبيعة الأشياء بينما يعد نصفها الثاني ، والذي يقول إن الإنسان أصل القرد ، مرفوضاً لتعارضه مع الأدلة الطبيعية ؟! ألا تشكل نظرية التطور الأمريكية معكوس نظرية التطور البريطانية عند تطرقها للمسألة القردية؟! ألا تنطوي نظرية التطور الأمريكية على حلقة وهمية ؟! وإذا كان القرد قد تطور من البشر فلماذا لم يُوجد صنف واحد من القرود مثلما هناك صنف واحد من البشر لماذا هناك غوريلا، شمبانزي، أورانج اوتان، ليمور ، سلطان القرود ، ميمون وهلمجرا؟! وإذا كانت القردة قد تطورت من البشر ألا يعني هذا أن القردة أكثر ذكاء من البشر؟! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تتسيد القردة العالم وتنشيء حدائق إنسان يقبع البشر داخل أقفاصها بينما تتفرج عليهم القردة من الخارج وهي توزع عليهم حبات الفستق واللب وتبتسم في سرور؟! لماذا لا يؤدي البشر حركات بهلوانية في السيرك تحت إمرة مدربين قرود بينما تصفق جماهير القرود على المدرجات بسعادة؟! تساءل "محتار" في دهشة : هل يمكن تصور تطور النبات إلى حيوان أو حشرة؟! لنفترض أن أي إنسان قد دخل إلى أحد محلات الموبليات الحديثة وشاهد كرسي ومنضدة ودولاب ولم ير النجار الذي صنع تلك المصنوعات الخشبية فهل من الممكن أن يتصور ذلك الإنسان إن تلك المصنوعات الخشبية قد صنعت نفسها ؟! هل من الممكن القول إن الكرسي قد تطور من منضدة أو دولاب ؟! لم يعثر "محتار" على أي ردود على تساؤلاته الحائرة فدمدم بحنق ثم تساءل للمرة الأخيرة : هل هناك حلقة مفقودة أو حلقة وهمية في الدماغ البشري؟! لماذا يصر بعض البشر على خلق نقاط نزاع تاريخية ويدفعون الناس إلى التجادل حولها إلى الأبد دون أن يؤدي ذلك إلى أي نتيجة ؟! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر