من الحسن بن طلال الي حمد بن عيسي آل خليفة.. في جاه الملوك نلوك mahdi ali [[email protected]] لأكثر من 15عاما والدكتور عصام أحمد البشير يتربع علي كرسي النجومية في مجال العمل الدعوي والخطابة داخل وخارج السودان فالرجل حجز لنفسه موقعا مريحا في المؤسسات الخيرية والدعوية والمجامع الفقهية في العالم الاسلامي بجانب تقدمه للصفوف الامامية في التنظيم الإخواني الذي انسلخ عنه قبل عامين بسبب العديد من الخلافات التي أعقبت إسقاط عضويته من حركة الاخوان المسلمين وبالتالي توصية الجماعة للمؤتمر الوطني بإعفائه من منصبه كوزير للإرشاد والاوقاف المخصص كحصة للأخوان المسلمين في حكومة الوحدة الوطنية ليفاجئ عصام البشير الساحة السياسية برد عملي علي لأخوان المسلمين بخبر خروجه عن جماعة شيخ صادق عبد الله عبدالماجد ملتحقا بالمؤتمر الوطني قبل ان تسحب منه لجنة العضوية بالمجلس الوطني بطاقة وجوده كنائب برلماني بعد ان كان عضوا دائما في كافة دورات المجلس الوطني أبتداء من رئاسة الدكتور حسن الترابي في العام 1992م ومرورا برئاسة محمد الامين خليفة وانتهاء برئاسة مولانا أحمد أبراهيم الطاهر في العام 2006م ... ولكن بدءا دعونا نتعرف علي بعض الجوانب الخفية في حياة عصام البشير منذ أن كان في ريعان شبابه وحتي لحظة مشيبه .....!! في منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي برز بمدرسة الحصاحيصا الفنية طالب في مقتبل العمر قادم من (تندلتي) بالنيل الابيض ومنها إلي مدرسة رفاعة الثانوية التي كان أمير الاخوان المسلمين وقتها محمد بشير عبد الهادي الذي قدمه لإخوانه كأحد الروافد التي ترد إليهم من المدارس الوسطى، ثم ما لبث ذلك الشاب أن لفت الأنظار بخطابته وحفظه الجيد للنصوص للاستشهاد بها بطريقة تخلب الألباب وتشد المستمعين إلى آخر كلمة. لم يكن ذلك الشاب سوى الشخصية التي عرفت لاحقا باسم الدكتور عصام أحمد البشير القيادي السابق بالإخوان المسلمين والقيادي الحالي بالمؤتمر الوطني.. ومياه كثيرة مرت تحت الجسرمابين ظهوره الأول في العمل الطلابي في منتصف السبعينيات بمدرستي الحصاحيصا ورفاعة الثانويتين وحتي استلامه مؤخرا لجائزة ملك البحرين.. وهي فترة تربو على الثلاثين عاما ونصف.. ففي أوائل ثمانينيات القرن الماضي وأواخر عهد الرئيس الأسبق نميري ظهر الشاب عصام أحمد البشير المتخرج حديثا من الجامعات السعودية بمظهر سلفي ذي جلباب القصير وساعة ذهبية لامعة علي يده اليمنى وهو يحمل لواء المعاداة لأفكار الدكتور الترابي مما أوجد له شعبية كبيرة وسط الإخوان والسلفيين في آن معا.. وفي تلكم الأيام سمع الناس لأول مرة عن (عدالة الصحابة) و(عصمة الأنبياء) و(مكانة الصحيحين) و(حديث الذبابة) وغيرها من المصطلحات العلمية المتخصصة التي كان يناوش بها الدكتور الترابي ويرد على ترهاته في النيل من الأنبياء والتعدي عليهم . ويعتمد الدكتورعصام في الخطابة واستمالة الجمهورعلي (الإبهار والتشويق) على طريقة السينما الأمريكية.. فهو يحفظ كمية من الشعر الحديث والقديم مما يقل تداوله عند الناس في السودان ويجعل المستمع بالتالي مشدودا إلى الخطيب المفوه ذو اللسان الذرب الذي يطوف به في سماوات الأدب والتاريخ ويشرح له عويصات مسائل الفقه ونكت التفسير وطرائف المحدثين ولطائف القدماء من العلماء. وكان الدكتور عصام ولازال شغوفا بآراء الدكتور يوسف القرضاوي لدرجة أنه يتبنى بعض آراء القرضاوي دون أن يذكر أن استقى تلك الأفكار منه، فكانت محاضرات القرضاوي التي يتحف بها الناس في قطر أو في المؤتمرات العلمية في الغرب أو الخليج.. تجد طريقها إلى السودان عن طريق الراوية عصام أحمد البشير موهما مستمعيه أنه هو صاحب تلكم الأفكار والمفاهيم. ومن أفكار القرضاوي المسروقة على سبيل المثال مسائل فقه الأولويات.. والوسطية.. وفقه الموازنات.. والتعامل مع النصارى.. وقضايا تحريرالمرأة.. والانتخابات.. والتعددية السياسية والديمقراطية ... إلخ القضايا المعاصرة التي ابتدر الدكتور القرضاوي الحديث فيها ولم يسبقه إليها أحد من الفقهاء المعاصرين. وعصام أحمد البشير يشوب تاريخه مع الإخوان المسلمين بعض الحوادث التي لا يعلمها كثير من الناس ويحاول عصام نفسه التستر عليها.. منها أن الإخوان عندما قرروا منازلة نظام نميري بالقوة في أواسط سبعينيات القرن الماضي وتدفق شباب الإخوان تحت لواء الجبهة الوطنية إلى معسكرات الكفرة بليبيا.. كان عصام من الذين وصلوا هناك باكرا، ولكن مشقة التدريب وشظف العيش مما لم يألفه عصام جعلاه يعتذر بأنه ذاهب إلى لندن لتلقي العلاج على أن يعود بعد إكمال برنامج العلاج مباشرة ولم يعد إلى اليوم إلى ليبيا رغم أن نظام نميري نفسه قد ذهب. وحادثة أخرى تتعلق بنظام نميري في أواخره فقد اعتقل النميري في أواخر أيامه كل قادة الإخوان المنتمين للترابي والمنشقين عليه أمثال الدكتورالحبر وصادق عبد الله، وكان عصام حينها موجودا في القاهرة بغرض البحث عن مراجع في أطروحته للماجستير، فرفض أن يعود للبلاد في ظل هذه الاعتقالات الشرسة خوفا من السجن، بل يذهب البعض ممن كانوا يحيطون به أنه ترك صلاة الجماعة بالمسجد خوفا من أن يتم تسليمه لنظام النميري. وقيل أن تجاوزات كثيرة وكبيرة نسبت لعصام البشير الامر الذي دعا لجنة شئون العضوية بحركة الاوان المسلمين لطلبه للمثول أمامها ومواجهة عصام بكثرة الاستجوابات والاستنكارات لبعض تصرفاته وذهبت إلى حد تجميد عضوية عصام في الجماعة لكن الشيخ صادق رشحه مع ذلك لتولي حقيبة وزارة الإرشاد ممثلا للإخوان مما أدى إلى استقالة رئيس لجنة العضوية الشيخ (زكريا عابدين) احتجاجا علي تولي عصام البشير للمنصب وتوقف كثير من الإخوان عن العمل بالجماعة منهم الدكتور (حسن عووضة كشكش) أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة النيلين حاليا وغيرهم من شباب الجماعة احتجاجا على هذه الأوضاع التنظيمية المضطربة والمنكوسة أمثال الدكتور (جمال محمد علي تبيدي)المحاضر بجامعة ام درمان الاسلامية . ولأن لعصام شخصية طموحة تسعى للمزيد من الشهرة وتسليط الأضواء بغض النظر عن المبادئ والقيم، فقد تاقت نفس عصام التي (سوّدت) عصاما إلى العالمية عبر مغازلة بعض ملوك المنطقة وكان أولهم الملك حسين الذي أغدق وأنعم على عصام ب(جائزة عالمية) حملت اسمه لخدمته الإسلام وسط احتجاجات إخوان الأردن في العام 2004م ومنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولي ثم تبعه ملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة الذي منح عصام البشير جائزة الشباب العالمية لخدمة الاسلام. معارضة الاخوان المسلمين لتوجهات عصام البشير والتي يرونها من (زاوية الانتهازية) وصلت الي الكويت التي انتقل إليها عصام البشير أمينا عاما لمركز الوسطية عبر وساطة الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل حيث عارض أخوان الكويت وجود عصام البشير بينهم بمخصصات وزير في العمل والمسكن والمأكل والمشرب حتي اضطر عصام لمغادرة الكويت عائدا للسودان مكونا منتدي النهضة والتواصل الحضاري لطرح وتسويق نفسه من جديد مع حلول أجل الانتخابات فهل ينجح عصام البشير في كسب معاركه القادمة مع أنداده وغرمائه داخل الحركة الاسلامية السودانية ام يسجل فصلا آخرا من فصول الفشل مثلما فشل في كثير من المواقف ؟؟..