أمر عادى جدا ان يهيمن الحزب الحاكم فى أى دوله من دول العالم الثالث أوجمهوريات (الموز) اللاتينيه على مقاليد الحكم والسلطه وأن يكتم انفاس شعبه وأن يفرض سيطرته على وسائل الأعلام، وأن يحتكر الثروه وان يستخدم الأجهزه الأمنيه لقمع معارضيه وأن يفعل كلما فى وسعه لكى يبقى جاثما على صدر مواطنى ذلك البلد لا تهمه أصوات الأحتجاج أو نداءات منظمات العفو الدوليه أو استهجانات منظمات حقوق الأنسان، ولا يهمه ان يبقى سجله فى حقوق الأنسان فى اقصى قاع !! هذا كله وارد ويحدث فى العديد من الدول التى تدعى ممارسة الديمقراطيه أو التى تحكم بأسم الدين ، لكن ما هو غير منطقى وغير معقول، ان يدعى نظام شمولى قمعى استبدادى احادى النظره بأن الجاليات التى اختارت العيش فى المنفى تؤيده وتسانده وتقف معه بكلياتها رغم انها خرجت رافضة لذلك النظام بسبب الفقر والقمع والظلم السياسى والأجتماعى وعدم المساواة وعدم بسط العداله بين جميع المواطنين. دون شك من السهل شراء مواقف ضعاف النفوس وبعض المحتاجين فى دول المهجر الذين تضطرهم صعوبة الحياة لبيع أجزاء عزيزه من جسمهم لكى يعيشوا ولا يقتلهم الجوع، لكن من غير المنطقى بل من المخجل ان يدعى نظاما وحزبا تسبب فى ذلك الفقر و والعوز والأحتياج بان اؤلئك المغلوبيثن على امرهم يؤيدنه ويساندونه. فلماذا لا يترك المؤتمر الوطنى اؤلئك السودانيين الذين اختاروا حياة المنافى والأغتراب (مضطرين) فى حالهم، بعد أن ن تركوا له البلد يعبث فيها كما يشاء؟ ولماذا يصر المؤتمر الوطنى على التغلغل فى وسط تلك الجاليات وزرع الفتن بينهم باستمالته لبعض المرتزقه وضعاف النفوس واغرائهم بالمال والمنح والعطايا والهبات ؟ ومرة أخرى والف مرة نتساءل ونكرر السؤال ولا نمل التكرار متى رأيتم حزبا حاكما لبلد يؤسس مكاتب له خارج بلده؟ الا تستطيع السفاره القيام بذلك الدور مهما تعاظم؟ فى سابق الزمان كانت الجاليات تتشكل من مجموعه من السودانيين عاشوا فى مصر بحكم صلة الدم والرحم والدم والتزواج مع المصريين أو من الذين عملوا فى المؤسسات المصريه المختلفه قبل استقلال السودان وبعد استقلاله، وجاء من بعدهم الطلاب والمبعوثين، وكذلك الحال فى بريطانيا، ثم ظهرت جاليات أخرى فى دول الخليج بعد أكتشاف النفط وارتفاع سعره وازدياد عدد المهاجرين لتلك الدول من قطاعات مهنيه مختلفه، وجميع اؤلئك من غير المستغرب ان يتجه ولاءهم لنظام حاكم ديمقراطى كان أم ديكتاتورى وشمولى. اما الجاليات السودانيه فى الخارج فى هذا الوقت أضحت تتشكل فى غالبها من اللاجئين والنازحين الذين شردتهم حرب الجنوب قبل اتفاقية نيفاشا أو من خرجوا من السودان بسبب شدة الصراع وتاجج نيران الحرب فى دارفور بعد أن شارك النظام فى ازدياد تلك النيران، يضاف الى اؤلئك اللاجئين والنازحين وعدد من المعارضين لنظام الأنقاذ، الذين لم يستطيعوا التعامل مع نظام الأنقاذ أو مهادنته. فهل يعقل أن تساند مثل هذه المجموعات التى خرجت من السودان أو ابتعدت عنه، نظام الأنقاذ وهو المتسبب فى هذا الظلم الأجتماعى والأضطهاد الدينى والعرقى وعدم بسط الحريات السياسيه والأعلاميه؟ اقول للأنقاذيين وحزبهم المسمى (بالمؤتمر الوطنى)، لقد ترك لكم ابناء تلك الجاليات الوطن باكمله تعبثون فيه كما تشاوؤن وتعرضونه للخطر وللأنقسام كما تريدون، فلماذا لا تتركوا هذه الجاليات فى حالها ولا تزيدونهم اغترابا وظلما؟ وأخيرا:- اقول للمؤتمر الوطنى ولكوادره خاصة (الصقور) منهم لا تستغفلوا الناس وكفوا عن ترديد المبررات الواهيه ولا توقدوا نيران حرب خمدت بعد عشرات السنين وراح ضحيتها الملايين فى جنوبنا الحبيب ومئات الألاف من المغرر بهم من ابناء الشمال بدعوى الجهاد الكاذب والزائف، واختاروا بين أمرين، الأول منهما ان تعملوا من أجل الوحده بين الشمال والجنوب بصدق واخلاص، وتلك الوحده مهرها غال، اقله التنازل عن اطماع (الدوله الدينيه) التى لا تمارس الا على (الورق) وصعب تطبيقها عليكم وعلى غيركم من المتشددين، والأمر الثانى أن تتركوا اهلنا فى الجنوب ينفصلون دون اراقة دماء ودون عنف سواء أن كانت نسبة الراغبيين فى الأنفصال 51 %أو أكثر من ذلك، فهذا شأنهم وحدهم ونسبة ال 51% تمثل اغلبيه على اى حال، وذات النسبة أو تزيد قليلا تسيطرون بها الآن على جميع القرارات التى تصدرها الدوله وتجعلكم تختارون للشعب السودان اتجاهات ربما لا يرضى عنها ولا يقبلها. واقول للمؤتمر الوطنى وكوادره ، انكم كثيرا ما ترددون بان (الحركة الشعبيه) لا تمثل الجنوب كله لذلك ليس من حقها منفرده ان تقرر مصير الجنوب، فهل يمثل حزبكم (الشمال) ، حتى يقرر مصير السودان كله لا الشمال وحده؟ تاج السر حسين – منبر الوحدة والسلام بالقاهرة