أغلقت هذا الملف منذ فترة طويلة وقررت ألا أتطرق لمشروع سندس لأن الحديث فيه يثير الضجر ويبعث على اليأس، ولكن أثار انتباهي ما قاله مدير الإدارة الزراعية لمشروع سندس مؤخرا في الصحف أن مشروع سندس يظل واحدا من أبرز الانجازات الزراعية في دفتر الإنقاذ بمساحة تفوق المائة ألف فدان وهو الأكبر مساحة من بين جميع المشاريع الزراعية، وموقع جغرافي متميز وطرح استثماري جيد ، وبتمويل ذاتي ، قوله أيضا إن الإدارة بذلت جهدا خرافيا حتى (رأى المشروع النور مؤخرا). وهو فعلا إنجاز عظيم يستحق الإشادة والاحترام. مشروع ضخم المساحة يتم إنشاؤه بالكامل بالتمويل الذاتي ويرى المشروع النور ويتحقق النجاح. ثم عاد المسئول فتحدث عن التأخير في إكمال المشروع، (والتأخير مسمى آخر غير مباشر للفشل)، وعزاه لعدم توفر المال اللازم (مع أن الإدارة بذلت جهدا خرافيا حتى رأي المشروع النور مؤخرا). ولم ينس المسئول أن يعلق التأخير أو الفشل(أيا كان اسمه) الذي لحق بالمشروع، على شماعة الحصار المفروض من قوى الاستكبار على البلاد وينحي عليه باللائمة. الحقيقة التي يحاول مسئولو مشروع سندس الزراعي في كل مرة تغييبها وسط المحسنات اللفظية والصيغ البلاغية هي أن كل المساحة المزروعة في المشروع لم تتجاوز العشرين ألف فدان في أحسن الحالات حسب إحصائيات عام 2008م،وليس مقبولا أن يتذرعوا في كل مرة بعدم وجود التمويل اللازم للمشروع، لأنه لا أحد سواهم يعرف حتى الآن ما هو حجم أو سقف هذا التمويل اللازم وكم ابتلع المشروع في جوفه حتى الآن من أموال وإمكانات الدولة وأموال المساهمين . كما لم يعد مستساغا التذرع بالحصار الاقتصادي المفروض على البلاد "إلى يوم الناس هذا". الاعتراف بالفشل أولى خطوات تجاوز الفشل والتعافي منه، ولكن المكابرة والتبرير المتكرر للفشل أشد سوءا وضررا من الفشل نفسه لأنه يعني استمرار الفشل لا محالة. قبل الختام: وأخيرا أعلن المهندس الداعية الصافي جعفر،عرّاب مشروع سندس، أنه سيرحل من مشروع سندس بعد هذه المسيرة الطويلة ، وإن صح ذلك، أود أن أتقدم لسيادته قبل الرحيل برجاء باسم إخوتي أعضاء جمعية مساهمي مشروع سندس الزراعي في العاصمة السعودية ،مدينة الرياض، لرد أموالهم التي دفعوها مهرا للمشروع قبل ما يقارب العقدين من الزمان ثم استنفذوا كل السبل والوسائل بعد ذلك لاسترداد ما دفعوه بعد أن (قنعوا من خيرا في سندس) ،وجميعهم (ناس على قدر حالهم) ، وضعوا ما يملكون وما لا يملكون في جوف ذلك المشروع ، والنتيجة معروفة للجميع ، وإذا رد سيادته أموال هؤلاء المساهمين،وهو مطلب نعلم سلفا أنه لا يخلو من العسر، فإن سيادته سيحقق بذلك انجازا عظيما خيرّا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناته. (عبدالله علقم) [email protected]