[email protected] موسي الكليم قصة الريس سلفاكير وقومه من الجنوبيين مع فراعنة الانقاذ , تماثل قصة النبي موسي وقومه من بني اسرائيل مع الفرعون رمسيس الثاني , في القرن الثاني عشر قبل الميلاد . كما يحلو للريس ان يذكر كل ناسي اثيم . عاني قوم موسي كثيراً من الاسترقاق والاستعباد من آل فرعون . كانوا يسؤمنوهم سوء العذاب ويقتلون ابنائهم ويستحيون نسائهم . كان فرعون موسي ( رمسيس الثاني ) متكبراً يتبجح دوماً : ( أليس لي ملك مصر ؟ وهذه الانهار تجري من تحتي ، أفلا تبصرون ؟ ) . واستخف الفرعون قومه فاطاعوه ، انهم كانوا قوماً فاسقين . واستخف الفرعون بموسي , ولم يؤمن برب موسي وهارون . رغم ان عصا موسي قد لقفت ما يأفكون . ورغم ان سحرة فرعون قد خرََوا لموسي ساجدين . قالوا امنا برب موسي وهارون . ازداد عذاب الفرعون لموسي وقومه . فقاد موسي قومه , وجاوز بهم البحر الاحمر فاراً من الفرعون وجنده . فارأ من الاستعباد في مصر الي فضاءات الحرية في سيناء . وكان ذلك في عام 1324 ق. م . خرج منها يترقب . قال ربي نجني من القوم الظالمين. وجاوز المولي بقوم موسي من بني أسرائيل البحر الاحمر . واغرق الفرعون وجنده انهم كانوا قومأ ظالمين. واقام موسي مع قومه من بني اسرائيل اربعين سنة في ارض التيه . طلع موسي الكليم الي قمة جبل سيناء , لمناجاة ربه . ورجع بعد اربعين ليلة , حاملا الالواح والوصايا العشر . فوجد قومه قد ارتدوا عن عبادة صاحب الاسماء الحسني التسعة وتسعين . وجدهم يعبدون العجل . وجدهم وقد قلبوا له ظهر المجن . وكفروا بربه ورب هارون . ضحكوا استخفافا بالالواح . وسمعوا الوصايا العشر وعصوا ! الريس سلفاكير وهكذا حال الريس سلفاكير . قاد قومه من الجنوبيين من ظلم فراعنة الانقاذ , ومن استعبادهم الي الحرية في غابات الجنوب وخيراته . جاوز المولي بقوم الريس من الجنوبيين بحر العرب في عام 2011م . واغرق فراعنة الانقاذ في بحر ابيض عند الجبلين . انهم كانوا قومأ لا يستحون . واقام الرئيس مع قومه دولة جنوب السودان الجديدة ... من نمولي الي الجبلين , وعاصمتها في رمبيك . واستقل الريس بقومه استقلالاً كاملاً عن فراعنة الجلابة . وكما النبي موسي , طلع الريس الي قمم جبال الاماتونج , ليشكر ربه ورب هارون . وظن الريس ( وان بعض الظن أثم ) انه سوف يعيش مع قومه في تبات ونبات , حتي يرث الله الارض بمن وبما عليها ! ولكن حدث للريس ما حدث للنبي موسي مع قومه من بني اسرائيل , قبل ثلاثة الف سنة ونيف ! التاريخ يضحك وهو يكرر نفسه ! ثورة القبائل ولكن , وكما قوم موسي مع موسي من قبله , بدء قوم الريس في مناكفته ومجادلته . خصوصا وقد أختفت نشارة الخشب ( بين قزاز قبائل الريس ) والشماعة التي كان يجسدها الجلابي القبيح ! قالت له قبائل الشلك : أتتخذونا هزواً يا سلفاكير ؟ لقد جادلتنا فاكثرت جدالنا . فاتنا بما تعدنا , ان كنت من الصادقين . تالله لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة ! وصرخت في وجه الريس قبائل النوير : وما نراك إلا بشراً مثلنا ! ومانراك اتبعك إلا الذين هم اراذلنا ! ومانري لك علينا من فضل . بل نظنك من الكذابين ! اما قبائل الزاندي فقالت : لن نؤمن لك , يا سلفاكير , حتي تفجر لنا من الارض ينبوعاً ... أو تكون لك جنة من نخيل وعنب تتفجر منها الانهار خلالها تفجيراً ... او تسقط السماء علينا كسفاً , أو تأتي بقرنق قبيلا.. وزايدت قبائل الباري فقالت : لن نؤمن لك , يا سلفاكير , حتي يكون لك بيتاً من زخرف ، أو ترقي في السماء . ولن نؤمن لرقيك حتي تنزل علينا كتاباً نقرؤه ... ما نفقه كثيرأ مما تقول . وانا لنراك فينا ضعيفأ ! ولولا رهطك من الدينكا , لرجمناك , وما انت علينا بعزيز ؟ وقالت له قبائل المورلي : يا سلفاكير ! اذهب وربك وقاتل الجلابة ! اما نحن فهاهنا قاعدون . وانا لنظنك , يا سلفاكير , مسحورأ . بل لنظنك مثبورأ . واننا لفي شك مما تدعونا اليه مريب ؟ قال سلفاكير , وقد ابيضت عيناه من الحزن , فهو كظيم ! : سبحان ربي هل كنت إلا بشراً سوياً ؟ اليس منكم رجل رشيد ؟ الواقعة وبدأت الخناجر الطويلة في الظهور. من باقان اموم الشلكاوي . ومن رياك مشار النويري . وحتي من بني عمه من دينكا ابيي الذين ظنَوا بالرئيس الظنون. ظنوا ان الريس قد خذلهم في حربهم ضد قبائل المسيرية المعتدين . وقاد مالك عقار قبائل ومليشيات الوطاويط والهمج والقمز المسلحة . كما قاد عبدالعزيز الحلو قبائل النوبة بسهامها وكلاشاتها . وزحف القائدان بمليشياتهما نحو رمبيك , يبغون قتال الريس سلفاكير , الذي فر واستقل بقومه من الجنوبيين , وتركهم لوحدهم تحت رحمة الجلابة . تناسي الريس ان مليشيات مالك عقار وعبدالعزيز الحلو الشمالية كانت تمثل اكثر من ستين في المائة من قوات جيش الحركة الشعبية . نسي الريس كل تلك التضحيات . وكون دولته الجديدة من الجنوبيين وبمعزل عنهم ( الافارقة الشماليين ) . وقد حان وقت القصاص . واختلط الحابل بالنابل . وأحاطت القبائل الهائجة بالقصر الرئاسي . واتفق المتمردون ان يكون اغتيال الريس سلفاكير من عصبة مكونة من كل القبائل المتمردة . حتي ينال كل قبيلة متمردة قسطأ من هذا الشرف العظيم ! واتفقوا ان يكون الاغتيال عشية سفر الريس الي كمبالا . الخاتمة تذكر الريس سلفاكير ايام الجلابة السمحة . وايام الخرطوم الجميلة . وتذكر سماحة وطيبة الرئيس البشير , ووداعة وطلاوة النائب علي عثمان محمد طه . وتذكر قصره المنيف في الخرطوم . وتذكر اصحابه الكرام : السيد الامام , مولانا الميرغني , الشيخ الترابي , الاستاذ نقد , وبقية العصبة الحبيبة . وطفق يدندن : لن ننسي اياماً خلت ............. لن ننسي ذكراها .... سمعت المدام الريس وهو يدندن في نومه ! فايقظته خوفاً من ان يكون فريسة لكابوس غليظ .