حث يوم الجمعة عضوان كبيران في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي زعماء جنوب السودان على وقف العنف الذي يهدد بالتحول الى حرب اهلية في بلد يحصل على مليارات الدولارات من اموال دافعي الضرائب الامريكيين. وفي رسائل حصلت رويترز على نسخ منها كتب العضوان الديمقراطيان روبرت مينينديز رئيس اللجنة وكريس كونز رئيس لجنة افريقيا الفرعية لسلفا كير رئيس جنوب السودان والى ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان سابقا ابديا فيها قلقهما العميق بشأن الاضطرابات. واندلع قتال منذ منتصف ديسمبر كانون الاول وغالبا على اساس خطوط عريقة بين قوات كير ومتمردين موالين لمشار مما اثار مخاوف من امكان ان يصبح ذلك البلد المصدر للنفط الدولة التالية الفاشلة في افريقيا. وقتل مالايقل عن الف شخص مع اشارة بعض التقديرات الى عدد اعلى يبلغ عشرة الاف كما شرد مايزيد عن 200 الف اخرين. وهبطت صادرات النفط المهمة لاقتصاد جنوب السودان مما زاد من عدم استقرار المنطقة. وقال مينينديز وكونز لكير"بوصفنا صديقين منذ فترة طويلة لجنوب السودان فعلينا ان نبدي اولا قلقنا العميق لكم كرئيس (جنوب السودان) على امل ان تفعل كل مافي وسعك لوقف القتال فورا." وحث الرجلان كل الاطراف على الموافقة على وقف فوري لاطلاق النار دون شروط مسبقة . وطالبا كير ايضا بالافراج عن المعتقلين السياسيين للسماح لهم بالمشاركة في مفاوضات السلام. ودعيا الى حوار اكثر شمولا وشفافية بالاضافة الى وقف اي مضايقات لموظفي الاغاثة وابديا قلقهما من انتهاكات حقوق الانسان. وقالا لمشار "اننا نتابع عن كثب انتهاكات حقوق الانسان والاعمال الوحشية المحتملة ضد المدنيين الابرياء والتي يرتكبها اي طرف وكل الاطراف. نحثكم بقوة على المطالبة بضبط النفس." وانفقت واشنطن مليارات الدولارات والتي يقدرها مساعدون بالكونجرس بنحو 600 مليون دولار سنويا للمساعدة في بناء تلك الدولة الناشئة بما في ذلك السماح ببيع اسلحة لحكومتها وتوفير التدريب الامني لقواتها المسلحة. وعلى عكس دول افريقية كثيرة يحظى جنوب السودان باهتمام قوي من جانب مجموعة واسعة من النواب الامريكيين الذين ايدوا حملة جنوب السودان الذي تقطنه اغلبية مسيحية وافريقية للانفصال عن السودان الذي يهيمن عليه المسلمون والعرب وانشاء احدث دولة في العالم قبل ثلاث سنوات. ولكن بعض اعضاء الكونجرس ابدوا احباطهم الشديد ازاء موجة العنف وتساءل العديد منهم عما اذا كان من الملائم للولايات المتحدة تقليص المساعدات او فرض عقوبات على المسؤولين عن العنف. ودعا مينينديز الى عقد لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ جلسة الاسبوع الماضي لسؤال المسؤولين والنشطين الامريكيين عن هذه الازمة. وعقدت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب جلسة مماثلة الاسبوع الماضي