الناظر الى خارطة وحالة المغترب السوداني بالمقارنة الى حالة المغترب التشادي والاريتري رغم ظروف الدولتين الاخيرتين بالاضافة الى حالة المغترب الفلبيني حاله كونه من دول قارة اسيا ، نجد ان المغترب السوداني(شايل هم الدنيا فوق راسه) فالحكومة هم بالاضافة الى اسرته في السودان هم آخر،فالحكومة تنظر اليه او تنتظره بفارق الصبر من اجل ان يدر اليها عملات صعبة بجانب اسرته التي تنتظره من اجل اعالتها،فالهم اكبر والظروف اقسى، لذا نجد ان المغترب السوداني يطول به المقام في ارض الاغتراب بل يختفي من الوجود، وان الآمال التي يحملها منذ خروجه من الوطن تكون(طارت)أو انتهت،او لم يعد لها اي مكان والتي في اغلبها الزواج وبناء بيت منفصل وشراء سيارة وانشاء مشروع تجاري( نقاطه) ولكن كل هذه الاماني تكون انتهت في تلك المعركة دون رجعة،اما دور الحكومة في تلك المعركة فاكبر تعتبره(البقره الحلوب)،مع العلم ان الحكومة لاتعطى للمغترب السوداني(غير سجم خشمه) بل تجعله يلهث من شده العطش ليس يكاد يموت بل (يموت)،وتتركه في العراء تأكله السباع،وما أكثر تلك القصص امامك اخي القاريء الكريم،كما ان المغترب السوداني يعيش في عزله تامة عند حضوره الى الوطن نهائي(خروج نهائي)إذ يصطدم بواقع قاسي ومرير من جوانب عدة لم تكن في الحسبان،جبايات حكومية متتالية (ما أنزل بها من سلطان)،مجتمع نظرته معيبه وقاسية لهذا المغترب ويعتبره الاخرون بانه لم يستفيد من غربته خاصة إذا كان الاخير ذو انتاجية ضعيفه ولم يحقق اي مشاريع حيوية على ارض الواقع في بلاده ابسطها كما اسلفت الذكر(بناء منزل منفصل لاسرته) كل هذه المواضيع تقع وبالاَ عليه، لذا نجده يعيش ويتعايش مع نفسه مهزوماَ امام المجتمع الى يلاقي ربه،هذا اخي القاريء الكريم هو جزء من مسلسل ضخم لايمكن استيعابه لحياة انسان اغترب من اجل اماني واهداف(طارت اوتبخرت) بسبب سوء الادارة السلطوية في بلاده،لذا نجد كثيرا من السودانين اختاروا جنسيات اخرى بدلاَ من الجنسية السودانية ناهيك عن دول العالم الاول والثاني التي يعيش فيها المهاجرين السودانيين بجنسيات مزدوجة. فلناتي الى المقارنة القاسية والتي يعتبرها المغترب السوداني انه يدفع ولا يجد مقابل اطلاقاً سواء لاسرته التي يقوم باعالتها وهذا حق شرعي أو المجتمع الآخر، ففي دولة تشاد التي تعيش على فتات دولة فرنسا وغيرها من الدول الغنية الناطقة بالفرنسية نجد ان المغترب التشادي في وضع افضل من المغترب السوداني بمئات المرات حيث ان الجواز التشادي مدته خمس سنوات ويجدد دون اي التزامات أو بمسميات زاهية وبراقة(ضرائب وزكاة ودمغة الشهيد والقناة القومية وشريان الشمال وغيره)كما هو الحال بالسودان، اما مبلغ التجديد هو(100)مائة ريال اما استخراج جواز جديد بمدة مماثلة 300 ريال(ثلاثمائة ريال)،ورغم تلك الحاله نجد ان المغترب التشادي افضل من المغترب السوداني حيث نجد الاول يحمل في جواه آمال عظيمة وهو يستعد ويحمل حقائبه من الدول العربية مهاجراَ الى استرالياوفرنسا وهو يعتبر اقامته بالدول العربية مؤقته،اما المغترب السوداني يعود كما اغترب الى بلاده وهو يحمل الهم والغم وكانه لم يعمل اي شيء ، اما بالنسبة للمقارنة مع المغترب الارتري يماثل وضع المغترب التشادي بل افضل بكثير حاله كون هذه الدولة الوليده والتي اغلب مواطنيها مهاجرين في اوربا واستراليا يعني اقتصاد هذه الدولة يعتمد بطريقه او اخرى على رؤس الاموال الوافده من مغتربيها ، لذا نجد هناك تثمين عليهم وتفضيل لهم في كثير من المعاملات. اما إذا ذهبنا بعيداَ الى المغترب الفلبيني نجد انه يعيش في وضع افضل من التشادي والارتري والسوداني حيث ان العملات الاجنبية التي يدفعها لاهله جميعها تدفع عن طريق البنوك وتعتبر مورداَ اساسياَ للدولة ، لذا نجده معفي جمركياَ من جميع الادوات الكهربائية والاغراض الاخرى التي يرسلها الى اهله في الفلبين ماعدا السيارة فوضعها آخر،كما ان الجواز الفلبيني مدته خمس سنوات ويدفع فقط (300 ريال) ثلاثمائة ريال فقط، هذا ما اردت ايضاحه للقاريء الكريم وله الحكم.