في البدء نتقدم بالتهنئة الحارة لأسرة الدكتور الفاضل عمر محمد عبدالله الحاج بمناسبة نيل ابنهم درجة الدكتوراه في الطب الجزيئي للعام 2014، والتهنئة موصولة لهيئة الطاقة الذرية السودانية وللسفارة السودانية بإسلام آباد وما قامت به من تعاون طيلة البعثة الدراسية ولكل الطلاب السودانيين الدارسين في باكستان. البحث يسهم في تطوير دواء جديد لمنع لفظ الأنسجة المزروعة بواسطة الجهاز المناعي توصل الباحث إلى اكتشاف( 3 ) مركبات لها القدرة علي تجميد نشاط الخلايا المناعية دون قتلها كما تمكّن الباحث من معرفة آلية عمل المركبات داخل الخلية النشأة والتعليم: ولد الدكتور عمر محمد عبدالله الحاج ، بمدينة أمدرمان وتلقى تعليمه الأولي بمدينة القضارف ثم درس الكيمياء الحيوية في جامعة الإسكندرية والماجستير في جامعة الخرطوم والدكتوراه من مركز د. بنجواني للطب الجزيئي وأبحاث الدواء بالمركز الدولي لعلوم الكيمياء والبيولوجيا وتحت إشراف الدكتور محمد أحمد مسيك. حيث استطاع في فترة وجيزة أن يجرى الكثير من البحوث العلمية القيمة والتي تم نشر (13) بحثاً منها في مجلات عالمية ذات مستوي عالي، وذلك بفضل الإمكانيات العلمية والتقنية المتوفرة بالمركز. التعريف بالطب الجزيئي: الطب الجزيئي هو حقل واسع، تستخدم فيه التقنيات الطبية و الفيزيائية والكيميائية و البيولوجية لوصف التراكيب الكيميائية للجزيئات البيولوجية والآليات التي تعمل بها هذه الجزيئات في الجسم. وكما يعمل على تحديد الأخطاء الجزيئية والجينية الأساسية للأمراض، وتطوير التدخلات الجزيئية لتصحيح هذه الاخطاء. ويركز علي التغيرات التي تحدث للمريض علي مستوي الخلية والجزيئيات بدلاً من التركيز علي الملاحظات والمتغيرات التي تطرأ على المرضى وأعضاءهم. أو بمعنى آخر فالطب الجزيئي يعتبر مجال علمي جديد يجمع بين الدراسات الطبية المعاصرة مع مجال الكيمياء الحيوية ، فإنه يمثّل جسراً بين المجالين. في الوقت الحاضر عدد قليل من الجامعات على مستوى العالم تدرس هذه المادة على مستوى طلاب الباكالريوس وقليل منها التي تمنح درجة الدكتوراه. ومما يجدر ذكره فأنه بمجرد الحصول على الدراسات العليا في هذا المجال يكون بمقدور الباحث ممارسة عمله بكفاءة في مجال العلوم الطبية والبحث العلمي و العمل المخبري و الطبي وكما يمكنه أن يسهم في تأهيل طلاب درجات الدراسات العليا في هذا المجال. موضوع الرسالة: تناول البحث اشكالية زراعة الأنسجة ومحاولة البحث عن عقار يمكن معه اجراء نقلها دون أن يتم لفظها بواسطة الجهاز المناعي للشخص المستفيد. ويسمى مجال الدراسة علم المناعة الجزيئية (Molecular Immunology). في هذه الدراسة العلمية تم اختبار عدد كبير من مركبات كيميائية مستخلصة من نباتات طبية وأخري مصنعة بواسطة مجموعات باحثين كيميائيين في المركز العالمي للعلوم الكيميائية والبيولوجية- في جامعة كراتشي. حيث تم اختبار هذه المركبات الكيميائية على مستوي الخلايا المناعية المتسببة في لفظ الأعضاء المزروعة (T-lymphocytes) واختبارها على مستويات عديدة من الجزيئات داخل تلك الخلايا والتي تلعب أدواراً أساسية في نشاط تلك الخلايا. وعليه وجد الباحث أن حوالي 100 مركباً لها القدرة علي تثبيط انقسام الخلايا اللمفاوية (T-lymphocytes) في المسح الأولي والذي شمل 800 مركباً. وبما أن هذه الخلايا تعمل من خلال نظام دقيق يضم جزيئات كيميائية كثيرة، بعضها يعمل كمحفزات للانقسام وبعضها يعمل لنقل الإشارات إلى داخل نواة الخلية من خلال سلسلة من التفاعلات. وبذا فقد قرر الباحث أن يختبر تأثير المركبات المائة على هذه الجزيئات كل على حدة، وتوصل إلى اكتشاف 3 مركبات لها القدرة علي تجميد نشاط الخلايا المناعية دون قتلها كما تمكّن من معرفة ميكانيكية عمل هذه المركبات داخل الخلية، حيث وجد أنها تمنع تنشيط الجزيئات المسؤولة عن نقل الإشارات لنواة الخلايا ومن ثَم ايقاف نشاطها. خبرات عملية: * يعمل الدكتور عمر [حالياً] مديراً لمعهد التطبيقات النووية بهيئة الطاقة الذرية السودانية- بالخرطوم - عمل محاضراً متعاوناً بالجامعات السودانية التالية: - جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا- 2001-2002 - كلية علوم التقانة- 2003-2004م - جامعة الأحفاد- 2000-2002م - جامعة الفاشر- 2002-2004م - جامعة النيلين- 2000-2002م - جامعة الزعيم الأزهري- 1999-2000م - كما تعاون مع مركز بنجواني في تدريس كورس الكيمياء الحيوية لطلاب الدكتوراه-2012م وفي الختام نتمنى لبلادنا مزيداً من التطور للباحثين والطلاب السودانيين بالتقدم أينما كانوا وحلوا.