كم إحتفيت بحروفك التي ختمتها بإعتذار شفيف ومؤسس. .إجتفائي بثقافة الإعتذارو سمو أدب الإختلاف.....إحتفائي بأدب التواضع وإحترام الآخر وتقديرا ا لروح الجماعه والإنفتاح نحو التشاور ما أغرب زماننا الذي أصبحنا نحتفي بما هو طبيعي ويفترض أن يكون ديدننا وسلوكنا اليومي. فكما إحتفى شعبنا بالراعي الأمين وكرمته الدوله وفتحت له أبواب السفاره ولسان حالها يقول مع إفسادنا وجبروتنا حمدلله هناك من لم يتلوث بنا بعد. لكن إحتفائي له أبعاد أخري .......فلا أنكر الجانب الشخصي وإحساسي بأن نظرتي لم تخب وثقتي في من كانت معادنهم أصيله لم تزدهم نيران الإنقاذ إلا بريقا ولمعانا وفوق ذاك هي رسالةإحتفاء عامه تبني جسور الثقه وتمسح أدران القلق التي عشعشت في بعض العقول وساهمت الإنقاذ في تزكيتها بأن رسالة قوى الهامس هي رسالة إفصائيه ترفض التمازج والإندماج وتسعى لزرع الفرقة والشتات. لقد إختلفنا مع طرحك الذي إصطبغ بلون سياسي ونزعم إن تحفظنا لم يكن لفهم مغلوط لا يفصل بين الخاص والعام . وحاشا أن يكون هناك من كان يتوهم أنك ستترك ردائك السياسي حالما تقلدت رئاسة الجاليه فليس بجلبابا يخلع.وحاشا أن نتوقع منك أن لا تطرح أرائك الخاصه في المنابر ودواخل المواعين التي تستوعبك. ولكن وانت سيد العارفين فإنك تعلم لكل مقام مقال ففي جو مشبع بالتشرذم يسطر على الأجواء شبهة التسييس والسيطره يصبح من المنطق أن نبعد من مناطق الشبهات وإن كنا على حق حتى لا نرسل رسالة سالبه تعمق التشرذم وتزيد الإستقطاب.لذا لم أستغرب عندما رد علي أحد القراء بان خطابي هو رد فعل الجلابه المتخوف من زحف قوى الهامش. ذكرت إنك ترى الفوز هو لمشروع الهامش على مشروع الإنقاذ وأعتقد إن الأزمه ليس في خطأ التحليل( ليس هنا مجال طرح رؤيتي في مفهوم الهامش والمركز) فقط........... بل التحفظ الأكبر هو هذا الإستقطاب الحاد الذي جعل لكل من له موقف سياسي يختلف مع مفهوم قوى الهامش أصبح من الخاسرين ومنضما بكل تعسف لقبيلة الإنقاذ وكما تعلم هذا يجافي الواقع والمنطق.........ووكما تعلم مثلا ان الذين فازوا معك في مكتب الجاليه معروفه مواقفهم الأصيله ضد الإنقاذ ورؤاهم المتباينه في ذلك ولا يعني أنهم يمثلون رؤية الجبهه الثوريه . إنك ستجد في كارف مجتمعا طيبا متنوغا إكتوى من ظلم الإنقاذ يتفق معك في قيم المساواه وخلق مجتمع متمازج ومعافى وهذه قناعاتهم الخاصه او قناعة أحزابهم فهي قيما إنسانيه ليست حكرا للجبهه الثوريه كلنا نسعى لها ولتحقيقها فيصبح من التسييس أن نعلق عليها قالبا و شعارا محدد ونتجاوز عن ما سواه. أقرظ عليك في تثبيت إن إنعزال قوى الهامش لم يكن نتيجة لتعالي أو تهميشا من لجان الجاليه وأسرتها. لقد ذكرت إن الحاجز النفسي قد زرعته الإنقاذ بفظائعها وجرائمها .......ولكن أسمح لي أن أختلف معك. لا جدال في أيادي الإنقاذ الملطخه بدماء شعبنا ولا بفكرها الجهوي والإقصائ الذي ندفع ثمنه اليوم رغم تباين مدى الظلم الواقع علينا أفرادا كنا أم قبائل وجماعات. لقد قننت الإنقاذ للفكر العنصري ورعته غرسا حتى إشتد عوده ولكن قطع هذه الشجره لن يزيل العنصريه والجهويه بدون الوصول لجذورها وفلعها وحرق كل بذورها المتناثره. هذه الجذور الموجوده في ثقافة المركز الذى يرى الوطن متجسدا في أواسطه وتضعف مشاعر الإنتماء نحو أطرافه وأجزائه الأخرى جذوره الممتده في نعرة إثنيه ترى الجذور العرقيه فتفضل فصيل على الآخر ترتفع فيه أسهم الدم العربي ويتراجع الدم الأفريقي. جذوره في التعميم السايكولوجي والإجتماعي الذي يوسم كل فصيل بسمات وصفات سالبه ويزين نفسه بقيم النقاء الأخلاقي والعرقيز جذوره التي ترسبت وسط ثقافة الهامش التى ترى ثقافة المركز متجسده في كل من له جذور معينه فترى كل أهل الشمال جلابة فترى في الكل ملامح الطيب مصطفى وعبدالرحيم حمدي وكل قبائل الجعليين عمر البشير والشايقيه علي عثمان حتى أصبحت عند البعض أقرب للبارانويا الإجتماعيه التي تجعل البعض يرفض الآخرالمشرد معه في الشتات و المظلوم من الإنقاذ والمضطهد منها والمعذب في نفس المرتبه مع عبدالرحيم محمد حسين.هذه النظره وتستحضرني مقولة عبدالخالق محجوب نحن أحفاد الزبير باشا ولكننا نسعى لبناء ثقافة تختلف معه و تتجاوزه ......... .ودوما نحن نقول نحن أبناء ثقافة المركز ولكننا نسعى لبناء تاريج جديد تذوب فيه هذه الثتائيه المتناحره لنبني الوطن الواحد المتمازج الأعراق الذي يمتد قوته من تنوعه وثراء قبائله بلا تعالي ولا دونيه فيا عزيزي معركتنا ليست ضد الإنقاذ وحدها صراعنا ضد هذا الإرث المتراكم صراعنا ضد أنفسنا صراعنا ا ضد هذه الجذورا البذور والترسبات الكامنه فينا نحارب المفاهيم السالبه ونرفض محاكمة الآخر إستنادا على فهم مشوه يتند على تنميطا فبليا أو عرقيا أو ثقافيا. نؤمن إن العنصريه داء لو لم نحسن التعامل معه لأصابتنا العنصريه المضاده لن نزيلها بالأماني والحروف الرنانه بل سنبنيها بالوعي....... ثم الوعي ممارسه وسلوكا وتمازجا يوميا....نؤمن فيه بأن الهدف واحد نخلق الأدوات نقوم بواجبنا في التغيير..... ونعمل فيها سويا نبني جسور التواصل ومرافئ الثقه. ووجودكم في الجاليه خطوه في الطريق الصحيح تجسيدا لهذا الحلم ونتمنى أن تكون ثماره نموذجا يحتذى مجتمعا تطهرنا فيه من ترسبات الماضي من سالب ثقافتنا ومن أثار الإنقاذ شيطان الإثم والعدوان.....لنقول للعالم هذا هو الوطن الذي نحلم به ولك الود