هنالك روايتان تفسران ماذا حدث.! الرواية الأولى والراجحة ان البشير ونائبة الجديد حسبو والخضر هم من جلبوا الجنجويد واشرفوا على قتل الشباب، وهذه غير مستبعدة لان من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً، ومعروف الدورالذي لعبه حسبو في جرائم دلرفور ومعلوم إعتراف البشير بقتل النفس. الرواية الأخرى تحمل المسؤولية لعلي عثمان ونافع وترى ان المصالح تقاطعت بينهما والبشير في سبتمبر لذلك تم الانقلاب عليهما باستخدام كتائب البشير واولاد شندي ، وعلى أي لقد نجحت ثورة سبتمبر المجيدة في إحداث هزة عنيفة في بنية النظام دعته للمراوغة وامتصاص الحماس بفرية الحوار والتغيير والتي استجاب لها اقطاب الاحزاب التقليدية في سقوط مهين لم يراعي حرمة الدماء التي سالت، فالحوار بعد القتل الذي حدث يعتبر خيانة سافرة لارواح الشهداء بكل المعايير. الآن وفي ظروف قاسية تعمل منظمات المجتمع السوداني في حصر الضحايا والمصابيين والمعتقليين بصدد تقديم الدعم للمصابين واسر الضحايا، وتشير الارقام المبدئية ان عدد القتلى تجاوز ال 150 وعدد المتأثرين والمصابين قد تجاوز الالف بقليل!! ان روح سبتمبر المجيدة لازالت متقدة في نفوس الشباب ، ولازالت دماء الشهداء رطبة في غرب الحارات وجميع أرجاء السودان، وما هي الا أيام وتنطلق الثورة مرة أخرى بعد تبخر الوعود الكاذبة واحلام الساسة في الظفر بنصيب من الفطيسة. لا يبنبغي ان يسيطر علينا الاحباط ولا الملل لان اصطفاف الباطل يحمل بشرى الأمل بالتغيير والسودان الجديد، ولن يكون هنالك فراغ فلنشد العزم ولنعزل كل المخذلين من الرجعية والمتراجعين ، وعظمة التغيير ان يكون سلمياً ومن قلب الخرطوم وان تكون اول استحقاقات التغيير القصاص من المجرمين. وعزاؤنا قول الله تعالى ( و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه و أعد له عذابا عظيما ) .