إن الحمل والولادة هو حالة طبيعية في حياة الكائنات الحية وخاصة البشر,ولكنها بالنسبة للإنسان تعتبر حدثاً خاصاً لها أثرها ودورها في حياة الأسرة والمجتمع.ورغم هذا يجب التأكيد علي أن كل حمل قد يتسم بحالات خطورة علي الصحة,وكل حامل تحتاج الي تعامل خاص لمنع هذا الخطر أو التقليل منه أو من أثاره.الأمومة الآمنة هي رعاية شاملة تتركز في خدمات دعم وتحسين الصحة (تغذية وبيئة صحية وإجتماعية مناسبة) والخدمات الوقائية والعلاجية للأمهات وتهدف بدرجة أساسية الي أن تنالها الأم خلال فترة الحمل والولادة والنفاس ورعاية الوليد حديث الولادة كحق من حقوق المرأة والوليد الصحية ومن أجل تقليل وفيات وأمراض الأمومة والطفولة و تتطلب في البداية العناية بالمرأة من مراحل الصغر ثم ما قبل الزواج حتي تكون قادرة جسمانياً وصحياً ونفسياً علي تحمل متاعب الحمل.والأمومة الآمنة هي من أهم أجندة برامج خدمات الصحة الإنجابية التي يتولاها صندوق الأممالمتحدة للسكان تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة وكذلك المنظمة العالمية للأمومة والطفولة والتي تتولي أمر عقد المؤتمرات الخاصة بالأمومة الآمنة للحد من وفيات الأمهات وتتلخص المشاكل والمعوقات والتي تواجه الأمومة الآمنة في السودان في نقص خدمات التوليد والتصدي للحالات الطارئة وخاصة في الريف والمناطق البعيدة من مراكز المدن,كما أن الإنجاب يتم في ظروف بدائية بمساعدة القابلات وغياب الكوادر المتخصصة بالإضافة لعدم توفر مراكز توليد متخصصة في كثير من المناطق.....لذا تأتي قضية الأمومة الآمنة في مقدمة المشاكل الصحية المرتبطة بالأمومة والطفولة في السودان وتحتاج للجهد الرسمي والشعبي الطوعي وذلك من خلال المساهمة في تخفيض معدل وفيات الأمهات والأطفال والأمراض التي تنتج عن الحمل والولادة..... كذلك تتطلب الجهود إعادة تأهيل وحدات الولادة في المستشفيات النسائية ومراكز التوليد وتوفير الأدوية والمعدات والأجهزة الطبية الخاصة بالتوليد بالإضافة الي وجود سيارات الإسعاف المتطورة التي من شأنها أن تؤمن نقل النساء الي مستشفيات مجهزة في حالة تعرضهن الي مضاعفات أثناء أو بعد الولادة ولكن الأمر المهم في تطوير وإنجاح برامج الأمومة الآمنة هو بناة قدرة الكادر الطبي والمساعد في حالات الولادة وذلك من خلال توفير برامج تدريبي متكامل النجاح في تحقيق أمومة آمنة في السودان يحتاج لتضافر الجهود الرسمية والشعبية حيث أن كبر الريف السوداني وإتساع أرضه ومعاناة المرأة في المناطق البعيدة والنائية يحتاج لوقفة صلبة يؤمن لها إستمرار الحياة ودرء مخاطر الحمل والإنجاب ومن ثم إنقاذ حياة الأطفال حديثي الولادة ونشير الي أن الدور الرسمي للدولة ممثل في وزارة الصحة سيستمر قاصر إذا أنه يعتمد علي الميزانيات الرسمية وعلي المساهمة الدولية من خلال المنظمات الصحية والعالمية والتي تعني بالمرأة والطفل...لذا الإسهامات الشعبية والطوعية المحلية مهمة جداً في هذا الجانب خاصة من النساء والذين يتفهمون قبل غيرهم خطورة وضرورة الإسهام في إيجاد مناخ وبيئة وإمكانيات تؤدي لوجود الأمومة الآمنة ونشيد بدور بعض المنظمات الوطنية والتي تعمل علي الإجتهاد في هذا المجال ونشير لجهود منظمة البر والتواصل والتي تقودها الأستاذة الفاضلة والمربية فاطمة الأمين عبدالله ,أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة أمدرمان الإسلامية والتي إستطاعت أن تحشد جهود المرأة وبعض النساء والمؤسسات مثل شركة زين وغيرها من الجهات الداعمة لتقديم خدماتها الإنسانية والتي تدعم بإستمرار مراكز الأمومة والطفولة وتسعي لإيصال الخدمات لجميع أجزاء السودان دون تمييز حيث أنشأت المنظمة عدداً من المستشفيات بمناطق شملت ولايات النيل الأبيض وشمال كردفان وولايات دارفور وشرق السودان وكان أخر إنجازات هذه المنظمة في هذا المجال مستشفي بمنطقة كاتشا بمحلية البرام بولاية جنوب كردفان والذي بلغت تكلفته 2 مليون جنيه سوداني...نتمني أن يستمر هذا العطاء من هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الوطنية العاملة في هذا الجانب كما نأمل في مساهمة الخيرين لدعم هذا الجانب حتي نستطيع أن نجنب النساء والأطفال الهلاك والمرض وحتي نحقق أمومة آمنة تحفظ لنا الحياة ونتمني أن نري قريباً في كل مدينة وقرية مراكز تعني وبشكل متخصص في مجال الأمومة والطفولة والصحة الإنجابية tayseer marawe [[email protected]]