ندوة الشيوعي    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خواطر سودانية (4) ... بقلم : أحمد جبريل علي مرعي
نشر في سودانيل يوم 10 - 02 - 2009

وإن غدا لناظرة قريبعند النظر إلى الوضع الحالي في السودان يصاب المرء بيأس وقنوط ويسأل الله أن يقيل عثرات هذا الوطن الذي شقت بطنه مرافعين كثيرة عذرا أقصد أحزابا كثيرة ضبلانه وهازلة على مدى الخمسين عاما الماضية وأقعدته عن المسير والتطور والنماء. رأينا ما فيه الكفاية من مهازل علي مسرح الأحداث السياسية التي بدأت بمايو وعسكره وشرازم القوميين العرب والإشتراكيين والشيوعيين والناصريين الذين بدأوا من أقصى اليسار (سايرين سايرين في طريق لينين) وانتهوا إلى أقصى اليمين مع الدراويش والذكر في حلقات النوبة وإغلاق البارات وأماكن الدعارة العامة والحكومة الرشيدة والعدالة الناجزة والإتحاد الإشتراكي وهلمجرا. بدأ المايويون مرحلة الإنحطاط الشامل في كل شيء: إنحطاط الأدب من أغان هابطة ومغنيات هابطات ورقص خليع علي التلفزيون الرسمي والطلائع والكتائب وقلة الأدب ومناهج تعليمية وسلم سداسى مسخرة. وخرج إلى الوجود جيل أسميناه ( جيل مايو) وهو كل من حضر مايو وهو طفل ما بين الخامسة والعاشرة وهم الموجودون حاليا في كل دواوين الحكومة ويحكمون السودان فعليا. جيل أضاعته مايو ( أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة ولقاء ثغر). فلم ترعاه الرعاية المطلوبة ولم تزوده بالعلم المحترم( إلا من رحم الله). عانينا كذلك إنقطاع الكهربا وانقطاع المياه وومعاناة إنتظارها حتى الساعات الأولى من الفجر ونحن نربط أقدامنا على الحنفية وننام على ذلك الحال ونصحوا لنملأ البراميل عندما يصل الماء في المواسير ويصب علي أقدامنا . ومعاناة صفوف البنزين والمبيت بمحطات البنزين وندرة السلع والدواء الخ.........ولأول مرة في تاريخ السودان تسن سنة قتل المئات من السودانيين بحجة الرجعية. فكان الهجوم على الجزيرة أبا وقتل الأنصار والهجوم علي حي (ود نوباوي) والإستعانة بجهات خارجية لقصف المواطنين السودانيين بطائرات حديثة. وإرسال مجموعات من السودانيين الي مصر وإيران لتتعلم المخازي وكيفية تعذيب السودانيين في السجون. فكان صلاح نصر هو مثالهم و زبانية السافاك هم الرواد في نظرهم. وإنتهت المسيرة في آخر أعوامها بالهروب العظيم للسودانيين. ولأول مرة في تاريخ السودان يغادر السودانيون السودان زرافات ووحدانا هائمين علي وجوههم. المؤسف أن كبار أساتذة الجامعات شاركوا في مسيرة مايو ودعموها وكانوا سبة الدهر. فلم يحترموا علمهم ولا عقولهم وباعوا أنفسهم بثمن بخس. ومنذ ذلك الحين ظلوا يلهثون وراء كل إنقلاب عله يحقق مقااصدهم الدنيئة وانحدروا بمكانة العالم وأصبحوا متسولين. لم يكن الوطن يوما هما من همومهم. كانوا بمنتهى الأنانية وشمتوا العسكر فيهم (من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام.) حكومة الديمقراطية الثالثةتلت مايو حكومة الديمقراطية الثالثة والتي كانت مهزلة في الأداء والخدمات واستغلت خواء الخزينة العامة التي لم يترك فيها ثور مايو خزفا في المستودع إلا حطمه. وبتلك الحجة وحجج واهية أخرى تسنم الحزبان الكبيران السلطة وبدءا مسرحيتهما الهزيلة . ورأينا ألوانا من العذاب في المعيشة واستمر نهر الهروب العظيم في تدفقه إلى بقاع الأرض المختلفه والحزبان الكبيران مشغولان بحل الحكومات وتأليفها بلا جدوى. ودخل في اللعبة الحزب الثالث الجبهة الإسلامية، تلك الحرباء التي خرجت من رحم الأخوان المسلمين وأصبحت جبهة الميثاق الإسلامي في الستينات من القرن الماضي ثم الجبهة الإسلامية والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي. ولا ندري ماذا سيحدث لها في مقبل الأيام. ونرجو ألا تتحول إلى فيل يأكل الأخضر واليابس بعدما رأينا هذه الأرنب وقد قضت قضاءا مبرما علي كل ما في السودان واحتكرته لنفسها خلال عقدين من الزمان . وكما يقول المثل الأفريقي: (عندما يتقاتل فيلان يعاني العشب). ولقد عانينا صنوفا من العذاب وكنا العشب الذي داست عليه الأفيال. كثرة الطباخين تفسد الطبخةولقد أفسدت الأحزاب الثلاثة الطبخة تماما وفاحت. وقبل أن يقدموها للشعب السوداني المسكين قفز العسكر مستترين تحت عباءة الجبهة الإسلامية وأوقفوا المهزلة ورحب بهم أهل السودان الذين كانوا مستعدين نفسيا لإستقبال إي نظام إلا تلك الحكومة .واستبشرنا خيرا بمجىء حزب سيحكم شرع الله فينا بعد دياجير الظلام والتوهان والنظريات الفارغة. إلا الكذبيفعل المسلم كل شيء إلا الكذب ، ولكن وللأسف بدأ الإسلاميون عهدهم بكذبة فدخل كبيرهم سجن كوبر طوعا وأنكروا أي يد لهم في الإنقلاب. وكانت ستكون (تقية) حسنة لو أنهم أحسنوا الأداء فيما بعد. استهلوا عهدهم بالصالح العام (الفساد ) العام الذي جدد روافد الهروب العظيم ثانية. فكان صياح السودانيين (أنج سعد فقد هلك سعيد). غربة مفتوحةكانت الغربة فيما مضى يعرفها النوبه في الشمال فقط ، فهم روادها في الوطن العربي وخلافه في أرض الله الواسعة وهم أخبر الناس بها. لكن في مايو كان (الأعمى شايل الكسيح) هاربين إلى ديار لا يعروفون عنها شيئا. ولأول مرة تعرف الأسر السودانية الهجرة للعيش وهم الذين كانوا يقولون (مافي زول مات من الجوع) . وضاقت بنا الأرض بما رحبت وولينا مدبرين طلبا للرزق. وكانت ورطة الغربة التي لم يستطع أحد الخروج منها حتى الآن ولا أحد يعرف كيف يختمها وظل معظم المغتربين يسألون الله العافية وحسن الخاتمة . وتطلع من بيتك حزين تلقي الفرح وين؟؟؟؟مات كثير من الناس قهرا داخل السودان وخرج آخرون صاغرين أذلاء إلى بلاد في أول سلم الحضارة وبدأوا سنة أولى حضارة من جديد مع أناس لا يحترمونهم ولم تشذبهم الحضارة بعد وتحملوا الغلظة والجلافة وسوء المعاملة ومر العيش من أجل أبنائهم. وكانوا يقاتلون من أجل قبول أبنائهم في المدارس وإن كان هو حق كفلته تلك الكارثة المسماة (جامعة الدول العربية) إلا أنه لم يسمن ولم يغن من جوع . ويقاتلون في إنتقال أبنائهم من مرحلة إلى مرحلة ويتحملون الإزدراء والمقت والبعض الواضح من قوم لا يكنون لهم أي إحترام وكيف لا وهم قد لفظتهم بلدانهم غير آسفة عليهم. وتجرع السودانيون الذل وغصت حلوقهم به ولكن ما من مغيث. ولأول مرة يعرف السودانيون التفرقة العنصرية مما حدا ببعضهم الذين كانوا يظنون أنهم عربا أقحاح ويستأسدون علي غيرهم سابقا في السودان لأن يكفروا بالعروبة وتنجلى تلك الغشاوة الكاذبة التي لم يكونوا يرونها عندما كانوا معززين مكرمين في السودان قبل الهجرة. وأصبح السوداني مجرد (زول) تنطق بإستهانة كبيرة. وتجرعوا من نفس كأس الإستعلاء العرقي التي سقوا بها أقواما في السودان. ( وإن أنت لم تشرب مرارا علي القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه.) اضطر السودانيون لمعايشة قوم قريبي عهد بمجتمع السادة والعبيد. فمجتمعهم مصنف حسب القبائل والمهن والمكانة الإجتماعية ولون البشرة . قوم لم تهب عليهم رياح الحضارة ولم يقر الدين في قلوبهم وما بين غمضة عين وإنتباهتها وجدوا أنفسهم أثرياء فأصبحوا لكعا فشقوا وأشقوا الناس من حولهم. وحتي رجال الدين منهم حاولوا فرض مذهبهم علي الوافدين عليهم واستخدموا في ذلك السلطة وكأنهم لم يقرأوا قول الله سبحانه وتعالي (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..) وكانت النتيجة بغض الناس لهم ولمذهبهم وارتداد الناس الى السيئ من أفعالهم نكاية بهؤلاء القوم الذين تسببوا مرات عدة في إحراج دولتهم مع المجتمعات المتقدمة وسببا في استهدافهم من قبل منظمة حقوق الإنسان الدولية. أساءوا معاملة الخادمات والسائقين والوافدين عليهم وساموهم الخسف والهوان وفضحوا العالم الإسلامي الذي وصم بأنه يفتقر إلى حقوق الإنسان التي أقرها الإسلام قبل ألف واربعمائة عام. وعرف السودانيون المذلة والهوان في أوقات أخرى عند الكوارث عندما كانت دول العالم الأول تبحث عن مواطنيها وترتب لهم الخروج من أماكن الإضطرابات وتؤمن خروجهم. كان السودانيون وبعض الجنسيات الأخرى المتعوسة هم الأراذل والأوشاب. فلا سفارة تسأل عنهم ولا يحزنون. ورأي السودانيون صنوف المهانة في سجون المتخلفين ولا حياة لمن تنادي ولا أحد يسأل عنهم إلا الجمعيات الخيرية القبلية وجمعيات المدن التي أنشأوها في الغربة. فسفاراتنا بالخارج معنية بحلب البقرة الحلوب (المغتربين) فقط وليس بالحفاظ عليها. فسفارات مثل سفارة الفلبين خصصت مستشارا قانونيا لرعاياها يلجأون إليه في كل إشكالاتهم ولكنا لم نجد من يسأل عنا. كان عزاء السودانيين في جمعياتهم القبلية والخيرية وإلتفافهم حول بعضهم وتآزرهم وتكاتفهم ولولاه لهلك الكثير منهم غما وكمدا. وبرغم ذلك لم يبخلوا علي وطنهم طوال سني الغربة وقدموا الكثيروجهدوا لتطوير بعض المرافق فيها من حر مالهم وكانوا الدعم الأساسي لأسرهم في السودان مما خفف عن أهاليهم وطأة العيش. إحترام المرء من إحترام دولتهأما إذا كانت الدولة غير محترمة فلن تجد من يحترمك. وقصد سودانيون آخرون بلاد النصارى للحصول على جنسيات وجوازات سفر محترمة وهم الذين كانوا يتغنون (أبدا ما هنت ياسوداننا يوما علينا) ورضوا الدنية قسرا. وأضطر البعض لأخذ جوازات دول من العالم الثالث ولكنها ثرية وبعضها دول فقيرة كتشاد وأسقط جوازه الأخضر بحزن عميق. وتفرقنا أيدي سبأ. وأنفض السامر وبدأت مرحلة أجترار الذكريات!!!!!!المرحلة المقبلةلدى بعض الذين لم يفهموا الدرس- حتى الآن - آمال عراض في الإنتخابات القادمة ويأملون أن يتمخض الفأر فيلد فيلا وهيهات. فالأحزاب السودانية هي هي بنفس قادتها الذين سامونا الهوان نيف وخمسين عاما ولكل حزب شيخ حتى الشيوعيين فلهم شيخ - أطال الله عمره. فهؤلاء الشيوخ لن ينزلوا عن قمة الأحزاب إلا على الآله الحدباء - أطال الله أعمارهم. ولكن (كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما علي آلة حدباء محمول). فلو فاز هذا اللمم المسمى (حكومة وطنية) في الإنتخابات المقبلة فسوف نرى العجب العجاب ولو فازت أحزابنا التقليدية سنعود للمربع الأول وكأننا يا عمرو لا رحنا ولا جينا. أما مزق الأحزاب الصغيرة التي تسمي نفسها أحزابا - تجاوزا - فهي كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. ولا يؤمل عليها إلا مخبول. فماذا ستفعل مثل هذه الأحزاب (لمحمد أحمد) السوداني وماذا يتوقع منها؟؟؟؟؟وجه الشبه بين السودان وأمريكانحن أمة أشبه بالولايات المتحدة الأمريكية . فالسودان يحوي شعوبا وقبائل لا يعلم عددها إلا الله. تماما مثل أمريكا وكما يمكن أن يكون أي إنسان على وجه الأرض أمريكيا، يمكن أن يكون أي إنسان على وجه الأرض سودانيا . هذه الأمة (لحم راس) كما يقول السودانيون. استفادت أمريكا من هذه الشعوب التى أصبحت أمريكية ولا تزال سنويا تفتح أبوابها لإستقبال المزيد من البشر من كل إنحاء العالم. وفدت إلى أمريكا أمم معظمها من المؤهلين الذين صرفت عليهم أوطانهم في العالم الثالث وأهلتهم وكما يقول المثل (ربي ياخايبة للغايبة) - إي الأم تربي ابنها لعروسته الغائبة. انتهجت الولايات المتحدة سياسة الفدرالية والديمقراطية وفي خلال ما يزيد عن المئتي عام حكمت العالم. و هاهو رئيسها الجديد أوباما - وهو من الأقليات المسحوقة - قد وجد فرصته في تولى قيادتها. بلاشك لم تأت هذه النجاحات من فراغ. فلقد ناضل الأمريكيون طويلا والسود على وجه الخصوص حتي ينتقلوا من العبودية إلي الزعامة كما كان يحلم مارتن لوثر كنج . وقد أصبح حلمه حقيقة. ثالوث التنمية1. الفدرالية الفدرالية هي المفتاح السحري للتقدم والتطور والتنمية . ما ضر حكامنا منذ فجر الإستقلال لو تركوا السودان علي تقسيم المديريات التسع وجعلوها ولايات بدل هذا الكم الهائل من الولايات. فالبريطانيون قد قسموا السودان لتسع مديريات بعد دراسة. ولكنا قسمناه ترضيات وإلهاء وإشغالا للناس عن مقاصد أخرى. فهناك بعض الولايات التى لم تستطع حتى الآن القيام بمسئولياتها تجاه مواطنيها لافتقارها للموارد. لكن الأمل في الفترة المقبلة ربما يأتي مع الفدرالية التي ستقصر أيدى هؤلاء الأسياد والشيوخ أو تقطع أيديهم عن المناطق التي حملت السلاح أو لم تحمله بعد تطبيق الفدرالية. ولن يتساهل الذين حملوا السلاح ولن يفرطوا في مكاسبهم التي جاءت بالدم . وسيعود الكل إلي مناطقهم ليعمروها بالطريقة التي يرونها ولن يسمحوا بدخول عناصر من خارج مناطقهم مهما كانت وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. فلو صدق الظن وهدأ السودان لحين من الدهر وانهمك الناس في تحسين أحوال المواطنين فسنتلقى بعد حين لقاء الأصدقاء وقد
تنافسنا منافسة حرة في تطوير مناطقنا وبالتالي السودان. 2. العلمالعلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرفويشكل التعليم الركيزة الثانية في تطور البلاد. فإنشاء المزيد من المدارس النموذجية مثل وادي سيدنا وحنتوب وخورطقت والتي تضم طلابا من كل إنحاء الوطن هي الوسيلة الناجعة لتعميق الوطنية والولاء لتراب الوطن وإزالة العنصرية البغيضة والمحلية والجهل بالآخرين وتبخيس الناس أقدارها. فالصرف على العلم والتعليم هو الذي جعل أمريكا على ما هي عليه الآن. فإذا غاب ثالوث الحضارة : العلم المحترم والمعلم المحترم والقائد المحترم فلن تقوم لأي دولة قائمة. وهذا ما نفتقده في سوداننا الحبيب. فالمناهج تعلم حشفا ولا تربي أبدا. ووزارة التربية والتعليم بصورتها الحالية لا تربية فيها ولا تعليم. وهذا هو الفرق بيننا وبين العالم الأول. فالطالب في العالم الأول متعوب عليه. لذا يتخرج وهو واثق الخطى. على عكس خريج مدارسنا وجامعاتنا المهزوز في معلوماته وكل شييء. فالطالب شقي بمدرسته وذووه أشقياء به والمدرسة شقيه بمن فيها والوزارة شقيه بمدارسها والبلاد شقيه بهذا الشقاء. لقد استدارت هذه الحلقة الجهنمية من الشقاء بمن حوت وشقى الجميع. ومن غرائب الأمور أن السودان قد ذخر في الآونة الأخيرة بعدد هائل من حملة الدكتوراة. فلا تكاد تقلب حجرا إلا وتجد تحته دكتورا. وكما يقول أهلنا في دارفور (شنقلي طوباية تلقي دهباية) . المؤسف أن هذا المثل يحث على الزراعة وقلب الأرض والفلاحة وليس لهذا الجيش العرمرم من حملة الشهادات العلمية التي تدعو للشك!!!! 3. شبكة الطرقولو واصلنا بنفس الوتيرة الحالية في شق الطرق وربط السودان بشبكة كبيرة من الطرق فسنجني ثمار ذلك قريبا. فالسودانيون لا يعرفون بعضهم البعض والمثل يقول (المابتعرفه تجهله). فهذا الوطن القارة لا سبيل لإستغلال مواردة بدون الطرق ولا سبيل لأن يعمه الأمن إلا بالطرق فالحكومة الحاليةيحمد لها هذا الجهد في إنشاء شبكة الطرق. وهم على الأقل (بياكلوا وبيشتغلوا) عكس أحزابنا الكبيرة التي (تأكل ولا تعمل.) فهؤلاء اللوردات من الزعماء التقليديين يظنون أنما خلق الناس ليخدموهم. وهذه حقيقة. فقد قمنا منذ نعومة أظفارهم علي خدمتهم فكيف نتوقع أن يخدم السيد خادمه !!!!! كثرة المواردهذا الوطن العزيز من الله عليه بخيرات وموارد كثيرة جدا قل أن تجد مثلها في وطن واحد. فهناك المعادن: الذهب واليورانيوم والحديد والنحاس وغيرها. وهناك الموارد المائية الضخمة: النيل الأزرق والنيل الأبيض ونهر النيل العظيم. خلاف الروافد الأخرى. وهناك الثرو ة الحيوانية: الإبل والبقر والضأن والماعز والصيد البري .و هناك الثروة السمكية: في الأنهار والبحر الأحمر وبحيرة ناصر وقريبا بحيرة سد مروي. وهناك البترول: (الذهب الأسود). وهناك الموارد الزراعية: الذهب الأبيض (القطن) والمحاصيل الزراعية الأخرى التي لا تحصي. و (نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا). وإلى أن يحين موعد الإنتخابات سيكتب أمر الله في واحد من ثلاثة كما قال الشيخ فرح ود تكتوك حين أوقعه الحساد في مأزق ووشوا به للحاكم وقالوا بأنه قال سيعلم حتى الحمار في أربع سنوات .فرد على الحاكم قائلا بالإيجاب وقال بأنه سيفعل ذلك. وعندما خرج من عند الحاكم سأله الناس كيف تزعم ذلك. فقال: (خلال هذه الأربع سنوات سيكتب أمر الله في واحد من ثلاثة إما في الأمير أو ولد الحمير أو في عبدالله الفقير). وقد كتب أمر الله في الأمير الذي توفاه الله وكفى الله الشيخ فرح المشقة. ولا نملك أن نقول إلا كما قال الشاعر: (ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج.)

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.