الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبني والاستراتيجية الامريكية الجديدة ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 20 - 10 - 2009


[email protected]
حكاية
هذه حكاية من تلك الحكايات التي سارت بها الركبان وذابت في الوجدان والتراث . واصبح الناس يتناقلونها ويرددونها لتوضيح صورة من مشهد ، قد لا تكون واضحة كل الوضوح .
يحكي انه في سالف العصر والاوان , ان اشتري ادروب عربة بوكس جديدة لنج من الورقة . وفي اول مشوار له خارج قراش الشركة في كسلا ، وفي طريقه الي اروما ، انقلب البوكس الجديد عدة مرات وتهشم تهشيماً لا اصلاح بعده . وتكسرت ايادي وارجل وحوض ادروب وبضع شرائح من قفصه الصدري . وهو في هذه الحالة المزرية علي الطريق الترابي ، مرَ به عابر سبيل متطفل وسأله :
ادروب .... عوجات فيَ ؟
فرد ادروب وهو يئن :
عوجات كيهه . شوف فيَ ... نفس فيَ .
( ترجمة : ليس هنالك مشكلة . فانا اري واتنفس) .
هذه الحكاية تختزل حالة نظام الانقاذ مع الاستراتيجية الامريكية الجديدة , التي تمَ الاعلان عنها يوم الاثنين 19 اكتوبر 2009م .
سأل الناس نظام الانقاذ بعد اعلان الاستراتيجية ، فرد :
عوجات كيهه .... سلطة فيَ .. حكم فيَ ..
نعم رحبَ نظام الانقاذ بالاستراتيجية ، واضاف كلمة ( بتحفظ ) لدرء العين . رغم ان الاستراتيجية قد هشمت عربة بوكس الانقاذ الجديدة , وكسرت ايادي وارجل وحوض نظام الانقاذ . ولكنها ، وهذا مربط الفرس وبيت القصيد , لم تحتوي علي تدخل عسكري امريكي مباشر لتفكيك وازالة نظام الانقاذ .
نعم ... كان نظام الانقاذ يخشي من التدخل الامريكي العسكري المباشر لازاحته من السلطة . وعندما ايقن ان هذا الخطر غير موجود ، رحب بالاستراتيجية . رغم انها فعلت بنا وببلاد السودان الافاعيل وقذفت بنا في جحر ضب . والجايات اشد وانكي من الرايحات .
دعنا نستعرض بايجاز الاستراتيجية وتداعياتها .
الاستراتيجية
قدمت الدبيبة هيلري كلينتون الاستراتيجية . شارحة انها تحتوي علي ثلاثة اهداف رئيسية :
اولاً :
ايقاف الابادات الجماعية ( ضمن مصائب اخري) في دارفور.
اذن ادارة اوباما ، المتسلح بجائزة نوبل للسلام , تؤمن بان الابادات الجماعية مستمرة في دارفور . هذا امر جلل وتداعياته جد خطيرة علي بلاد السودان . كيف ؟ ولماذا ؟
قضاة محكمة الجنايات الدولية ينظرون هذه الايام في استئناف قدمه اوكامبو في يوليو الماضي لتضمين ثلاثة تهم ابادة جماعية في ملف امر قبض الرئيس البشير .
الاستراتيجية الامريكية تقر وتؤكد ( وهي صاحبة عيون زرقاء اليمامة , وصاحبة عيون الاقمار الصناعية , مع وجود مكثف علي ارض دارفور , من خلال منظماتها الطوعية التي تصرف كل سنة اقل بقليل من مليار دولار من الخزينة الامريكية , علي اغاثة لاجئ ونازحي دارفور) .... تقَر وتؤكد ( وهي العارفة ) باستمرار الابادات الجماعية في دارفور . سوف تلتقط قاضيات المحكمة , اللائي ينظرن حالياً في استئناف اوكامبو ( الداعي لتضمين تهمة الابادة الجماعية في ملف امر قبض الرئيس البشير ) , هذه الاشارة من القطب الاوحد , ذي الذراع الطويلة , والآذان العريضة , والعيون البصباصة , ولسان حالهن سوف يقول :
( نحن نسوان لاهاي ماممكن نعرف احسن من سيدنا الامريكاني الموجود في دارفور. )
واذا وافقن علي استئناف اوكامبو . وتم تضمين حتي تهمة واحدة من التهم الثلاثة الخاصة بالابادة الجماعية في ملف امر قبض الرئيس البشير ، فان العجاجة سوف تبدأ في الهببان . سوف يتم اعلان السودان دولة ابادة جماعية . وسوف تبدأ كلاب اللوبيات الصهيونية في واشنطون والاتحاد الاوروبي في النباح والخربشة والعض ... حتي يتم القبض علي الرئيس البشير واقتياده الي لاهاي .
هذه كلاب شرسة لن تترك لأوباما جنباً ينام عليه . وسوف تبتزه بجائزته . وسوف تذكره بالهولوكست . وسوف تهدده بان الرئيس البشير بصدد بدء هولوكوست ثاني لابادة اليهود . خصوصاً ومساعداته لحماس في ازدياد مضطرد , كما تؤكد زيارة الاستاذ خالد مشعل الاخيرة الي الخرطوم , وتبجحه بان حماس سوف تستمر في تهريب السلاح ( بمساعدة نظام الانقاذ) .
وسوف يبدأ اوباما في عمل اللازم , وبسرعة , الان وليس غدأ , حتي لا يدع فرصة للرئيس البشير للبدء في ابادة اليهود , في الهولوكست الثاني , كما اباد الدارفوريين من قبلهم ؟
هل نسيت , يا هذا , حكاية اسلحة الدمار الشامل في العراق التي سوف تبيد اليهود ؟ وصواريخ القسام الحمساوية التي سوف تبيد اليهود ؟ ومعمل تخصيب اليورانيم في سوريا الذي سوف يبيد اليهود ؟
اعلاه ... بعضاً من تداعيات الهدف الاول من اهداف الاستراتيجية .
دعنا نتناول الهدف الثاني .
ثانياً : تنفيذ اتفاقية السلام الشامل
ذكرت السيدة هيلري ان الهدف الثاني من الاستراتيجية هو مراقبة , والتأكد من التنفيذ الحرفي لاتفاقية السلام الشامل . وركزت حصريا علي استفتاء عام 2011م , وضرورة عقده في ميعاده , والالتزام بنتيجته . واسهبت في تفصيل احتمال انفصال الجنوب عن الشمال وتكوين دولة جديدة تعيش جنباً الي جنب مع دولة السودان القديم . ومرت مرور الكرام , وعلي استحياء , علي احتمال اختيار وحدة السودان في الاستفتاء .
ويجمع المراقبون علي ان الاستراتيجية سوف تصَر علي التزام نظام الانقاذ بتنفيذ بنود اعلان جوبا ( سبتمبر 2009م ) بخصوص الاستفتاء . وخصوصاً مبدأ ال 50% زائداً واحد لاعتماد الانفصال . واذا تمنع نظام الانقاذ وحرن , فسوف ترفع ادارة اوباما العصا الغليظة . التي هدد بها اوباما ووزيرة خارجيتة , بوضوح فيه كثير من الفضوح ..
كيف يرحب نظام الانقاذ باستراتيجية تهدد وحدة السودان وتعمل علي تفتيته ؟
دعنا نختم بالهدف الثالث من اهداف الاستراتيجية ونسبر تداعياته علي بلاد السودان.
ثالثاً : محاربة الارهاب
تلزم الاستراتيجية نظام الانقاذ بان لا يستمر في كونه بؤرة
للارهاب بل يتعاون في محاربته .
اصدر اوباما امراً رئاسياً بتحريم استعمال كلمات ( الحرب علي الارهاب ) في ادبيات السياسة الامريكية . اللهم الا مع نظام الانقاذ . الهدف الثالث سوف يكون هوابة وعصا غليظة ترفعها ادارة اوباما كلما هاج بها الشوق . وطبعاً كلمة ( الارهاب ) كلمة مطاطة . تشمل كل ما رحم ربي .
مثلاً : وكالة الاستخبارات الامريكية طلبت من جهاز الاستخبارات السودانية اعادة حبس شاب صومالي متهم بالارهاب . ولم يجد جهاز الاستخبارات السودانية اي دليل يؤكد ضلوع الصومالي في الارهاب . مما سوف تكون نتيجته براءته اذا تم تقديمه للمحاكمة . وتم اطلاق سراح الصومالي في الخرطوم .
ولكن بعد اعلان الاستراتيجية الامريكية ، قطعأ سوف يقوم جهاز الاستخبارات السودانية باعادة اعتقال الصومالي . ويتم حبسه , وربما تعذيبه , للاعتراف باشياء لا وجود لها .
بعد اعلان الاستراتيجية ، سوف يقول جهاز الاستخبارات السودانية ( شبيك لبيك....) لجهاز الاستخبارات الامريكية . خصوصأ وقد ابدي نظام الانقاذ حسن النية , بحركة استباقية لمحاربة الارهاب , باعتماد الباسبورت السوداني الجديد , للسفر الي اسرائيل . وسوف نري العجائب في مقبل الايام من غلوطية الارهاب .
والتعريف الامريكي للارهاب هو مساعدة حماس والكلام مع ايران والاشادة بحزب الله وموالاة سوريا . وأم الكبائر هي تكوين فرع للقاعدة في دارفور , حسب تصريح بعض الارهابيين السودانيين في الخرطوم , غداة أعلان محكمة الجنايات الدولية أمر قبض الرئيس البشير في الخامس من مارس المنصرم .
ابن العم
اما ابن العم , اوباما , فقد زاد الطين بلَة . ودلق مزيداً من الزيت علي النار. باعلانه بانه بصدد تشديد ( وليس استمرار) العقوبات علي السودان . وكذلك استمرار وضع السودان في لائحة الدول الداعمة للارهاب . كده حتة واحدة ودون تقديم السبت ليلقي الأحد ؟
اين الجزر يا ابن العم ؟
اين كلامك في القاهرة , واكرا , ونيويورك ؟ كلام الليل يمحوه النهار ؟ اين الدبلوماسية متعددة الاطراف ؟ اين الاحترام المتبادل ؟ اين الحوار ؟ اين اليد المبسوطة المفتوحة ؟ اين من عينيك هاتيك الليالي ؟
اسمع كلامك اصدق ، اشوف عمايلك استغرب ؟
هل اصبحنا نحن احفاد كسار قلم مكميل بهذا الضعف وهذه المهانة حتي يصدق فينا قول المتنبئ :
ما لجرح بميت إيلام ؟
واعوذ بالله؟
حمالة الحطب
الاستراتجية سوف توحد الخطاب الامريكي تجاه السودان . راقب الجنرال غرايشون بعد اعلان الاستراتيجية ! سوف تجده صوت صدي للخارجية الامريكية . هذه محمدة بعد تضارب التصريحات قبل اعلان الاستراتيجية . وقد اصبح واضحأ ان هيلري كلنتون هي التي سوف تفتح وتقفل حنفية السودان مستقبلأ ؟
ياحليل ايام وتصريحات الجنرال قريشن المتصالحة ؟
هيلري امراة شرسة . الم تنذر بمحو ايران من علي الخريطة , اذا هاجمت أسرائيل ؟ ألم تدعو للتدخل العسكري الامريكي المباشر في السودان ؟ الا تذكرك , يا هذا , بهند بنت عتبة , زوج ابي سفيان , اكلة الاكباد ؟ بل ربما بحمالة الحطب جميلة زوج ابي لهب ؟
الاستراتجية تعامل السودان كطفل . اذ تحتوي علي ملاحق سرية ( لم يتم الافصاح عنها ) تحتوي بدورها علي بعض الحلوي وكثيرأ من العصي . اين نحن من مبدأ اوباما الجديد المؤسس علي المصالح المشتركة , والاحترام المتبادل ومعاملة الند للند ؟ ثم كيف تقبل دولة تحترم نفسها ان تتم معاملة رئيسها معاملة الاجرب , لا بل المجذوم .
اراك تري ثلاثة قنابل موقوتة مدفونة تحت رمال السودان :
اولا : التفاعلات المستقبلية السالبة لملف أمر قبض الرئيس البشير , خصوصا اذا تم تضمينه تهمة الابادة الجماعية , سوف تكون بمثابة القنبلة الموقوتة الاكبر التي سوف تطرشق هذه الاستراتجية . ذلك ان نظام الانقاذ سوف يحرن ( تود ) عند العقبة , وخلف رئيسه ؟
ثانيأ : عدم قبول نظام الانقاذ للنسبة البسيطة لتحديد نتيجة استفتاء يناير 2011 قنبلة أخري سوف تفرتك مولد الاستراتجية .
ثالثأ : استمرار تعاون نظام الانقاذ مع حماس قنبلة ثالثة سوف تفجر الاستراتجية .
طرشقة الاستراتجية ترجمتها بعربي جوبا :
التدخل العسكري الامريكي المباشر في السودان !
اللهم الا اذا اتبعنا مبدأ وفلسفة ملك الملوك وأسمها :
الانبطاح والانبراشة والرووووووب يا عم سام !
هل لاحظت , يا هذا , كلاب فصائل دارفور المسلحة , وكلاب اللوبيات الصهيونية في واشنطون عند أعلان الاستراتجية ؟
الم ترها تهز في ذيولها فرحأ وتنطط ذات اليمين وذات الشمال ؟
اما كلاب الانقاذ فان تحمل عليها تلهث وأن تتركها تلهث ؟
توقيت الاعلان
سألت زميلي الامريكي مستغربأ : لماذا لم تؤجل ادارة اوباما بلورة والاعلان عن الاستراتجية لما بعد معرفة قرار محكمة الجنايات الدولية بخصوص استئناف اوكامبو الداعي لتضمين تهمة الابادة الجماعية في ملف أمر قبض الرئيس البشير ؟
كان رد زميلي الامريكي مقنعاً لي . اذ قال :
بل علي العكس تماماً . الدكتورة سمانتا باوزر , المسئولة عن اعداد الاستراتيجية , اسرعت بحث ادارة اوباما علي اعلان الاستراتيجية , قبل اعلان المحكمة , حتي تعطي اشارة للمحكمة بان الابادات الجماعية لاتزال مستمرة في دارفور . فيتم تضمين هكذا ابادات جماعية في ملف امر قبض الرئيس البشير . ويتم التعامل مع السودان علي اساس كونه دولة ابادية . ومع الرئيس البشير كونه ابادي . وتداعيات ذلك معروفة للكل .
لبني والاستراتيجية
سوف تقوي الاستراتيجية الامريكية الجديدة من عضد لبني وتعطيها ريحاً تحتها كريح المتنبئ تحملها يميناً وشمالاً .
ولا نلقي القول علي عواهنه فعند تخطيط برنامج لزيارة حمالة الحطب هيلري لعدة دول افريقية في اغسطس الماضي ، اقترح مساعدها للشؤون الافريقية اضافة اسم السودان ضمن الدول التي تشملها الزيارة ولكن ردت حمالة الحطب قائله :
( بتصرف)
( بري يايمه امشي السودان عشان يجلدوني زي لبني ؟ )
اما ميشيل ، زوجة اوباما ، فهي ترد علي الصحفيين الذين يسألونها
عن لبني قائلة :
ارجوكم ارجوكم لا تذكروني ب لبني . هذا موضوع يمرضني .
اما حمالة الحطب الثانية , السفيرة سوزان رايس ، فهي جن احمر عديل . وهي تنتظر قرار محكمة الجنايات الدولية بخصوص استئناف اوكامبو المذكور اعلاه . وبعدها لكل حادث حديث . وسوزان كانت خاتاه قرض مع الجنرال غرايشون , لانه متصالح مع نظام أبادي يهين النساء .
في هذا السياق يمكن الاشارة الي ان السفيرة سوزان قد ابدت تعاطفها ومساندتها لمبادرة لبني الجديدة ( لا ... لقمع النساء ) .
الجولة الثانية
انتهت الجولة الاولى من المعركة بأنتصار لبنى انتصارأ أخلاقيأ على قانون النظام العام . وبدأت الجولة الثانية .
فى هذه الجولة الثانية سوف تركز لبنى على استئناف ادانة المحكمة لها و , ( وهذا هو بيت القصيد ) , شطب المادة 152 من القانون الجنائى السودانى لعام 1991 والمواد الاخرى ذات الصلة فى قانون النظام العام لعام 1996 . هذا هو الهدف من المعركة التى تقودها لبنى لوقف قمع النساء . ضحت لبنى بوظيفتها المرموقة فى الامم المتحدة . كما ضحت بحياتها الناعمة الهادئة فى منزلها فى وسط الخرطوم . وتعيش الان كالمطاريد فى منزل بائس خارج الخرطوم , حتى تبعد بشخصها من عتاولة الانقاذ وفتواته الذين هددوها بالقتل والسحل .
كان يمكن ل لبنى ان تقتل هذه المشكلة فى المهد بأن ( تفتح شنطتها ) عندما تهجمت عليها وعلى صاحباتها شرطة النظام العام وهن ( داخل ) مطعم راقى فى وسط الخرطوم . ولكنها لم تفعل . وكان يمكن لها ان تستفيد من الغطاء الدبلوماسى الذى توفره لها وظيفتها في الامم المتحدة . وتخرج من هذه المشكلة كالشعرة من العجين . ولكنها لم تفعل . بل أثرت ان تستقيل من وظيفتها لكى تواجه نظام الانقاذ فى سبيل نصرة مبادئها . ثم كان يمكن لها ان تدفع نصف الالف وتخرج من المحكمة الى الي منزلها . ولكنها رفضت وذهبت طائعة مختارة الى السجن . واضطرت لمغادرة السجن اضطرارا" بعد دفع الغرامة بواسطة اتحاد الصحفيين , دون علمها وبدون موافقتها !
ضحت لبني بكل هذه التضحيات في سبيل مبادئها !
يالها من عظمة فى زمن ماتت فيه المبادئ واندثرت .
ولكن أيحسب الانسان ان يترك سدى يا لبنى ؟
لبنى الباسقة
عرضت اكثر من منظمة طوعية غير حكومية على لبنى العمل وبشروط مجزية فى مجال الاغاثة فى دارفور . كما عرضت منظمة اخرى على لبنى ان تكون مديرة لمشروع طوعى انسانى كبير فى السودان . ولكن لبنى اعتذرت في أباء وشمم . ورفضت كل تلك العروض المغرية . مغرية ليس من منظور مادى فقط . وانما الاهم من منظور ان كل وظيفة من هذه الوظائف المهمة كانت سوف تعطى لبنى فرصة نادرة لخدمة مواطنيها المهمشين , وخصوصا" الشابات السودانيات المفترى عليهن والمظلومات ظلم الحسن والحسين .
كان رد لبنى لكل واحدة من هذه المنظمات أنها تكافح حاليا" من أجل شطب المادة 152 من القانون الجنائى السودانى لعام 1991 والمواد ذات الصلة فى قانون النظام العام لعام 1996 ومن أجل مبادرتها الجديدة ( لا .. . لقمع النساء ) . وسوف تفرغ نفسها لهذا الهدف النبيل . سوف تدرس العروض المقدمة وتقرر بعد ان تعبر ذلك الكبرى وليس قبل ذلك ... حتى لو وضعوا الشمس على يمينها والقمر على شمالها .
أعطنى امرأة فى بساقة لبنى ....
نعم ... القابضون على جمر مبادئهم السامية , المنكرون لذواتهم الفانية . انهم لهم المنصورون وانهم لهم الغالبون .
واعلمى يا لبنى ان الزبد يذهب جفاء , واما ما ينفع الناس يمكث فى الارض . استبشرى خيرا" كثيرا" كما قال صاحب الاسماء التسعة والتسعين :
( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين . انهم لهم المنصورون . وان جندنا لهم الغالبون .)
لعنة لبنى
هناك اقتراح امام الجمعية العامة للامم المتحدة بخلق منظمة متخصصة اممية جديدة , تعنى بامور المرأة . سوف تضم هذه المنظمة المتخصصة الجديدة في بوتقتها , اربعة من الاجهزة الاممية العاملة حاليا" فى مجال شئون المرأة . بالاضافة الى مسئوليات واعباء اخرى جديدة . وهذه الاجهزة الاممية الاربعة التى سوف يتم ضمها للمنظمة الجديدة هى :
أولا" : صندوق الامم المتحدة للمرأة ,
ثانيا" : مكتب المستشار الآممى الخاص لشئون المرأة ,
ثالثا" : القسم الادارى الموجود فى سكرتارية الامم المتحدة فى نيويورك الذى يعنى بتنمية المرأة ,
رابعا" : المعهد الدولى التابع للامم المتحدة والذى يعنى بالبحث العلمى والتدريب لتنمية المرأة
من المقرر ان تكون ميزانية المنظمة الجديدة اكثر من بليون دولار فى السنة . هناك اربعة دول عارضت تكوين وقيام هذه المنظمة الجديدة التى تعنى بحقوق وتنمية المرأة !
هل تصدق ان السودان كان واحدا" من هذه الدول الاربعة ؟
لماذا ؟ الاجابة عند جلاوزة الانقاذ ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.