صدرت عن دار الحضارة للنشر بالقاهرة "الأعمَال الشِّعريَّة" للشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل، وتضم أربع مجموعات شعرية وهى" فخاخ.. وثمة أثر" و" رهان الصلصال" و"ممر إلى رائحة الخفاء" و " إنه طائرك" ، سوف يتم اطلاق وتوقيع الكتاب في مايو 2014 في جولة بمدن عديدة حول العالم : أبوظبي، والدوحة واشنطون ، وتورنتو وهاملتون بكندا، وفي الاسبوع الاول من يونيو بمدينة بيرث بغرب استراليا حيث يقيم الشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسaماعيل منذ العام 2003م. كتب الناقد والشاعر واسامة الخواض في مقدمة الأعمال الشعرية:" ومقدّمتي هذي بالتأكيد لا تحيط بعالَم "عفيف" الشعريّ الشاسع في الخلق، ولا تُمثِّل قطرةً من بحره الشعريّ، الذي يُمثّل السّردُ والتوترُ الدراميُّ التركيبَ الأساسيَّ لموجاته المتلاطمة. وإنما هي تَعمد إلى بثِّ إضاءاتٍ خافتةٍ على "المكان" في خطاب "عفيف إسماعيل" الشعريّ. يحتلُّ المكان، بسرياليته و"واقعيّته"، حيّزاً كبيراً في البناء الشعريّ ل"عفيف إسماعيل". إذْ نجد "الكونَ" ومُدناً كاملةً وأمكنةً أخرى، وهي قد تتحوَّر أحياناً من خلال واقع ونفسيّات المتكلِّمين عنها. كذلك نجد تعريفاتٍ شعريّةً للمكان تكتسي روحاً خياليّةً وأسطوريّة. وفي نصّ "أحوال" نجد زمكانيّةً مدهشة: المَكَان: فَخُّ العَادَة. الزَّمَان: يُعَلِّمُنَا الشَّيخُوخَة. الآن: رَمَادُ سيجَارةٍ مُهْمَلَة. غَدَاً: كَفَن. ونجدُ تعريفاً سحرياً لبعض عناصر المكان، وقد نُسِجَ التعريفُ من خيوط روحٍ أسطورية: هُنَاك الشَّلَّال: يُسَمُّونَه بُكَاءَ الجَبَل// النَّارَ: غَضَبَ الحَصَى// الصَّوَاعِقَ: عَطسَاتِ الآلِهَة// النَّهرَ: رُوحَ جَدَّتِهِم الأُولى// الأشجَارَ: شَقِيقَاتٍ خُضَراً// الشَّمسَ: أُمَّ الكَونِ التي تَنَامُ وتَصحُو باكِراً// يُمثّل "الكونُ" أكبرَ وحدةٍ مكانيّةٍ في خطاب عفيف الشعريّ. في "دُفوف"، نجد فوضى الكون من خلال نهايةٍ صادمة، تحيل انسجامَه إلى نقيضه: الكَونُ مِهرَجانٌ عَظِيمٌ للرَّقصِ غَابَ مِنْهُ فَجأةً ضَابِطُ الإيقَاع. وإذا عبَّر "عفيف" عن "الكون" شعرياً من خلال نصٍّ شعريٍّ قصير، يوظِّف سيمولوجيا الصفحة الشعرية، التي تنهمر فيها الكلمات كلمةً كلمة، نجدُ لديه أحياناً مقاطع "مدوّرة" طويلة، كما المقطع التالي: ببُطءٍ حَدَّقتُ في الفَرَاغ/ فتَهاطَلَتْ مِن قَوافِلِ الضَّوْءِ المسافِرِ في الأفقِ قَطَراتُ فضَّةٍ مِلءَ التّيهِ/ وبَالونَاتٌ مُلوَّنةٌ/ ودَوائرُ شَفَّافةٌ/ وحَلزُونَاتٌ تَتراقَصُ/ وبِلَّوراتُ قَوسِ قُزَحٍ نَثرَاتٌ تتطايَر/ تُعانِقُ حُبَيباتِ الرَّذَاذ/ فاتَّسعَت عَينايَ دَهشَةً/ فتهاوَت أطيافُ حدائقِ الذُّهولِ إلى القَاع/ فأغمَضْتُهُمَا وحَدَّقْتُ داخِلِي/ فرَأيْتُ مِن هَوْلِيَ القِيامةَ تَقُوم!! والجَنَّةَ استثِناءً للكَاظِمينَ الحَيَاةَ!! فبَصَقتُ رِئَتيَّ وحَمَلتُهُما وَرَاءَ ظَهرِي/ وارتَدَيتُ النِّيلَ الأزرقَ جُلبابَاً وعُمامَةً/ وركضتُ حافيَاً بينَ المجرَّاتِ والكَواكِبِ أترَنَّحُ، أتَقيَّأُ وأبحثُ عن أَصغرِ تَاجرِ خُردواتٍ وعَاديّات/ يَرْضَى أنْ أبِيعَهُ الكُرَةَ الأرضِيَّةَ/ وأشتَرِي مِنه كَبسُولةً زَمنِيَّة!. من بين المدُن، تَبدو مسقط رأسه؛ الحصاحيصا، أثيرةً عند "عفيف إسماعيل"، وخارجةً من نُصوصِهِ الشِّعرية، وبطاقةِ سحره الشعريّ، نفَضَت عنها غُبارَ خُمولِ الذِّكر، حين أُسْرِيَ إليها بابنِهَا الشاعر بمَمَرِّ رائحةِ الخَفَاء قاصِداً فيها ضَوْءَ قَمَرٍ طُفُوليِّ يحبُّه، وخالقاً منها "أيقونةً شعريّة" بامتِيَاز. يقع الكتاب في490 صفحة من القطع المتوسط ، صورة الغلاف من تصوير المصور المبدع د.السمؤال الحبر. الشاعر والكاتب المسرحي عفيف من مواليد من مواليد مدينة الحصاحيصا بوسط السودان 1962م صَدَر له باللّغة العربيّة: * فِخَاخٌ.. وثَمَّة أَثَر «شعر» مكتبة الشريف الأكاديميّة الخرطوم السودان 2001م. * رِهَانُ الصّلصَال «شعر» كتاب مجلة شعر المصرية القاهرة مصر 2003م. * مَمَرٌّ إلى رَائِحَةِ الخَفَاء «شعر» الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 2006م. * إنَّه طائرُك «شعر» دار الحضارة للنشر القاهرة 2007م. * مُسامَرةٌ من وراء المحيط «نثر صحفي» دار النسيم للنشر والتوزيع القاهرة 2013م. * مِثلمَا يَنامُ الضَّوءُ بَعِيدَاً «مُنمْنَمَات حِكائيَّة» دار النسيم للنشر والتوزيع القاهرة 2014م. *الأعمال الشعرية دار الحضارة للنشر القاهرة 2014م. صَدَر له باللّغة الإنجليزيّة: * رِهانُ الصّلصَال «شعر» ترجمة د.عايدة سيف الدولة دار سامنثا العالمية للنشر أستراليا 2005م. * هذا العالَمُ يَكذبُ علينا يا أمّي «شعر» عربي، إنجليزي دار سامنثا العالمية للنشر أستراليا 2009م * السَّاحرُ الإفريقيّ «مسرحية للأطفال» عربي، إنجليزي بريكلي بيير للنشر أستراليا 2010م. * طيورٌ يَتيمَة، «شعر» عربي، إنجليزي بريكلي بيير للنشر أستراليا 2011م. * ابنُ النِّيل «مسرحية للأطفال» عربي، إنجليزي بريكلي بيير للنشر أستراليا 2012م. تُرْجِمَت نصوصه الشعريّة والمسرحيّة ومُنمْنَمَاته الحِكائيَّة إلى عدة لغات.