(1) قبل خمسون عاما كانت حلفا هناك مشرئبة المآذن هاماتها تعانق سماؤها الصافية.. لكن سيل السد جاء جارفا كل ما أصيل وعتيق.. ثمن غالي دفعه السودانيون وأهالي حلفا دغيم على وجه الخصوص وبعد خمسين لم يقبض السودان سوى الريح.. بعد أسابيع قليلة من توقيع اتفاقية مياه النيل في 8 نوفمبر عام 1959 بدأت إجراءات التهجير القسري لأهالي وادي حلفا.. في 6 ديسمبر من ذات العام الرئيس إبراهيم عبود المدينة المكلومة وقابل المواطنين وعندما بانت له الاثار الإنسانية الكارثية لغرق المدينة العريقة لم يتمالك نفسه وسالت دموعه وتوقف عن مخاطبة الجماهير لدقائق.. بأسى بالغ حكى لي ذلك البروفيسور الحلفاوي عن احتلال القوات المصرية للسان المحيط ببحيرة النوبة شمال خط العرض (22) درجة وتضم 13 قرية ساحلية من بينها الصحابة ودبيرة.. في احدى تلك القرى ولد السفير الراحل جمال محمد أحمد وزير الخارجية الأسبق وما درى أن قريته غدت تحت الاحتلال.. في قرية الصحابة عند الجزء الجنوبي الشرقي لذلك اللسان اقيم معسكرا للقوات المصرية التي أخذت تمنع السودانيين من المرور شمالا لتلك القرى السودانية الوادعة.. الأسبوع الماضي اضاء نواب برلمانيون اشارة حمراء وقالوا أن المصريين توغلوا لأكثر من (17) كيلو متراً أما البروفيسور الحلفاوي قال أنهم توغلوا (30) كيلومترا.. المهم أن التوغل حدث والصمت الحكومي لا يزال مطبقا. (2) يجد القارئ الكريم في هذا العدد من (الصيحة) مادة غنية (بروفايل) عن والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر.. الغرض اتاحة الفرصة للمواطن ليحكم على الرجل الذي أصبح تحت دائرة ضوء كاشف بسبب العديد من الملابسات.. عرضنا الاخفاقات والانجازات بكل موضوعية وشفافية في سبيل ارساء مبدأ مهني أصبح (المهنيون) يتجاوزوه كما يتجاوز لاعب الكرة الذي يضبطه الحكم في حالة سرقة وهو في حالة تسلل لاحراز هدف غير مشروع.. (البروفايل) الذي انجزه الزميل أحمد عمر خوجلي تطرق لفترة الخضر عندما كان واليا للقضارف وخاض أحد اكبر الصراعات مع رئيس المجلس التشريعي لولاية القضارف حينها كرم الله عباس الذي انتخب فيما بعد واليا على القضارف.. الخلافات دارت حول ما عرف ب(خارطة القضارف الموجهة) والتي كانت تشتمل علي اراضي تجارية تم بيعها بمبالغ ضخمة.. المهم أن كرم هذا قصة أخرى وهو حصاد ما زرعه المؤتمر الوطني لأنه المسؤول عن ترشيح الولاة. (3) التقيت بكرم الله أثناء الحملة الانتخابية وسمعته يقول إنه انتزع أمر ترشيحه عنوة عندما علم أن هناك أمرا آخر (يدبر بليل).. قال كرم: (عندما سمعت بأن الحكاية ما أياها قمت وركبت عربيتي وبهدومي اللابسه وحتى ما عارف العربية فيها بنزين ولا ما فيها، وجيت نزلت مباشرة في بيت الدكتور نافع علي نافع، والجماعة في الباب قالو لي الرجل ما في وقلت ليهم أن الليلة معسكر هنا وما ماشي، ودخلت صالون البيت وجزمتي لسه فيها طين القضارف وجلبطت بيها السراميك السمح داك، ولمن جاء نافع قلت ليهو أسمع يا نافع إنت قيادي وأنا كمان قيادي وإنت حركة إسلامية وأنا حركة إسلامية ونحنا في سرج واحد!!.. الكلام السمعتو ده شنو؟!.. والله أنا حا أترشح سواء رشحني المؤتمر الوطني ولا ما رشحني وأنا زول لي شعبيتي الكبيرة).. المهم أن الرجل قال أن ضغطه جعل المؤتمر الوطني يتراجع ويرشححه؟!. آخر الكلام: ملف قضية الأقطان: لا يموت الحق مهما لطمت عارضيه قبضة المغتصب. [email protected] /////////