[email protected] واضح ان العميد المتقاعد منير حمد يتمتع بذاكرة قوية اسعفته في تذكر احداث وقعت قبل ما يقرب النصف قرن، مثل قيامه باعداد مذكرة ضباط القوات المسلحة التي سلمت للسيد سرالختم الخليفة رئيس وزراء حكومة اكتوبر في نادي الضباط (جريدة السوداني 23\اكتوبر 2009) . ولذلك ، فأن ثقتنا كبيرة في ان سيادته سيتفضل و يسرد وقائع (محاكمة) الاستاذ عبد الخالق محجوب في معسكر الشجرة حيث كان العميد منير حمد أحد أعضاء تلك (المحكمة) التي أصدرت حكمها باعدام الاستاذ عبد الخالق كما هو معروف . ومما يضاعف ثقتنا، ان وقائع هذه (المحاكمة) جرت بعد قيام ثورة أكتوبر بفترة طويلة نسبيا وهي - ثورة اكتوبر- ما زالت تفاصيلها و اضحة في ذاكرة العميد المتقاعد منير حمد . و بما ان شهادته من الاهمية بمكان ، فاننا نطلب من سيادة العميد ان يلقي الضوء علي تفاصيل تلك (المحاكمة) من حيث الاجابة علي اسئلة من هذا القبيل :- 1- هل تناولت خطبة الاتهام بالتفصيل ، وأثبتت بالوقائع التي لا يتطرق اليها الشك ، دور الاستاذ عبد الخالق محجوب في تدبير انقلاب 19 يوليو، وهل أكد شهود الاتهام الذين مثلوا أمام (المحكمة) ان الاستاذ عبد الخالق هو المدبر الحقيقي للانقلاب مما جعل ضمير (المحكمة) يطمئن الي اصدار حكم الاعدام ، واضعين في الاعتبار دراستك للقانون في جامعة القاهرة - فرع الخرطوم - حسبما جاء في مقالك المذكور -مثلما هو حال رئيس (المحكمة) العقيد حقوقي أحمد محمد الحسن ؟ . 2- هل كانت مدة الخمس ساعات التي استغرقتها جلسات (المحكمة) كافية للوصول لاصدار الحكم بادانة الاستاذ عبد الخالق محجوب ؟ . 3- هل تداولتم فيما بينكم – أنتم القضاة الثلاثة – قبل الوصول الي حكم الاعدام ، ام ان رئيس (المحكمة) كان دوره النطق بالحكم ، وهل مارس النميري ضغوطا علي رئيس (المحكمة) لاصدار حكم الاعدام؟ . يحدونا أمل كبير يا سيادة العميد في انك ستقوم برواية ما دار في تلك (المحاكمة) بكل الامانة و الشفافية باعتبارها-أي (المحاكمة)- أصبحت جزءا من تاريخ السودان، ومن حق الاجيال القادمة معرفة تفاصيلها كاملة هي وغيرها من (محاكمات) عقدت في تلك الايام الدامية وقبلها وبعدها ، عصفت بالعشرات من ابناء السودان مدنيين و عسكريين ، من بينهم المقدم بابكر النور الذي ذكرت في مقالك أنك قابلته في حديقة البلدية في الخرطوم بحري و مجموعة من الضباط الذين كانوا غاضبين من اعتقال جعفر نميري والرشيد ابوشامة في سلاح الاشارة لاشتراكهما في تحركات داخل القوات المسلحة اثناء اندلاع ثورة اكتوبر ، ومن بين الذين عصفت بهم تلك (المحاكم) ايضا الرائد فاروق عثمان حمد الله الذي اشرت في مقالك الي زيارته لك في بيتك في "حي الدناقلة جنوب" ، بالخرطوم بحري ، ليطلب منك اعداد المذكرة التي رفعها ضباط القوات المسلحة للسيد سر الختم الخليفة رئيس الوزراء .