لم يسبق لى من قبل أن حاولت التجريب للكتابة عن الشخوص الذين لهم إسهامات وحضور فى المشهد السياسى والثقافى -الإجتماعى فى سودان ما بعد الإستقلال ( افضل دائما كلمة الإستغلال) لانها تبين بوضوح لا لبس فيه الظلم والشقاء الذى يتكبده الشعب السودانى من قبل أفندية الخرطوم غليظى القلوب....ما علينا, كنت حضورا مع آخرين كثر لندوة حزب المؤتمر الوطنى السودانى التى شكل فيها المناضل الجسور فاروق ابو عيسى حضورا انيقا وخاطب الجماهير التى إحتشدت منذ وقت مبكر لإختبار جدية الحكومة فى مسألة الحريات والتى هى ليست هبة من أحد وأنما نتاج نضالات أبناء وبنات الشعب السودان الذين روت دمائهم الطاهرة تلك الأرض الآثمة وعجلت بقضية إطلاق العمل السياسى الحر على مصراعيه وهى حتما سوف تعجل برحيل الطغاة مهما إستطال ليل الظلم فهو الى زوال وهذا ما أكدته شواهد التجربة الإنسانية. الأستاذ فاروق ابو عيسى كعهدى به , كان واضحا فى طرحه ومؤمنا ومؤمنا بحتمية تغيير الوضع الشمولى الى وضع ديمقراطى يسع الجميع, وهو رجل عركته الحياة السياسية وربان لا يخاف ظلام البحر...وبالطبع هو ينتمى الى كل أسرة سودانية تتطلع الى وطن يهتم بتعليم بنيه , تعليم ذو جودة وكمان عالية, الى وطن يطلق حريات التنظيم والعمل السياسى الحر الذى يجمع اوشيك وتية ومحمد وآدم فى حزب واحد غض النظر عن الإنتماء الإثنى والجغرافى والدينى الضيق الذى يخنق الإبداع ويباعد بين البشر ويشنج المجتماعات ويحول دون خلق مجتماعات الرقى والتحضر. كعهدى به دائما تحدث الأستاذ فاروق ابو عيسى حديث الذين عركتهم الحياة السياسية- وكيف لا وهو قائد ليلة المتاريس ومشاركا بعنفوان فى ثورة إكتوبر واحد صانيعيها وأبطالها- مرورا بكل مراحل النضال الوطنى ضد الأنظمة الإستبدادية وزوار الليل .... وسارقى الثورات والثروات, وإنقلاب 89 يونيو المشئوم الذى احال ليل السودانيين الى جحيم لا يطاق والى نهار كله شقاء وبؤس مقيم – فوقف المناضل الكبير العم فاروق ابو عيسى وقوف الأبطال فى وجه العسف والتنكيل بالشعب وتجوعيه وتعذيبه وقمعه , وضد سياسات التشريد والتجويع والقتل الممنهج من خلال رئاسته لنقابة المحاميين العرب وكمشارك وعضو أصيل فى التجمع الوطنى الديمقراطيى ...وهو الذى لا يملك سوى شرف الكلمة والقلم لمناهضة الشمولية وحصادها المر ومرددا مع شاعر المقاومة اليونانية ميكيس ثيودوراكس) انتم لديكم الدبابات أما أنا فأملك الأناشيد)) وفاروق يمتلك حب الجماهير العطشى الى التحرر ولقمة العيش النظيفة وإحترام آدمية الإنسان...لك منى تحية النضال والصمود أيها الجسور فى زمن صمت فيه المتعلميين وراحوا يبحثون عن ذواتهم الفانية- بينما ظللت أنت ومعك فئة قليلة صامدة فى وجه الفاشية الأسلاموية التى قسمت الوطن الى أوطان....وسوف تظل تحفر عميقا فى ذاكرة الشعوب المتعطشة الى الحرية والعيش الشريف – ولقد كان بإمكانك العيش فى هدوء والاستقالة من الإستباك والإختصام مع دولة وعالم المفسدين ولكنك أخترت جانب الشعب والنفس الشقية وعملت بكل ما أوتيت من قوة لتحويل هذا العالم ( اى السودان) الى مكان يليق العيش فيه والى عالم أكثر إحتمالا ومعقولية فى وسط هذه العتمة والإظلام المضروب من حولنا وحتما سوف تنقشع الغيوم السوداء وتشرق شمس الحرية من جديد وسيكتب الجيل الجديد من الصحافيون عنك بكل حرية وأمانة تقديرا للدور الذى قمت به فى مكافحة الأنظمة الشمولية ونظام القتل والتجويع. شكرا لنضالك أيها الهمام, الذى إمتلك السيف وغرسه فى وجه الطغاة فى أزمنة الدموع والقلق....عم مساء أيها المناضل الجسور وحتما سوف نلتقى فى أزمنة الإزدهار وحينما تتفتح مليون زهرة برية فى حقل الديمقراطية الممتدد فى التخوم البعيدة والنجوم ذات السماء الصافية وبالقرب من ميدان الرابطة فى شمبات قرب الصافية وفى جو خريفى ناعس...كن بخير أيها الهمام.