أكد الدكتور سلمان محمد احمد سلمان، خبير القوانين وسياسات المياه بعدد من المنظمات الدولية والإقليمية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني، ان السودان سيستفيد من "سد النهضة" الإثيوبي ولن يتضرر منه، وذلك بتنظيم انسياب المياه طوال العام وتعدد الدورات الزراعية وإطالة عمر خزان الروصيرص ووقف الفيضانات المدمّرة التي تجتاح مدن النيل الأزرق ويساعد في التغذية المتواصلة سنويا للمياه الجوفية في المنطقة ، فضلا عن الاستفادة من كهرباء السدّ بسعر التكلفة، وقد بدأ السودان بالفعل في الاستفادة من الكهرباء التي تولدها إثيوبيا من الأنهر الأخرى، خصوصاً من سدّ تكزي على نهر عطبرة.جاء ذلك خلال، ندوة بعنوان" السودان بين اتفاقية عنتيبى وسد النهضة" نظمتها رابطة القانونيين السودانيين بدولة قطر مساء الجمعة الماضي بفندق "راديسون بلو" وقدمها الأستاذ سيف حمدنا الله عبد القادر وسط حضور كبير ومتميز .ودعا سلمان السودان إلى الانضمام إلى اتفاقية عنتيبي، لتحقيق التنمية والحماية والحوار حول إدارة موارد نهر النيل وإنشاء مفوضية كآلية للتعاون بين دول حوض النيل والانتفاع المنصف والمعقول من مياه النيل. كما استعرض في حديثه اتفاقيات مياه النيل،1902، 1929، 1959وهذه تتمسك بها مصر والسودان وترفضها دول حوض النيل لأنها من الحقبة الاستعمارية ، وتنص على الانتفاع الكامل،فضلا عن الاستعلاء وتجاهل حقوق الآخرين مشيرا إلى خمس دول وقعت إلى اتفاقية عنتيبي الإطارية التي ترتكز الانتفاع المشترك والمساواة بين جميع دول الحوض. موضحا ان إثيوبيا هي المصدر لحوالي 86% من مياه النيل استعرض سلمان مواقف السودان بتأييد السد بينما ترفضه مصر بحجة التأثير على حصتها من مياه النيل، واحتمال انهيار السد وإغراقه للسودان وتأثيره على الكعبة المشرفة باعتباره يقع في منطقة زلزال، كما لوحت بخيارات اخرى . وقال سلمان انه من الضرورة ان يتم التعاون التام وبحسن نيةٍ كاملة وهو الوسيلة الوحيدة للاستفادة من مياه النيل المحدودة. ومن هذا المنطلق فإأنه من الضروري أن تركّز مصر والسودان جهودهما التفاوضية على الملكية والإدارة والتمويل المشترك لسد النهضة حتى يتسنى الاستفادة من منافعه من كهرباء ومياه ري في الدول الثلاث. وسوف تعالج الملكية والإدارة المشتركة التخوفّات المتعلّقة بسلامة السد. كما سوف تساهم الملكية المشتركة في فتح باب التمويل للسد من المنظمات المالية الدولية، والذي سوف يساهم بدوره في دراسات متكاملة تقوم بها هذه المنظمات لكل الجوانب الفنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية لسدّ النهضة. وسوف يعالج هذا بدوره مطالبات مصر بضرورة إشراك جهات دولية في دراسات السد.وكانت الدول الثلاث قد لجنة دولية من الخبراء لمراجعة و تقييم تقارير دراسة السد تضم 10 أعضاء؛ 6 خبراء من الدول الثلاث و4 خبراء دوليين و وأوضح تقرير اللجنة أن تصميم السد يستند على المعايير والمبادئ الدولية " ويقدم فائدة عالية للدول الثلاث ولن يسبب ضرراً كبيراً على كل من البلدان المتشاطئة " ،واشار سلمان إلى ضرورة الاتفاق مع إثيوبيا حول فترة ملء بحيرة السد حتى لا تؤثر على مصر والسودان خاصة أنها تحتاج لفترة 4-8 سنوات.مشيرا إلى إثيوبيا سبق أن عرضت إدارة مشتركة للسد.وقال سلمان ان سد النهضة يعد اكبر سد كهر مائي في إفريقيا والعاشر عالميا ويمثل الكبرياء الوطني لإثيوبيا ويقع على النيل الأزرق ويُتوقع أن يقوم هذا السدّ بتوليد 6 ألف ميقاواط من الطاقة الكهربائية عند اكتماله في 2017 ويشيد في منطقة بني شنقول على بعد مابين 20 كيلو متر من حدود السودان وتقدر تكلفة بنائه ب 5 مليار دولار أمريكي، و المقاول الرئيسي شركة ساليني الإيطالية و يبلغ ارتفاعه 170 متراً, وبعرض 1,800 متر، وسعته التخزينية 74 مليار متر مكعب. وفي 27 مايو تم تحويل مجرى النيل الأزرق وتم تشييد نحو 30 % من السد حتى الآن.