المريخ يواصل عروضه القوية ويكسب انتر نواكشوط بثنائية    شاهد بالفيديو.. هدى عربي وحنان بلوبلو تشعلان حفل زواج إبنة "ترباس" بفواصل من الرقص المثير    شاهد بالفيديو.. قائد لواء البراء بن مالك يهدي الطالبة الحائزة على المركز الأول بامتحانات الشهادة السودانية هدية غالية جداً على نفسه إضافة لهاتف (آيفون 16 برو ماكس) ويعدها بسيارة موديل السنة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يحيي حفل من داخل مياه (حوض السباحة) وساخرون: (بقينا فاطين سطر والجاتنا تختانا)    494822061_9663035930475726_3969005193179346163_n    بالفيديو.. مواطن سوداني يستيقظ من نومه ويتفاجأ برئيس مجلس السيادة جالس أمامه.. شاهد ردة فعله التي أضحكت الآلاف    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    شاهد بالفيديو.. الإعلامي السوداني حازم حلمي يقود الجمهور لتشجيع الأهلي السعودي في نهائي أبطال آسيا من المدرجات    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية يقدم تنويرا للبعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية حول تطورات الأوضاع    تشيلسي يضرب ليفربول بثلاثية ويتمسك بأمل الأبطال    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    السعودية تستنكر استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية في "بورتسودان وكسلا"    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    المضادات فشلت في اعتراضه… عدد من المصابين جراء سقوط صاروخ يمني في مطار بن جوريون الاسرائيلي    بورتسودان .. مسيرة واحدة أطلقت خمس دانات أم خمس مسيّرات تم اسقاطها بعد خسائر محدودة في المطار؟    الجيش يوضح بشأن حادثة بورتسودان    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    قباني يقود المقدمة الحمراء    انتر نواكشوط يخطط لتكرار الفوز على المريخ    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللبرالية الجديدة على مشارف سدرة منتهاها .... بقلم: الفاضل الهاشمى
نشر في سودانيل يوم 11 - 02 - 2009


من وحى الإقتصاد السياسى أو على صهوات نثر القصيد
[email protected]
أولاً:من وحى الإقتصاد السياسىجوهر النيولبرالية= يوتوبيا الإستغلال الفاحش المطلق من أحد منصّات المنابر التى بحّت حناجرها وحاشاها الصمت واللّولوة . من جُراب الباحث الفرنسى المبجّل المُجيد بيير بوردو نلتقط خطاب اللبرالية الجديدة السائد الذى يراهن على تنافسيّة وإتقان وفعالية النظام الإقتصادى ؛ خطاب يمتشق فى جُرابه سيف منطق "مع العُسر عُسرا" سيف العواقب الحتمية والمتوقّعة التى تحاسب بل تعاقب كل راسمالى لئيم تسوّل له نفسه تعكير صفو السوق المُتقن. تلك المحاسبة التى زعموا انها تتم ،حسب ذلك الفكر/الأيدولوجيا، تلقائياً أوعبر سياسات مؤسسات شُيّدت كأذرع للأسواق مثل صندوق النقد الدولى ومنظمة التعاون الإقتصادى والتنمية ودويلاتها التى سنّت فكر إستقطاع وبتر إقتصادى واجتماعى من خلاف ثم أطر وسياسات وبرامج ولوائح تخفّض تكلفة العمل وتيبّس انهار القطاع العام وتجعل العمل الإنسانى أكثر مرونة بحيث يقبل عطية المزين ويعمل أكثر من 30 ساعة فى اليوم. هكذا تحدّث زرادشت اليوتوبيا النيولبرالية ونصّب نفسه صنواً للحق والحقيقة والعلموية والواقع وقال لرعيّته (ليس مواطنيه) تواصوا بالسوق والعقلانية الفردية.يقول بيير بوردو ان هذه النظرية التبشيرية هى اسطورة رياضية بحتة فى مطلق عليائها اوحين تتنزّل على الأرض النيولبرالية اليباب كونها تأسّست،منذ مطلع فجرها،على تجريد أُحادى لا يحتمل موريات التفاوت الإجتماعى القادحة دعك من درجة غليانه. ذلك لأنه وبإسم مفهوم العقلانية الفردية الضيّق والمُغلق تضيّق النيولبرالية الشروط والبنيات الإقتصادية والإجتماعية التى يشتغل فيها وبها التوجّه العقلانى الفردى.هكذا يقودنا منطق الأسطورة الولراسية Walrasian mythيقودنا ذلك المنطق الولراسى ،كما يفهم طلبة الإقتصاد، الى منطق اُحادى يريد إقناعنا مثلاً بأن الدور المناط بالنظام التعليمى هوانتاج المنتجين وكفى ثم نغمض أعيننا عن وظيفة النظام التعليمى حين يلعب دورا رائداً فى انتاج السلع والخدمات. هكذا يخلق علم الإقتصاد تعارضاً زائفاً وإعتباطياً بين المنطق الإقتصادى (وهو متقرفص على فرضيتى الزخم التنافسى والفعالية) والمنطق الإجتماعى الذى يشحذ حد سيفه قانون العدل والتكافل الإجتماعى. ارتواءً من سلسبيل هذا الخطاب نقول ان خيول هذه النظرية النيولبرالية قد إزورّت من وقع القنا بلَبانِها وشكت الى الجميع بعبرة وتحمْحُمِ كون فكرها ،أصلاً، لم يستبطن المنطق الإجتماعى والتاريخى أو كما يقول الفرنجةits theory is desocialized and dehistoricizedوتلك إحدى حِكَم الماركسية التى ستبقى ولا تخيب ولن نبكى على تلكم الحِكم التى غيّبها الدهر والعلم. ظل الخطاب النيولبرالى لعقود اربعة خلت يتمترس فى حصون مشيدة من نفوذ وقوى وفعاليات وسلطات ومؤسسات عالمية متنفّذة إحتكرت ترسيم العلاقات والقرارات الإقتصادية والسياسية والأُطر الأيدولوجية وتوجيه وتصريف وصياغة شئون الشعوب وقهرها فى مشهد مذابح ومسالخ كوكبية لاتُحصى. هكذا تحولت النيولبرالية تحت قناع العلموية والتقنية الى مشروع سياسى وايدولوجى شامل، مشروع يستهدف اختراع وإعادة اختراع الشروط التى تمكّن تطبيق النظرية العقلانية الفردية. ولذات السبب فانه مشروع يستهدف تقويض البنيات الجمعية التى ستؤتى أُكُلها فى المدى الطويل وتعمل على إبطال مفعول منطق السوق البحت والتخطيط البحت والأيدولوجيا البحتة وتقارب بين الإقتصادى والإجتماعى بما يفوق حسابات الوسط الحسابى وتُرّهاتها العرجاوات.من الأزمة المالية الى الكارثة ومن الكارثة الى القيامويةأصبح إسراء ومعراج يوتوبيا اللبرالية الجديدة الحثيث نحو السوق المتقن الخالص ممكناً بفضل سياسات سوق(أُم فكّو)، سوق التحررالمالى وهو عارٍ أردية الرقابة والإنضباط . تم ذلك بفضل حزمة من الإجراءات السياسية الهدامة التى تُصمّمها دول المراكزذات العِماد أو المؤسسات الدولية التى أنشأتها لذات الغرض. وقد صُمّمت تلك الإجراءات بهدف حماية الشركات فوق القوميات وعابرة القارات والمجرّات واستثماراتها من لمسات دول الأطراف عليها. فك الرقابة على الأسواق المالية قد تم رويدا رويدا عبر اجراءات استهدفت فى المراحل الأولى فى الثمانينات (ثم لاحقاً) التشكيك فى(و تدمير) جميع البنيات الجمعية التى تعوق آيدولوجيا وفلسفة ومنطق السوق البحت ومؤسسات راس ماله المالى؛ بنيات جمعية مثل: (1) الدولة القومية(التى تم تدجينها واحتلالها واستعمارها حديثا أو غزوها وتقويض نظمها التى تقول لا ..الخ) (2) مجموعات العمل ونقاباتها فى القطاع العام والخاص (بتصميم عقود تفتّت وحدتها وتشق صفوفها وتقسّمها الى فئات ذهنية – والذهنية الى شرائح أصغر- وعضلية وتكرّس مبدأ الترقيات الفردى الذى يرتبط مهنيّاً بالمؤهل الفردى الخ. وقد تكفّلت الأتمتة بإستكمال الناقصة) (3) منظمات وجمعيات مدنية وتعاونيات لاحصر لها نشأت عبر معارك يومية للدفاع عن البيئة وحقوق العمال ومهمشى الغيتو والثقافات المحلية وفقراء فتات دولة الرفاه فى المدن والمهاجرين والمعوّقين والمتسولين ومناهضة حروب الشرق الأوسط وافغانستان. (4) مؤسسة الأسرة!!؟؟ ثم طغى طوفان تسُنامها العرمرم فأغرق الأسرة وقوّض مؤسستها التى كسّحتها الأسواق ومؤسساتها الطبقية حتى فقدت السيطرة على كسب الرزق والإستهلاك بواسطة إستغلال عوامل العمر والجندر والعرق/الإثنيات داخل بنية الأسرة.يستمد البرنامج النيولبرالى العَشَوْزَن (الملتوِي العَسِرُ الخُلُق من كلِّ شيء) منعته الإجتماعية من النفوذ السياسى والإقتصادى لمن يحمل أشواقهم ومصالحهم من حاملى السندات والأسهم وكبار المدراء التنفيذيين (سى إى أوز) والصناعيين وموظفى البورصة الماليين والسياسيين (من المحافظين الجدد والإشتراكيين الديمقراطيين الذين أغمضوا أعينهم عن تشريد العمال الدائم) وكبار الماليين الذين صمّموا سياسات ستقضى عليهم من منطلق انها تعفيهم من دفع استحقاقات مخاطرات لا يخافون عُقباها ، عكس شروط اسطورة/نظرية السوق البحت و"الحر".وبفصلها الإقتصادى من الواقع الإجتماعى تعيد النيولبرالية انتاج نظام اقتصادى يتناغم مع نموذجها النظرى البلورى الخُّلب.سرعة حركة راس المال الضوئية فى الأسواق المالية العالمية بفضل تطور تقنية المعلومات والإتصالات عمّمت ظاهرة الأرباح قصيرة المدى فأصبح مستثمروها يقارنون أرباحهم بارباح الشركات متعدّدة الجنسيات الضخمة. أصبح ذلك مهدّداً دائماً للشركات الضخمة فأصبحت تسعى لمواءمة عملياتها الإنتاجية مع تقلّبات السوق العالمى فتزعزعت تدريجياً ،على حد تعبيرهم، "ثقة السوق" وبالتالى نزع ملاك أسهمهم الى التململ وابتغاء أرباح قصيرة المدى. ولذلك فرض ملاك الأسهم استراتيجيات وخطط وموجّهات انتاجية ومالية انعكست على سياسات إستخدام وعقود وأجورالعمال. فرض السوق النيولبرالى نظام استخدام مرن وعقود قصيرة المدى ومؤقتة وشركات تعيد بنيتها مما أدّى الى نشوء ظاهرة تنافس محموم داخل الشركات نفسها وبين وحداتها وقطاعاتها وعمالها وموظفيها. وبفضل هذا الواقع/الثقافة ابتعد زمكان العمال رويدا رويدا من الإرث النقابى والمطلبى ونحو علاقات عقود اجور فردية من شاكلة: صياغة أهداف ومعايير تقييم وخطط ترقى فردية لترقيات العمال والموظفين وربط زيادة الاجور والبونص بفعالية كل عامل على حِده، ورسم استراتيجيات تفوّض الأعباء والمسئوليات الى المراتب الدنيا من العمال عبر نظام تراتبى صارم يضمن استغلال أمثل (يقرأ أبشع) يجعل العامل/الموظف مسئول مباشرة عن المبيعات والسلع وأداء الوحدة والمخازن. فاقم نظام المراقبة والتحكّم الذاتى الضاغط على العمال فى العملية الانتاجية دور العمال الإدارى بذريعة نظريات الإدارة المشتركةParticipative managementوكان الحصاد:*مغالاة غير مألوفة فى التحام العمال بالعملية الإنتاجية وإشرافهم على إدارتها.*العمل تحت شروط طوارئ ومخاطر تضرّ بصحة وسلامة العمال وارهاق جسدى وإجهاد نفسى.*نشوء ظاهرة تعدّد الوظائف كأن يعمل العامل فى أكثر من شركة فى نفس اليوم.أضعفت تلك الفلسفة والأساليب المعايير الجمعية والتعاضدية التقليدية وقوّضت ثقافة وأخلاق التضامن وسط العمال وازدادت وتائر الإستغلال ومعدلاته. عنف العطالة البنيوى:إنبثقت فى زمكان العمل ثقافة داروينية يتصارع فيها الفرد ضد الآخر على جميع مستويات التراتب الوظيفى والإجتماعى كلٌّ ينجِذ على وظيفته وشركته (والنَّجْذ هو شدة العض بالناجذ) تحت شروط خوف ومعاناة وإجهاد نفسى وعصبى مفرط. ماكان لهذا النظام (النيولبرالى) ان يسود على مدى اربعة عقود بدون تواطؤ مؤسسات/شركات ربحية هدفها صناعة الخوف والفوضى ثم يخترع النظام مؤسسات أخرى تعمل لإستتباب الأمن والطمأنينة والصلاح (بسط الأمن الشامل والصالح العام والأمر بالمعروف كأمثلة من نسخها عندنا فى السودان) اكتسب هذا النظام استمراريته عبر*عنف العطالة البنيوى (فقدان ضمانات الخدمة)*إختفاء ظاهرة الوظيفة الآمنة المستقرة ومايتضمنه من سعير الفصل من العمل الذى اصبح هاجساً وواقعاً يومياً.* ثم توظيف ايدولوجيا وايقونة الحريةزبدة القول ان ظاهرة فعالية وحيوية نموذج الإقتصاد الجزئى (مايكرو) ترتبط مفصلياً بوجود جيش العاطلين على مجمل مستويات التراتب الطبقى؛ كما أدى الذعر المصاحب لهاجس العطالة الى تكريس الثقافة الفردية. يعوّل عنف العطالة البنيوى على طبيعة عقد العمل البرجوازى فى صيغة "نظرية العقود" المعاصرة. ولأول مرة فى تاريخ علم الإدارة وفنونها تمّ ادراج قيم "الثقة" و "التعاون" و "الإخلاص" و"ثقافة الشركة" والتقديس الدينى لقيم الإلتحام بالمنشأة/الأسرة وموالاتها ، تمّ ادراج تلك القيم فى حزمة تأهيل وتدريب العمال والموظفين.أصبحت يوتوبيا اللبرالية الجديدة تتجسّد فى واقع العمال والحكام ،فى آن معاً، باساليب شيطانية مثل فك رسن المذهب السلطوى الجامح ، مذهب "حرية" التجارة الذى أصبح فى الأزمة الراهنة ضحية اللبرالية الرئيس وانبعاث الحمائية والقومية المالية. وهو مذهب ينعم تحت فيحائه كبار الماليين وأصحاب الشركات وكبار رؤساء الحكومات والبلديات والولايات الذين يقدّسون سلطة الأسواق واصنامها باسم "الفعالية الإقتصادية" وهى تدك فى صيرورتها كافة الاسوار والعوائق الإدارية والسياسية التى تعكنن تدفّق رؤوس الأموال وتحقيق ارباح درامية فاحشة ذلك لأن معيار النجاح عند تلك العقلانية هو تحقيق أعلى معدل أرباح. من السخرية ان مذهب حرية التجارة تجرّأ وقدّم وصفات لدول الأطراف تقضى "بإستقلال" بنوكها المركزية وسلْب ارادتها حتى تتلبرل (من اللبرالية) اسواقها الداخلية وتنفلت وتلحق بها بقية اللعنات الكبرى من خصخصة القطاع العام وقطع اوصال الصرف الحكومى على التعليم والصحة. والتعدى على السيادة الوطنية لتنعم الشركات متعدية الجنسيات بتلك السيادة. أما الإقتصاديون فقد ساهموا فى انتاج واعادة انتاج يوتوبيا اللبرالية الجديدة وساعد على ذلك عزلتهم الفكرية فى قلاع الأكاديميا والتجريد والكُتُبيةBookishnessحيث يسهل إختلاط أشياء المنطق بمنطق الأشياء وتتشابه البقر ويتمترسون خلف نماذج رياضية طوع بنانها تقنية الإحصاء القياسى وقواعد المعلومات وخدمات السوفتوير تخبّ حثيثاً لتصديق تجريدها. ضمن هذا المشهد "المكوجن" يتورّط الإقتصادى النيولبرالى حتى أخمص رأسه (كونه قالب هوبة فكرية ، عقباً على رأس) فى ارتكاب جريرة أخلاقية (وجنائية حسب منطق الحال) بحكم اشتراكه فى مخطط التغيير الإقتصادى الإجتماعى ووقائعه المرعبة التى تحايث:*ازدياد وطأة الفقر فى الشمال والجنوب (تابع دأب حركة الفقر القاعدية فى بلديات ومدن شمال امريكا) وتفاوت الدخول وعزل الإنتاج الثقافى المحلى المستقل (طباعة ،سينما)، سيادة الأيقونات والقيم التجارية .*تشويه زمكان مملكة "القطاع العام" وتبغيض فكرة الدولة والذهن الجمعى والمؤسسات الجمعية (من الدولة لغاية الأسرة) التى كان تدافُعها يحافظ على مكتسبات دولة الرفاه ويلجم فجور العاديات الظالمات. *وبنفس القدر سوّدت فى العالمين أخلاق داروينية (أخلاق "ود السُّرور" ، رجل ممتاز عنقائى يطلع من رماد اللبرالية ، خرّيج ادارة أعمال هارفارد أواكسفورد) ثم طيّبت "جِتّة" شعار حرب الجميع ضد الجميع حتى يطاق. يا تُرى من يوقف هذا السباق نحو الهاوية وما أدراك ماهى!! وماهى الأتيام التى ستتكرّم
وتُحسن مثوى النيولبرالية التى تجثو على ركبتيها تحت سِدرة منتهاها تندب نظريتها وتجلياتها؟..........أرى نُطَفاتٍ مقاوماتٍ تخرج من بين صُلب المسغبة والفوضى والتلوّث وترائبها وتتخلّق فى صون ارحام تراث تضامن (لن تفنى مادته ويذهب هباءً مُنبثّا) وتتسوّى وتتعدّل وسيمات باسقات. ثم تقرأ باسم التراث وتكتب وتسعى بين العالمين. هذه رؤية "ماكلة وشاربة" من نفَس الحال النيولبرالى الجاثى على ركبتيه قبل هزيعه الأخير. هكذا حتى زلزلة راس المال الإجتماعى المحافظ وشبكاته .هذه بمثابة دعوة للجميع،كلٌّ فى حقله، كلٌّ يفرز وحدة طاقة فى جسد المقاومات الوسيمات البساقات المنتميات الى جحافل الخدمة المدنية ودفعها الجمعى وحركاتها وأحزابها الطبقية ونفير الإثنوثقافية والجندرية هكذا حتى مطلع فجرٍ ذهن مفاهيمى عقلانى جمعى يحرّر "الصالح العام" من رجس الأوساخ النيولبراليةذهن ذى حساسية شفاّفة لا تغيّب ابداع "الفردى" وتنظّفه من ملكوت "تمساح الفُقرا" و"تمساح بحر العِلم " وإرث "الطويل بلّاع القُصار" و نبوءآت البلاط .ثانياًعشاء النيولبرالية الأخير: مومس تبيع بضاعتها على شفا حفرة من سعيرٍ وقارعة..وماأدراك ما القارعة؟ يوم تكون العطالة كالعهنوتقيم السياسات الحمائية القومية المغلقة على عين حرية التجارة والتجارة الحُرّةإيّان تتضخّم عُشبة عجز الميزانيات العامة فتصبح تبلديةإ(مناشير النيولبرالية طالعة تاكل نازلة تاكل. وحقّت عليها الآية"الذين اذا اكتالو على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يّخسِرون" )....إيّان تعربد البيئة وتنفطر السماوات الأوزونية حين تتضخم أسعار الثمرات (الفول والقمح والأرز) ثم تحجر الدول على صادراتها الزراعيةيعمل اوباما على دعم صناعة السيارات الأمريكية التى تعمل فروعها فى شمال أمريكا حتى يتكسّب منها عمال امريكا دون عمال كندا والمكسيك.وتفحش صناعة البورصات البائرات فى صناعة الفوضى الطفيلية والفهولة وتدفع فواتير بذخ رؤسائها التنفيذيين وترشو السياسيين...نشرت النيولبرالية المحل والمحق ونباتات البودة فى حقول أخلاق "دعه يعمل، دعه يمر" فاستشرت ثقافة الفساد شمالا وجنوباواذا بالآيدولوجية صامتة كالقبور.حال النيوالبرالية لا يخفى على أحد فقد ألقت مافيها وتخلّت . وأغلقت المدارس والمستشفيات والحقول والمصانع فى وجه الفقراء الكُدّح. ثم أشعلت الحروب ذات الميمنة والشمائل وفوق السحاب وتحت الأرض والبحار، حروب برّرتها بالإثنيات والتطرف وهى أكبر أفّاكى التطرف الإثنى والدينىكما الزبد أتت ومثله تذهبهل تعود فى اسطورة "تَرَبْ البنية" أم فى ثياب الثعلب الواعظ الدجّال يجرجر أذيال الخيبة والمخازى القياموية....نشرع فى الزمكان سُرادقاً للتفقّه فى ممالك البؤس والترهات عزاء فسيحاً بهيّاً بقدر بوار المخازى وعلى قدر وسع العلوم نطرّز سندساً صيفاً واستبرقاً إيّان زمهرير إحتباس ..نطرّز أفقاً على هيئة الطير أو زرْزراً من جنانعلى القوس نعلن قيامتهاوننفخ صُورها لنرىأفق الجماعةعبْق الفرادةكُلاً عضوضاً وعِدِلْمراجع:(1)http://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=642&start=0&sid=2a975c52fded950f4eb3af93aa10f15e(2) Pierre Bourdieu, “Utopia of endless Exploitation, the essence of neoliberalism"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.