بدايه غير موفقه يا سيادة المشير السيسى فى لقاء المصارحه مع قناة فضائىه إسكاى نيوز عربيه وردا على سؤال عن دول الجوار لمصر وعن مشكلة حلايب قال لاتوجد مشكله اصلا لأن حلايب ارض مصريه!!! إن النظره المصريه فى كل العصور من عهد محمد على وحتى المشير السيسى مرشح الرئاسه نظرة دونية للسودان بلدا للرجال والذهب ثم تطور أخيرا بلدا إستهلاكيا للمنتجات المصريه وأرضا واسعه لفك الإختناق السكانى لمصر ويعبر عن هذا بعبارة أن السودان عمق إستراتيجى لمصر لكننا فى السودان نريد أن تكون العلاقه نديه وتبادل مصالح بين الشعبين الصديقين وكم هتف أجدادنا عاش الكفاح المشترك ونردده حتى اليوم. إن الدليل العملى على تلك النظرة إتفاقية مياه النيل عام 1929 والإتفاقية المذله عام 1959 الأولى فى ظل الحكم الثنائى والثانيه فى ظل الحكم المستبد حكومه عسكريه غير مفوضه من الشعب السودانى لإبرام إتفاقية تنتقص من السيادة الوطنيه. أما عن حلايب فإنه لم تثار كنزاع طيلة فترة الحكم الثنائى فقد تم تعديل الحدود أكثر من مره وبإتفاق من سلطات الحكم الثنائى فى السودان وحكومة مصر بل أثيرت كمشكله فى اوائل 1958 عندما أرسل عبدالناصر جنوده وموظفيه الى حلايب وشمال حلفا لإجراء إستفتاء لرئاسة الجمهوريه على أساسس أن هذه المناطق أراضى مصريه وسكانها مصريون فتصدت الحكومة المنتخبه برئاسة عبدالله خليل بك لذلك الغزو والشعب السودانى بكل تنظيماته وأحزابه رفض ذلك المسلك من الحكومة المصريه وقدمت حكومة السودان شكوى الى مجلس الامن طالب مصر بسحب جنودها وقرر مجلس الامن حفظ الشكوى الى أن تثار من احد الطرفين . فى ذلك الوقت كان المشير طفلا فى المدرسة الإبتدائيه. أصبح الوضع طبيعيا فى المنطقه فى ظل حكم عبدالناصر والسادات حتى إحتل حسنى مبارك بجنوده حلايب ردا على مصادرة حكومة الجبهة الإسلاميه ممتلكات مصر فى جامعة القاهره والرى المصرى بعد محاولة إغتيال حسنى مبارك فى عام 1995 أعلنت الحكومة المصريه حلايب أرضا مصريه. ما تقدم نبذة تاريخيه مختصره عن حلايب للسودانيين والمصريين على السواء. إن قول السيسى أن السودان عمق إستراتيجى ولا توجد مشكله فهى ارض مصريه يتناقض تناقضا اكاملا فكيف تحتل أرااضى دولة بالقوه وتقول انها عمق استراتيجى وما الذى يمنع مصر من إحتلال اراضى اخرى . إن الحكومات المتعاقبه فى مصر التى تبارك الأنظمة الإستبداديه المعزولة عن شعبها فى السودا ن وكان حسنى يأتى الى السودان أكثر مما يذهب الى أسوان وبإعترافه انه سوق نظام البشير للدول العربيه للإعتراف به نفس الخنجر الذى طعن به حسنى النظام الديمقراطى فى السودان طعن به فى 1995 ولكنه يعلم جيدا ان هذا النظام تمكن من ترويضه لصالحه فرفض رفضا قاطعا فى مجلس الامن إصدار قرار بحظر السلاح عنه. كان من الأفضل ان لايتسرع سيادة المشير السيسى وإصدار الحكم المطلق فهو لم يدرس القضية بكل أبعادهاالتاريخيه والدبلوماسيه وعلاقة الشعبين والكفاح المشترك وكرجل متطلع لقيادة شعب عظيم أن يبدا حياته السياسيه ولكن فى نهاية الأمر هو عسكرى ككل العسكر فى الوطن العربى بدأ بشعارات وطنيه ولكن السلطة تعمى البصر والبصيره وكل الطغاة يجلبون الغزاة . مصطفى عبده داوؤد 15 مايو2014 [email protected]