* مع اقتراب فصل الشتاء بدأت حالات انفلونزا الخنازير فى الارتفاع فى عدد من الدول من بينها الجارة مصر التى تتعامل معه بجدية كبيرة، ويبدو ذلك واضحا من الاهتمام الرسمى والشعبى والاعلامى الكبير والاجراءات المتبعة للوقاية واكتشاف الاصابات الجديدة والاعلان عنها وقد حذر وزير التعليم المصرى قبل يومين أية مدرسة من مغبة محاولة إخفاء وجود حالات تستدعى اللجوء للسلطات الصحية .. إلخ . * لقد أثبت الفحص المعملى ازدياد عدد الحالات الموجبة بالاضافة الى ارتفاع عدد حالات الغياب من المدارس وعدد مرتادى مراكز الفحص والطوارئ فى الايام الخيرة فى انحاء متفرقة من العالم مما أثار المخاوف من اقتراب موعد حدوث موجة وبائية ثانية الأمر الذى جعل معظم الدول ترفع درجة الاستعداد الى الحد الأعلى!! * غير أن بلادنا تشهد حالة استرخاء شديد يصل حد التجاهل التام للمرض استنادا على عشقنا الكبير للمفاجئات وعادتنا فى عدم التحرك إلا فى اللحظات الاخيرة بالاضافة الى انتشار مزاعم غير مسؤولة روج لها البعض بأن المرض أكذوبة كبرى القصد منها بيع اللقاح، وهى مزاعم تفتقد الى اى دليل مادى وليس لها تفسير سوى ( الحالة الببغائية) التى تصيبنا كلما ارتفع صوت ناقد فى الغرب فلا نصدق ونأخذ فى ترديد الانتقادات كالببغاوات بدون ادراك لما نفعله والنتائج الوخيمة التى تترتب عنه !! * الوباء لا يفرق بين صغير وكبير وحسب الاحصائيات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية فان نصف عدد المصابين من الشباب والاطفال ونصف عدد حالات الوفاة من كبار السن واصحاب الامراض المزمنة، وقد وضعت معظم الدول خططها للوقاية باستخدام اللقاح الواقى حسب هذه الاحصائيات، ففى الولاياتالمتحدة وكندا على سبيل المثال سيجرى تطعيم كبار السن واصحاب الامراض المزمنة والحوامل، والاطفال بين سن ستة اشهر وخمسة اعوام أولا ثم يأتى بقية المواطنين، ( هنالك لقاح خاص للحوامل تحت ثلاثة أشهر) !! * وثبت من التجارب المعملية ان اللقاح ذو فعالية كبيرة ( 85 %)، و تحدث الحماية فى غضون عشرة أيام من أخذ اللقاح وستبدأ حملات التطعيم فى دول امريكا الشمالية فى الاسبوع القادم !! * بالاضافة الى اللقاح، تنتشر ارشادات وسائل الحماية الاخرى على نطاق واسع ومنها الحث على ترك عادة المصافحة بالايدى والقبلات، واستخدام المناديل والمداومة على غسل الأيدى بالماء والصابون !! * ويبقى سؤال .. ( ماهى استراتيجة وزارة الصحة لحماية المواطنين خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وموسم الحج وما هى خطة الوزارة لحماية الحجيج ام ستظل تغط فى سباتها العميق؟!) www.alsudani.sd [email protected] جريدة السودانى، 26 أكتوبر، 2009