ali alhedai [[email protected]] استبشر السودانيون باتفاقية السلام الشامل وما جاء فيها عن التحول الديمقراطي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية العام الرابع. ولكن بالنسبة لنا نحن الذين نعيش في دول المهجر فأن ذلك يبدو أمراً صعب المنال، فقانون الانتخابات أخل بأبسط حقوق المواطنة بحرمانه لنا من المشاركة في الدوائر الجغرافية وقوائم التمثيل النسبي لتقتصر مشاركتنا في انتخابات رئاسة الجمهورية . وحتى هذه المشاركة وضعت لها من القيود والشروط التعجيزية ما سيجعلها مستحيلة للغالبية العظمى من السودانيين في دول المهجر، فقد اشترط القانون امتلاك جواز سفر سوداني ساري المفعول. هذا الشرط تعجيزي لآن الكثير من السودانيين هربوا من السودان نتيجة لعسف السلطة وما مارسته من عنف وبطش في حق المعارضين ولا يملكون جوازات سفر سودانية. وعلى سبيل المثال فان الشباب الجنوبيين الذين ساروا على الأقدام من أحراش الجنوب إلى معسكرات اللاجئين ثم إلى أمريكا لا يمكن أن يكون بحوزتهم جوازات سفر سودانية. ولا أدري ما هي الحكمة في أن يكون الجواز ساري المفعول إذا كان الغرض منه فقط إثبات أنك سوداني. ألا يدل ذلك على أن الغرض هو جعل مهمة المشاركة صعبة المنال. يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه المحاولات وعلينا الضغط على المفوضية لكي تقوم بدورها بصورة تراعي فيها أن القاعدة في عملها يجب أن تكون بذل كل ما تستطيع من أجل أن ينال الجميع حقهم الذي يكفله لهم الدستور بالمشاركة في الانتخابات وليس العكس، وأن تبذل كل ما في وسعها لتيسير الخطوات المطلوبة لممارسة هذا الحق. ولنعمل على إلغاء هذا الشرط واستبداله ببدائل معقولة كالجنسية الأمريكية التي ترد فيها الجنسية الأصلية وجواز السفر الأمريكي الذي ترد فيه أيضاً الجنسية الأصلية لكل حامليه. في الإمكان أيضا قبول شهادة اثنين من السودانيين في المنطقة التي يعيش فيها الشخص أو قبول رخصة القيادة الأمريكية وأرقام بطاقات الأب أو ألأم أو ألأخوان في السودان كدليل على مطابقة الأسماء. الذي لا شك فيه أن المفوضية إن أرادت حقاً تسيير العملية فلن تعدم الوسائل. حتى الآن لم يأتينا الخبر اليقين من المفوضية فيما يتعلق بخطتها لأجراء عملية التسجيل في أمريكا ولكن يبدو أن الفكرة هي إجراء عملية التسجيل في السفارة السودانية في واشنطن أسوة بالسعودية ودول الخليج. وإذا ما ثبت ذلك فان الغالبية العظمى من السودانيين في أمريكا لن يتمكنوا من المشاركة لاستحالة سفر عشرات الآلاف من السودانيين الذين يعيشون في كثير من مدن الولاياتالمتحدة وولاياتها الخمسين الى واشنطن. أليس في ذلك تعجيز ومحاولة متعمدة لحرمان الغالبية العظمى منا من ممارسة حقنا في المشاركة في الانتخابات سؤال أوجهه إلي السيد رئيس المفوضية القومية للانتخابات على أمل أن لا تسير المفوضية في هذا الاتجاه فهذا سيقدح في استقلاليتها وسيؤدي إلى التشكيك في حرية ونزاهة الانتخابات. في رائي أننا يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي وهناك الكثير الذي يمكننا عمله إذا ما تضافرت الجهود وتوحدت. فالقضية التي أمامنا لا تخضع لأي اعتبارات سياسية أو غيرها. وعلينا جميعاً بمختلف ألواننا السياسية أن نعمل من أجل هدف واحد وهو ضمان ممارسة حقنا الذي يكفله لنا الدستور بالمشاركة في الانتخابات القادمة مما يتطلب أن نقود معركة لضمان مشاركتنا في الخطوة الأولى وهي عملية التسجيل. وأرى أن نتحرك كأفراد ومنظمات مجتمع مدني وجاليات وأحزاب لقيادة مثل هذا العمل. في رائي أن البداية يجب أن تكون بتنظيم حملة لوضع المفوضية القومية للانتخابات في المحك لإثبات استقلاليتها وحياديتها، فأما أن تثبت ذلك بالعمل أو يتم تعريتها والتشكيك في إمكانية قيامها بإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وللقيام بهذا اقترح أن تقوم مجموعات السودانيون في كل أنحاء الولاياتالمتحدة بكتابة مذكرة للمفوضية تتناول كيفية جعل المشاركة في الانتخابات ممكنة ويمكن الاستفادة من المذكرة التي أرسلناها من كاليفورنيا وقمنا بنشرها في سودان نايل. كذلك يجب كتابة مذكرات للمنظمات الأمريكية المهتمة بالشأن السوداني خاصة تلك التي ستقوم بمراقبة الانتخابات لتنبيهها بشكوكنا في أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة في ظل القوانين المقيدة للحريات وقانون الأمن الوطني ومحاولات حرمان السودانيين في دول المهجر بوضع شروط تعجيزية كما أسلفنا. وقد قمنا في كاليفورنيا بكتابة مذكرة وسنشرع في إرسالها وأمل أن يحذو الجميع حذونا. كذلك تقترح مجموعتنا في كاليفورنيا البدء في إعداد سجل انتخابي مواز لسجل المفوضية لمقارنته بسجل المفوضية، واستخدامه في التصويت، فإذا دعا الحال الاعتراض على نزاهة الانتخابات وحريتها فسنحتاج لبيانات ولن تجدي المقالات التي نقوم بنشرها في الصحف وعلى صفحات الانترنت مهما بلغ عددها. لذلك فإننا نقترح البدء في هذا السجل على المستوى المحلي ثم تجميع كل السجلات ليصبح لدينا سجل لكل أمريكا. أمل أن نقوم بتنظيم أنفسنا في المدن والولايات المختلفة وإلا فان المؤتمر الوطني سيفوز في الانتخابات ويكتسب شرعية لنظامه الشمولي وحينها لن ينفع الندم ومن الله التوفيق. د. علي بابكر الهدي عضو Sudan Action Forum - California - USA